تصدير السلاح، آداة إسرائيل لتوسيع شبكة علاقاتها عبر العالم

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ
(Abouyasmine Khawla)

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 08:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تظهر البيانات زيادة حادة في الصادرات بعد غزو أوكرانيا ؛ وتظل المعلومات الخاصة بالزبائن سرية إلى حد كبير. ويبدو أن سنة 2022 ستكون سنة قياسية لصادرات المنتجات الدفاعية الإسرائيلية. ومع ذلك ، لا توجد معلومات عامة حول الدول التي تشتري المنتجات الإسرائيلية ، أو ما الذي تشتريه بالضبط.
في إعلان حديث بشأن تقاعد رئيس إدارة صادرات الأسلحة بوزارة الدفاع (1) - SIBAT, the international defense cooperation administration - تمت الإشارة إلى أن العميد "يائير كولاس" - Yair Kulas - كان أحد مهندسي هذه الزيادة الحادة في صادرات منتجات الدفاع الإسرائيلية. وقد وصلت إلى مستوى قياسي في إذ 2021 ما يقارب 12 مليار دولار (حوالي 8 في المائة من إجمالي صادرات إسرائيل من السلع والخدمات).ويترقب وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني غانتس" - Benny Gantz – أن تتجاوز قيمة الصادرات الدفاعية الإسرائيلية في 2022 بكثير تلك التي كانت في 2021. فاعتبارًا من يونيو 2022 ، أظهرت بيانات وزارة الدفاع قفزة في الصادرات بعد غزو أوكرانيا من قبل روسيا ، مما أدى إلى زيادة في مشتريات الدول الغربية بشكل ملحوظ. ورفضت وزارة الدفاع تقديم إي بيانات حول الدول التي تقتني الأسلحة والمنتجات الدفاعية الإسرائيلية ، والدول المسؤولة عن نمو صناعة الدفاع في إسرائيل.
_________________
(1) - تشتهر إسرائيل بأنظمتها الدفاعية الرائدة ، والتي طورتها صناعاتها الدفاعية ، ويتم تنفيذها في جميع أنحاء العالم. توفر هذه الأنظمة المبتكرة قدرات فعالة ومتقدمة لمواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات والتحديات. SIBAT ، مديرية التعاون الدفاعي الدولي في وزارة الدفاع الإسرائيلية (IMOD) ، تتمتع بموقع فريد كقسم أساسي داخل الوزارة ، مع الحفاظ على علاقة وثيقة مع صناعة الدفاع. من خلال الجسر بين الصناعات والمؤسسة الدفاعية ، تظل على اطلاع في مجال سريع الخطى وديناميكي ، مع معرفة أيضا الاحتياجات التشغيلية لجيش الدفاع الإسرائيلي والمؤسسة الدفاعية ككل. لقد جمعت القدرات والخبرات المطلوبة من أجل العمل بفعالية ضمن أطر العمل بين الحكومات وبين الشركات و الحكومة وعلاقة الشركات فيما بينها. إن التواجد العالمي الواسع لهذه لمديرية مع ممثلين مدربين تدريباً جيداً يتمركزون حول العالم ، يتيح التعاون والتنسيق الفعالين بين إسرائيل وشركائها الدوليين (الشركات والحكومات على حد سواء).
____________________________

في الآونة الأخيرة ، أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية لوائح جديدة والتي ، عند دخولها حيز التنفيذ ، من المفترض أن تخفف القيود المفروضة على مصدري منتوجات الدفاع. ويظل من العسير جدا الحكم أو التعليق، إذ أن معظم محتوياتها سرية للغاية.

لكن من الواضح أن هذه اللوائح رمت إلى تغيير سياسة التصدير الدفاعي بطريقتين :
- أولاً، من خلال توسيع قائمة المنتجات غير المصنفة التي يمكن تداولها دون الحاجة إلى الحصول على ترخيص بنسبة 50 في المائة. ورفصت وزارة الدفاع الكشف عنها بدعوى السرية.

- ثانيًا ، عملت وزارة الدفاع على توسيع قائمة الدول التي سيسمح لها بتصدير منتجات غير مصنفة دون الحاجة إلى ترخيص. وذلك دون الكشف عن تلك الدول بدعوى السرية أيضا.

إذا حطمت سنة 2022 الرقم القياسي للعام الماضي لصادرات المنتجات الدفاعية ، فمن المحتمل جدا أن تكسر سنة 2023 الرقم القياسي مرة أخرى نظرًا لتخفيف اللوائح وتوسيع قاعدة الجهات المستوردة. وبينما ينمو فرع التصدير في صناعة الدفاع الإسرائيلية ، تحافظ الدولة على سرية طبيعة المنتجات المصدرة وبلدان المقصد التي يمكن أن تتم الصادرات إليها بسهولة نسبية.

وقد ذهب بعض المحللين الإسرائيليين إلى القول إن هذا المستوى من السرية يمكن أن يشكل خطرا على دولة إسرائيل. فكلما تم إخفاء المزيد من المعلومات ، زاد الخوف من تفشي الفساد والرشوة والوساطات المشكوك فيها. ومن الأفضل لإسرائيل أن تعتمد الشفافية في معاملاتها في هذا المجال الحساس. ومع ذلك ، فإن إحدى طرق تحديد موقع المعلومات تكمن في الرجوع إلى ميزانيات الدفاع للدول الأجنبية المستوردة للمنتجات الإسرائيلية.

على عكس ميزانية الدفاع الإسرائيلية - غير المقسمة أو المبلغ عنها - تكشف بعض ميزانيات الدول الأجنبية على بيانات حول مشتريات الدفاع. على الرغم من عدم ظهور جميع المعلومات – أو التستر عليها - ، فمن الممكن العثور على بعض معاملات المشتريات الدفاعية التي تمت أو تم إبرامها في العامين الماضيين. على سبيل المثال:
- تشمل بعض المعاملات الأخيرة شراء إندونيسيا لمركبات مدرعة يتم تشغيلها عن بعد ( وهي دولة لا تربطها علاقات رسمية مع إسرائيل). كما كانت إندونيسيا واحدة من العديد من البلدان ، مثل الفلبين ، التي تشتري أنظمة طورتها شركة- Cellebrite- ، (2) وهي شركة غير مشهورة تصنع برامج القرصنة.
______________
(2)- شركة أمن إلكتروني إسرائيلية متخصصة في تتبع وكشف طرق ومنبع الاختراقات لمعرفة مصدرها ومقترفيها - specializing in forensics - واستخراج بيانات الهاتف المحمول.
____________________________


- اقتنت أذربيجان طائرات بدون طيار مسلحة إسرائيلية ، قيل إنها استخدمت في 2020 لمهاجمة أهداف "أرمنية" في منطقة "ناغورنو كاراباخ". كما نقلت أذربيجان هذه الطائرات بدون طيار إلى "غينيا الاستوائية" التي يحكمها نظاما ديكتاتوريا.

- اشترت تركمانستان مركبات لجميع التضاريس بالإضافة إلى طائرات بدون طيار مسلحة ، بينما استوردت جمهورية التشيك رادارات وأنظمة صواريخ من العديد من الشركات المصنعة الإسرائيلية.

- الهند هي واحدة من أكبر زبائن صناعة الدفاع الإسرائيلية ، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي- Barak-8 – (3) المشترك بين إسرائيل والهند.
________________
(3) - المعروف أيضًا باسم LR-SAM أو MR-SAM ، هو نظام صواريخ أرض- جو تم تطويره بشكل مشترك بين الهند وإسرائيل ، وهو مصمم للدفاع ضد أي نوع من التهديدات المحمولة جوًا بما في ذلك الطائرات والمروحيات والصواريخ المضادة للسفن و الطائرات بدون طيار وكذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات المقاتلة.
______________________
- اشترت الفلبين زوارق دورية وأنظمة مدفعية و 32 دبابة خفيفة من طراز "صبرا" (4) - Sabrah. كما استوردت ساحل العاج زوارق دورية إسرائيلية.
____________
(4) - دبابة خفيفة مجنزرة أو بعجلات تصنعها شركة Elbit Systems ، وهي شركة تصنيع دفاعية مقرها إسرائيل.
______________________

- اقتنت البرازيل طائرات بدون طيار ورادارات وصواريخ. واشترت ألمانيا أيضًا صواريخ وطائرات بدون طيار إسرائيلية ، ومن المتوقع أيضًا أن تحصل على نظام - Arrow-3 (5) - الإسرائيلي ، الذي يعتبر أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا في ترسانة البلاد.
___________________
(5) - صاروخ مضاد للصواريخ الباليستية تفوق سرعته سرعة الصوت خارج الغلاف الجوي ، تم تمويله وتطويره وإنتاجه بشكل مشترك من قبل إسرائيل والولايات المتحدة.
____________________

- اشترت بولندا ما قيمته 152 مليون دولار من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات - Spike-MR / LR - من إسرائيل ، وسيتم إنتاج بعضها في بولندا. واقتنت سلوفاكيا نظام رادار إسرائيلي من المقرر تسليمه في عام 2025.
____________________
(6) - صاروخ من نوع "أطلق وانسى" - fire-and-forget - مزودًا بجهاز استشعار موجه حراريًا. بالإضافة إلى وضع "أطلق وانسى" ، فإن الإصدارات طويلة ومتوسطة المدى من Spike تتمتع أيضًا بقدرة توجيه سلكية ، مما يسمح للمدفعي بتحديث مسار الصاروخ من موقع الإطلاق باستخدام المعلومات التي يوفرها المستشعر الحراري للصاروخ. قم بتغيير الهدف أثناء الرحلة أو لتصحيح اللقطة في حالة حدوث خطأ مستهدف أو شذوذ في المستشعر الحراري.
_________________

- اقتنت الولايات المتحدة برج- Rafael s Samson RCWS-30 - المُجهز عن بُعد ، والذي يتم التحكم فيه عن بُعد ، مما يمنع الجنود من التعرض لنيران العدو. كما اشترى الأمريكيون صواريخ "سبايك" - Spike - طويلة المدى وبطاريتين قبة حديدية في صفقة قيمتها 400 مليون دولار.

- اشترت سنغافورة أيضًا برج RCWS-3 الذي يتم تشغيله عن بُعد ، بينما قررت رومانيا شراء عدد من أبراج IFV التي يتم تشغيلها عن بُعد.

- اقتنت إيطاليا صواريخ "سبايك" ، بالإضافة إلى قاذفات صواريخ إسرائيلية الصنع. واشترت بريطانيا خمسة أنظمة ملاحة متطورة للطائرات المقاتلة سيتم تثبيتها على طائرات "يوروفايتر تايفون" - Eurofighter Typhoon.

ظلت إسرائيل ترى أن الصادرات الدفاعية أساسية لتعزيز العلاقات مع الدول في جميع أنحاء العالم ، لكنها خضعت للتدقيق بسبب بيع الأسلحة والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا التجسس الإلكتروني، للأنظمة ذات سوابق في انتهاك حقوق الإنسان بشكل بشع.

وهذا مع العلم، أن صادرات إسرائيل من العتاد الدفاعي - من المفترض- خاضعة لقانون عام 2007 الذي يتطلب من الشركات المصدرة مراجعة كيف وأين سيتم استخدام الأسلحة الإسرائيلية. ويهدف هذا القانون إلى منع الشركات من بيع الأسلحة عن عمد إلى الدول التي تنوي استخدامها لارتكاب فظائع ضد الإنسان وانتهاك حقوقه. لكن على أرض الواقع، على الرغم من أن الشركات ملزمة قانونًا بالنظر في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان فإنها تغض الطرف وتتنازل عن هذا الالتزام لأسباب دبلوماسية أو أمنية ومصلحية آنية أحيانا كثيرة. فوفقًا لمركز أبحاث أمني عالمي مستقل ، احتلت إسرائيل المرتبة العاشرة بين مصدري الأسلحة الدوليين على مدار السنوات الخمس الماضية.

#بوياسمين_خولى (هاشتاغ)       Abouyasmine_Khawla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات