|
ليس هناك أصعُب من أن تقوم بشيء أنت مجبر عليه !
حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 7366 - 2022 / 9 / 9 - 16:03
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
وأخيرا أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط ، عن اتفاق وزراء الخارجية العرب على عقد القمة العربية بالجزائر بعد قبولها التقيد بشروط البروتوكول المتبع عادة في كل القمم، أي إرسال دعوة رئاسية جزائرية للمشاركة في القمة إلى كل الدول "العربية" بدون استثناء ، مع الاحترام التام لخريطة المغرب وعرضها بكامل وحدتها الترابية من طنجة إلى الكويرة ضمن كافة المواد الإعلامية المرافقة لبرامج القمة سواء المكتوبة أو المرئية أو المسموعة ، وعدم ذكر عصابة البوليساريو الجزائرية أثناء فعاليات القمة أو مجرد التلميح لها بأي شكل من الأشكال ، وإبعاد سوريا عن المشاركة في القمة ، إلى جانب حضور المملكة المغربية الذي ربطت كل من مصر والأردن ودول الخليج حضورها بحضوره ؟ فهل سيلتزم المنظمون بهذه الشروط ؟ أم أنهم سينقضون الوعود كعادتهم ، وكما يتوقع الكثير ممن لايثقون بمصداقية الجزائر ، والغير مقتنعين بمقدرتها على تنظيم قمة بحجم الجامعة العربية ، التي دشنت الدورة العادية 158 لوزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة، بانسحاب الوفد المصري احتجاجا على تولي رئاسة دورة المجلس "نجلاء المنقوش"وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة عبد الحميد دبيبة. وحتى إذا تم فرضا ، وانعقدت تلك القمة ، فهل سيتخلى منظموها على حساباتهم الضيقة ونزوعاتهم العداوانية المزمنة ، ومنطقهم المتجاوز في نشر الخلافات والنزاعات البينية، ودعمهم لنزعات الانفصال ، وإشعالهم للصراعات الحدودية والعرقية والطائفية والقبلية؟ وهل سيتقيدون بأهداف الجامعة العربية الأساسية ، وأدوارها الرئيسية في توطيد الثقة بين البلدان المشاركة، وتكريس مبادئ الديمقراطية ومراعاة خصوصيات ومقومات كل بلد من المشاركين في القمة، واحترام إرادته المستقلة بما يحافظ على أمنه واستقراره ووحدته الترابية والوطنية ، كشرط أساسي وضروري لأنعقاد ونجاح هذه القمة ، كما تقدم بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة في كلمته أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى وزراء الخارجية، والتي جاء فيها :"السياق الدولي والعربي يسائل القمة المقبلة لتنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيدا عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز، وتوطيد الثقة اللازمة، والتقيد بالأدوار الخاصة بكل طرف والتزامه بمسؤولية وضع أسس الشراكة العربية المندمجة الهادفة إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك، وبناء نظام جماعي حديث ومتجدد وفعال، يوفر الشروط الموضوعية للتعاون البيني ويشجيع الاستثمار وتأهيل الاقتصاد وتحسين أوضاع الإنسان العربي وتسهيل انخراطه في مجتمع المعرفة والاتصال . فكيف إذن ستتفاعل الجزائر مع تلك الشروط التي يتعين عليها التعامل معها بالفاعلية والواقعية البعيدة عن منطق المزايدات والتوظيف السياسي ؟ ونحن نعلم أنه ليس هناك من شيء سهل إلا ويصعُب عندما تقوم به مجبرا، وكما قال أحمد شوقي: والمرء ليس بصادق في قوله ... حتى يؤيد قوله بفعاله الأمر الذي يشك فيه الكثير من الناس غير السياسيين، ويستبعده العديد من المحللين السياسيين العارفين بحكام الجزائر، الذين تدل سلوكاتهم على سياستهم التي لا تجد اللذة في الأعمال الفاضلة بسبب قصر نظرهم في مواجهة القضايا الدبلوماسية ، وغياب الرؤيا الواضحة لذيهم حول المعوقات السياسية ، التي تدفع بهم إلى تبني الفسوق الضار بأفسهم قبل الناس ، الذي لا ترضى نفوسهم المريضة بأقل منه ، ويرفض فكرهم المنحرف كل ما يعطي زخما قويا لما فيه خيرهم وخير الدول العربية ويحافظ على أمنها استقرارها ووحدتها الترابية والوطنية. لأن ذلك طبعهم الذي لا يعرف الصلح ولا المهادنة أبداً ، و تلك طبيعتهم التي لا تريد للغير إلا الأدى ، ولا يتسببون له إلا في الأدية، وعلى رأسهم المغرب الذي تعلم باكراً من شر حقدهم الدفين ، أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه ، وأن لا أحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا إنحنيت، وتيقن مسيروا شؤونه من خطأ المقولة الشهيرة :"الكلاب تنبح والقافلة تسير" التي طالما شجعت الأنذال والحثالات على التمادي في الإساءة للطيبين المسالمين ، فقرروا إيقاف القافلة كلما نبح عليها كلب من الذين يريدون منع فضل الله عن خص به الله المغرب ، ليلقموه بالحجر الذي يليق بفيه، تم يكملوا سيرهم نحو الأهدافه والطموحات السلمية المشروعة التي رسمها الملك الهمام والوطنيين المخلصين. واختم بقوله سبحانه : "وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" وقوله تعالى :" مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" حميد طولست [email protected] مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية. عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة. عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية. عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولا يحق المكر السيئ إلا بأهله.
-
الخيانة آفة تفتك بالمجتمعات وتدمر ما بينها من علاقات !
-
وستبقى الصحراء مغربية!
-
الخيانة لا يمكن أن تكون موقفا سياسيا
-
هموم الامتِحانات والاختِبارات !
-
المزايد بالقضية الفلسطينية لترميم المواقع السياسية !
-
الوقاحة هي ان تنسى فعلك وتحاسب غيرك على فعله !
-
لا أحد يموت قبل أوانه وإن أصيب بكورونا!
-
تحجر العقول اخطر من تبرج الأجسام !
-
-الهاشتاغ Hashtag -والحملة الاستنكارية ضد الغلائ الفاحش !
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهز أو الفخر5
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر4
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو والفخر3
-
ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر2
-
بعض من أوجاع الحياة!
-
التنائي المرعب رمضان والعيد -لكبير- !
-
التّطهٌر من الثقافة المغلوطة !
-
إصلاح الفكر الدين قوة وعزة للإسلام .
-
الثقافة الذكورية وعنصرية المجتمع ضد جنس المرأة !
-
كل شيء بالأمل الا الرزق بالعمل.
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|