أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - دين عظيم ..














المزيد.....


دين عظيم ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 10:45
المحور: سيرة ذاتية
    


أنا مدين للمبدع الكبير والشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى بدين كبير لاعلاقة له بالشعر أو بالأدب ، ولكن له علاقة كبيرة بإدراكى لتاريخ الشعب المصرى وتطور أدواتى المعرفية فى قراءة هذا التاريخ ومحاولة استخلاص دروسه المستفادة ..
كنت شاباً وكانت تربطنى بالأستاذ الأبنودى علاقة التلميذ بالأستاذ
ولملابسات ما - ليست هى موضوعنا الآن - كنت أحادثه تليفونياً فكان أن دعانى الشاعر الكبير في اوائل تسعينيات القرن الماضي للحضور إلي منزله بالمهندسين لأنه يريد أن يتحدث إلي في بعض الموضوعات ..
وبالفعل أكرمنى الرجل وطلب منى أن آخذ راحتى وأن اعتبر نفسى صاحب بيت ، ولمزيد من إضفاء الحميمية والبساطة في اللقاء اذكر أنه دعى إبنته آيه (وكانت طفلة وقتها) لتحيتي قائلاً :
- سلمي ياآيه على عمك حمدي ..
كان اليوم يوم جمعه واستغرقت الجلسة وقتاً طويلاً تحدث الأستاذ فى السياسة والشعر والحياة وسألنى واستمع إلي في نفس الموضوعات ولكنه فاجئني بسؤال ساهم كثيراً فيما بعد في احداث نقلة كيفية كبرى في طريقة تكوين آدواتى المعرفية وفتح لي آفاق معرفية واسعة أظن الآن أنني كنت قد تأخرت كثيراً في إدراكها وإدراك أهميتها ..
توقف الاستاذ عن الحديث قليلاً ثم أردف قائلاً ..
- قريت ابن إياس؟
كنت قد استمعت إلي هذا الاسم مرات عديدة اذكر منها مرة كنت البهو القديم لحزب التجمع وكان المرحوم عم عطيه الصيرفي جالساً بالقرب مني على الفوتيه الأخضر الشهير الذي يعرفه كل ابناء جيلي الذين كانوا يترددون علي مبني حزب التجمع في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي .. سمعت عم عطيه الصيرفي يقول للجالس جواره أنه يبحث عن ابن إياس ويرجوه أن يدله علي مكتبة تحتوي نسخه ..
الحقيقة لم أقف كثيراً وقتها عند هذا الاسم ، وبصراحة أكثر كانت هذه الأسماء إما مجهولة لدي وإما كانت غير مدرجة علي جدول أولويات قراءاتي ، وقد اتضح فيمابعد أن هذا كان جهلاً عظيماً وغبياً أيضاً مني ..
المهم
أجبت الاستاذ الابنودي معتذراً عن عدم قراءة ابن إياس ..
فرد الأستاذ فوراً
- إذاي ..
هوه فيه حد ممكن يفهم تاريخ الشعب المصري من غير مايقري ابن إياس؟
لازم تدور عليه وتلاقيه بسرعه هوه موجود في مجلدات وسحب أحد المجلدات من مكتبته
هوه ده
طبعاً أنا ماباسلفهوش لحد
لازم تدور عليه وتتعب لغاية ماتلاقيه وتقراه ..
رسمت صورة عنوان الكتاب في رأسي
(بدائع الزهور في وقائع الدهور )
لمحمد بن إياس الحنفي
وبعد أن غادرت إلي مدينتي لم يهدأ لي بال حتي عثرت علي الكتاب في مكتبة أحد المدارس الثانوية لدي صديق مثقف كان يعمل أميناً للمكتبة واتفقت معه أن استعير كل مجلد من المجلدات في مدة أقصاها اسبوع بشرط اشترطه هو ووافقته عليه وهو أن اكتب ملخصاً له ليقرأه هو ويعيد تسليمه إلي كلما سلمته المجلد المستعار ، وبالفعل قد كان أن ظللت لشهور أقرأ وألخص أجزاء بدائع الزهور في وقائع الدهور ..
كانت هذه القدرة المدهشة التي امتلكها ابن اياس علي تسجيل الحياة اليومية للمصريين وخصوصاً تلك الفترة التي تناولت الأحداث التي واكبت حكم دولة الخلافة الفاطمية والعباسية ثم حقبة هيمنة الاتراك المماليك علي مصر إلي آخره
ادركت ان تاريخ الشعب المصري في هذه الحقب لم يكن تاريخ خنوع واستسلام لحكم الأجانب المستبدين
علي العكس فهناك الكثير من الهبات الشعبية والانتفاضات والثورات أوردها ابن إياس في وقائعه التي دونها كيوميات شاهد علي هذه العصور ، وهو مااقترب من انتهاجه الجبرتي فيما بعد ...
وظلت ملخصات بدائع الزهور في وقائع الدهور في مكتبتي حتي اليوم والحمدلله أنني لم اتعرض للمداهمات الأمنية التي كانت تتطال كل اليساريين في السبعينيات والثمانينيات ، وإلا لما عاشت هذه الملخصات في احد ارفف مكتبتي حتي الآن رغم أنني كنت كتبتها بالقلم الحبر وتعرضت بعد أجزائها للبهتان ..
ولولا إصرار الأستاذ الأبنودي الذي وصل إلي نوع من التوبيخ الرقيق لتأخر هذ الاكتشاف المعرفي الكبير إلي وقت لم يعد لدي فيه الطاقة والمتسع لقراءة مثل هذا السفر العظيم الذي أثر في رؤيتي وجعلني أهتم أكثر بدراسة التاريخ الذي يحفل دائماً بمسالك البشر ومساعيهم نحو صنع الحياة الأفضل وبنجاحاتهم واخفاقاتهم وتضحياتهم ومايقدمونه لنا من دروس هائلة تضئ لنا مسالكنا ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصور كبير
- عبد المعطى فهمى نموذجا للمناضل الطاقة ..
- أين ذهبت المسئولية وفي أي دهليز تتسكع
- تشوهات مزمنة تفضحها الرائحة
- التعامل مع إيران بمنطق مصالح شعوب المنطقة لابمنطق الغرب الإس ...
- علي هامش وثيقة ملكية الدولة
- إنه واجب دولة
- قبل أن تشتعل -التريندات-
- علي هامش الحكايات
- امريكا شيكابيكا !!!
- ثلاثة مشاهد عبقرية لجان لوى ترنتنيان وهو فى سن الثمانين
- مقاربةٌ مبدئيّةٌ لمساراتِ الحربِ الأوكرانيّة
- ليلة بصحبة جيرمي أورنز وبيل اوجست
- دعوة للمشاهدة
- مقاومة مشروعة
- مواقف لايمكن إهمال دلالاتها
- قطر تحصل علي جائزة الأكثر وفاءً لسيدها
- وبعيداً عن التأييد أو التنديد ..
- هكذا تدفع الشعوب تكلفة خطايا حكامها
- عمنا أحمد مصطفي أحد أبطال تاريخنا الوطني العظام ..


المزيد.....




- ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
- أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم ...
- لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
- سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
- إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
- -كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
- في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون ...
- القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج ...
- -يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدى عبد العزيز - دين عظيم ..