|
حج الإخوان وقبلتهم هي إسطنبول وأنقرة و لندن و حج المسلمين وقبلتهم هي مكة والكعبة
أحمد شيخو
كاتب وباحث سياسي
(Ahmed Shekho)
الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 03:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا ظهر الإخوان وما هو الدور والوظيفة والتكوين الأداتي لهذه الحركات الإسلاموية ومشتقاتها المختلفة؟ لماذا أختار الإخوان أن يكونوا في خدمة أردوغان والمصالح الاستراتيجية للدولة والسلطة التركية ومشروعهم "العثمانية الجديدة" وليس في خدمة شعوبهم ودولهم الأصلية؟ لماذا أصبحت إسطنبول وأنقرة متفوقتان على لندن من حيث أهميتهما ومركزيتهما للإخوان و تشكيلهما القبلة والحج للإخوان؟ كيف سيكون شكل العلاقة بين أردوغان والإخوان وهل سيبيعهم في سوق النخاسة والبالة بعد قضاء حاجته منهم؟
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية (97) من سورة آل عمران"وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" . وقد عرّف العلماءُ معنى الحج بأنه: "قصدُ بيت الله تعالى بصفة مخصوصة في وقتٍ مخصوص، بشرائطَ وأركان وفروع مخصوصة، وأمرنا الله -سبحانه وتعالى- بالاقتداء برسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- في العبادات والمعاملات والأخلاق، ومن هذه العبادات الحج. إن الكعبة المشرفة في المملكة العربية السعودية حالياً هي قبلة المسلمين في صلواتهم، وحولها يطوفون أثناء أداء فريضة الحج، كما أنها أول بيت يوضع في الأرض وفق المُعتقد الإسلامي، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة، إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة. ويؤمن المسلمون أن من بنى الكعبة أول مرة هم الملائكة قبل آدم، ومن مسمياتها أيضاً البيت الحرام، وسميت بذلك لأن الله حرم القتال فيها، ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض، فقد جاء في القرآن الكريم في الآية(96) من سورة آل عمران" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ " يؤمن المسلمون أن الله تعالى أمر النبي إبراهيم برفع قواعد الكعبة، وساعده ابنه إسماعيل في بنائها، ولما اكتمل بناؤهما أمر الله إبراهيم أن يؤذّن في الناس بأن يزوروها ويحجوا إليها، فقد ورد في القرآن الكريم:في الآية (127) من سورة البقرة " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" وأما تاريخ الحج يشمل فترة تبدأ من وقت النبي إبراهيم تقريباً 1700 قبل الميلاد بناء على أمر الله، إلى إقامة الحج الإسلامي من قبل النبي محمد عليه الصلاة والسلام حوالي عام 632 م، الذي أجرى إصلاحات على الحج قبل الإسلام من العرب الوثنيين و المستمر إلى القوت الحالي، حيث الملايين من المسلمين يُأدون الحج سنوياً. و لقد كانت الكعبة مركزا للعبادة بالنسبة للوثنيين ما قبل الإسلام. ولكن ماذا فعل الإخوان: منذ سيدنا إبراهيم ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام وللمسلمين حول العالم قبلة واحدة هي الكعبة المشرفة وحج واحد هو بيت الله الحرام، لكن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أو للإخوان الإرهابيين وهم الذين يجسدون الذراع المحلي والإقليمي والدولي للقوى المركزية في نظام الهيمنة العالمية وهو التنظيم المتواطئ في جسد الأمة والثقافة الإسلامية الذي تشكل لغرض إضعاف الإمة الإسلامية ووحدتها التكاملية الثقافية وقيمها الأخلاقية والديمقراطية والروحية السمحة. ولعدم إفساح المجال لأي حركة ثقافية إسلامية ديمقراطية وفق مبادئ وقيم الثورة المحمدية الاجتماعية إذا أخذنا بعدها الثوري والتغييري في البنية والمنهية والتركيبة الاجتماعية للمجتمعات والشعوب التي دخلت الإسلام. كانت ألمانيا هي الدولة التي فكرت في البداية كإحدى القوى العظمى قبل الحرب العالمية الأولى لاستحداث واصطناع حركات وتنظيمات إسلامية المظهر والمنطق والطقوس والشعارات ولكنها بأهداف وسياسات واستراتيجيات تخدمها وتسهل السيطرة و الهيمنة والنهب على المجتمعات والشعوب والأمم الإسلامية. ولكن تراجع ألمانيا وخسارتها مع الحرب العالمية الأولى، جعلت بريطانيا تكمل الفكرة الألمانية وتمضي فيها قدماً مع حركة الإخوان التي أعطتها الاستخبارات البريطانية 500 جنيه في مدينة الإسماعيلية ليد حسن البنا حتى يقوم بفتح مكان ومركز لهم في القاهرة في أعوام 1927 و1928 أيام النفوذ البريطاني ونظام الملكية في مصر. ظل الإخوان ومنذ بدايتهم ولخداع الشعوب العربية والإسلامية على الصعيد الداخلي مستعملين للكثير من وسائل الجلب والتجنيد والضم المادي من الجمعيات الخيرية والحلقات الأخرى المختلفة من التعليم والصحة وغيرها واستغلال مختلف البيئات والمستويات الاجتماعية و استعمال العاطفة مع البلاغة الخطابية القرآنية المؤثرة ولكن بأسلوب وغاية مضللة ومنحرفة لتحقيق مطلبهم في ضم الناس لهم وتوسيع قاعدتهم الشعبية وحاضنتهم التي ينبتون فيها ومع استعمالهم العنف والقتل لتخويف الناس وإرعابهم وإجبارهم على الانضمام لهم أو التزام الصمت والكتمان المتواطئ عليهم. ولقد كان اعتمادهم على الفتاوي والتفسيرات الحادة التي صاغها البعض من رجال الدين في المواقف والمراحل التي كانت لها ظروفها وشروطها الخاصة وبالتالي البيئة الخاصة وذلك بغرض ضياع العقل والالتفاف على جوهر الدين وأخلاقياته العالية. حاول الإخوان ولكونهم صعدوا مع انهيار الإمبراطورية العثمانية ومصالح الاستعمار الغربي حينها مع الحرب العالمية الأولى وما بعدها ، في العزف على وتر أنهم يريدون إرجاع حكم الإسلام والخلافة السابقة و التي كانت أيام العثمانيين وأنهم الممثلين للشرعية الدينية الإسلامية. علما أن أغلب السلاطين العثمانيين أو كلهم لم يأخذ الإسلام إلا وسيلة وغطاء للنهب والحكم باسم الغنيمة والشرعية الدينية و لم يقوموا بحج بيت الله الحرام مع كل إمكانياتهم وجيشهم وحكمهم لحوالي 600 سنة أقلها 400 سنة للديار المقدسة في الحجاز، وهذه لعلامة وإشارة فائقة للعثمانيين وتعاملهم المتكبر ونظرتهم حتى للديار العربية المقدسة ومع الشعب العربي الذي نشأ الإسلام بينها و فيهم أولاً مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام. ومع انتهاء الاستعمار البريطاني والفرنسي وتشكيل الدولة التركية القومية الحالية، وخروج وانتهاء الاستعمار المباشر، أصبحت حركات الإخوان والتي تفرعت و تفرخت في البلدان العربية والإسلامية أدوات وظيفية مهمة للدول المركزية في نظام الهيمنة العالمي(المجتمع الدولي أو الدولتي). ولكي تكون هذه الجماعات الفرعية أو لكي يكون التنظيم الدولي للإخوان تحت الطلب الدولتي العالمي السلطوي ومرصود الجانب لحركاته وتوجيهاته وتحت السيطرة الكاملة، كان لابد من بعض الأمور وإحداها جعل مركز التنظيم العالمي للإخوان القيادي والمادي هو لندن في بريطانيا وهي التي كانت مركز القوة الرئيسية في النظام العالمي حينها والمتحكمة بالعالم العربي والإسلامي بالتعاون مع فرنسا وروسيا عبر مختلف اشكال الاستعمار المباشر وغير المباشر عبر الولاء المحليين أو الإقليميين. وعليه أصبح للإخوان مساحة وفضاء دولي للتحرك والنشاط التنظيمي والسياسي والاقتصادي وكذلك تشكيل لوبيات وكتل نفوذ وتأثير وكذلك وضع يدها وأذرعها وأشخاصها الموثوقين في العديد من المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية والإعلامية العالمية لخدماتهم الكثيرة للقوى الدولية وخيانة مجتمعاتهم الأصلية ونقل أسرار مجتمعاتهم وبلدانهم إلى تلك القوى الدولية. ومع تطورات الأوضاع في أفغانستان وتزايد الصراع بالإضافة إلى وضع إيران في عام 1979 وسيطرة الشيعة القومية(ولاية الفقيه)، كان لابد من وجود الطرف الأخر من الثنائية المتحاربة كعادة وأسلوب قوى الهيمنة والاحتلال والاستعمار. فكان السماح والتمهيد للإسلام السياسي وجناح الإخوان أو التنظيم التركي للإخوان للوصول للحكم والسلطة بعد أن تم تهيئة الأجواء والظروف في تركيا عبر إنقلاب 1980 والعمل المستمر للوصول إلى جلب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الإخوانية إلى حكم تركيا كإحدى أدوات خلق الفوضى والتوتر في المنطقة بشعوبها ودولها بدل الاستقرار الداخلي و كذلك العمل لأجل المصالح الآنية والمرحلية لخداع المجتمع التركي والمجتمعات الإسلامية بدل المصالح الاستراتيجية لمجتمعات وشعوب وبلدان المنطقة. لم يظهر أردوغان وحزبه حقائقهم وأهدافهم الحقيقة في بداية إيصالهم إلى الحكم فلقد أردوا تمكين وتقوية نفوذهم وأقدامهم داخل الدولة التركية وأجهزتها ومؤسساتها السلطوية و الدولتية، وذلك عبر الإلحاح إلى الانضمام الشكلي والكلامي للاتحاد الأوربي وذلك بقصد قصقصة أجنحة الجيش والأجهزة التركية التي لم تكن على توافق كامل مع أردوغان وحزبه وأخوانيتهم. ولكن سقوط القناع وظهور أردوغان وتركيا على حقيقتهم الإخوانية ومشروعهم العثمانية الجديدة والميثاق الملي كأحد أجزائه ومراحله، ظهر مع أحداث الربيع أو الخريف العربي. استغلت تركيا أحداث الربيع العربي وحالة الضعف والبحث من قبل شعوب المنطقة عن الأفضل والتخلص من الأزمات وغياب الديمقراطية وحالة الفقر والبطالة الموجودة و السياسات الفاشلة للأنظمة القومية الحاكمة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي كانت نتيجة طبيعية للفكر والذهنية والعقلية الدوليتة السلطوية والأحادية. وعندها أرادت تركيا عثمنة المنطقة و السيطرة على شعوب وبلدان المنطقة وإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة، فالمنطقة وشعوبها بنظر أردوغان وحزبه تركة وميراث وحق له ولتركيا من أجدادهم السلاطين العثمانيين وقد أنتزع منهم مع اتفاقيات سايكس بيكو 1926 ولوزان 1923 حسب قناعته. وهنا كان حصان طروادة والعنصر المتواطئ والخائن لشعوبهم وبلدانهم هم حركات الإخوان المسلمين بما فيهم التنظيم العالمي وفروعه في دول المنطقة وخاصة الدول العربية. فعمدت تركيا وبالتعاون والمساعدة من بعض الدول التي يحكمها الإخوان مثل قطر وغيرها ومع العديد من الجمعيات الإخوانية على مستوى المنطقة وكذلك بالاعتماد على وجود تركيا في الناتو والمنظومة الغربية في تكوين وتأمين دعم مالي ولوجستي وإعلامي واستخباراتي وسياسي وعسكري لكل الحركات الإخوانية التي تصاعدت نشاطها وتسللها إلى معظم التحركات والحركات الجماهيرية التي كانت لها المطالب العادلة في مزيد من الحرية والديمقراطية وتحقيق التنمية والعدالة وحل مشاكل الفقر والبطالة و بعض القضايا الوطنية التي كانت لأسباب داخلية وخارجية بالأساس نتيجة التقسيمات والأفكار ونموذج السلطات والحياة والأحزاب السياسية و التي تم فرضها على المنطقة لمصالح نظلم الهيمنة العالمية. وهكذا أصبح أردوغان المرجع والمرشد التنفيذي مع الأحداث أو الربيع العربي وأصبحت إسطنبول وأنقرة وغيرها من المدن التركية مركز القيادات الإخوانية وقبلتهم وحجهم ومكان تشاورها ولقاءاتها والحديقة الخلفية التي يرتاح فيه كل قيادي أو عسكري أو عنصر إخواني من مختلف الدول العربية والإسلامية ومن مختلف فروع حركات الإسلام السياسي الذي تجاوز إلى القاعدة وداعش حتى سمح تركيا بأن تكون الممر وكذلك طائراتها وطياراتها وموانئها البرية والبحرية أيضاً تحت خدمة تنظيم الإخوان العالمي والتنظيمات التي اشتقت منها مثل القاعدة وداعش لإيصال عناصرهم وكذلك الاسلحة من مختلف دول العالم. وفي إسطنبول وانقرة وأزمير وثم في عنتاب وأورفا وميرسين وغيرها تشكلت معسكرات وأكاديميات عديدة لتدريب الإخوان وكذلك التنظيمات الأخرى على مختلف التقنيات والأسلحة والتفجيرات والاغتيالات والأساليب اللازمة وبإشراف مباشر من الميت التركي(تنظيم الاستخبارات التركية والرئاسة التركية وحزب العدالة والتنمية) وبتمويل قطري ومن جمعيات الإخوان حول العالم ورجالات أعمالها الذي تم سابقاً تثبيتهم في الأماكن والقطاعات الضرورية والمربحة بالإضافة إلى الدعم والاستشارة أو التواطئ الدولي لكون أردوغان وتركيا هم أدوات للناتو وللنظام العالمي، وفي أحياناً كثيرة كان أردوغان يقدم نفسه ونشاطه مع الإخوان أنه سد ومنع وتحجيم للنفوذ الإيراني، ولكن الحقيقة ليس كذلك بل أن أردوغان وإيران هما في توافق وتنسيق وانسجام لاستهداف الشعبين العربي والكردي والسيطرة على مواردهم ومناطقهم وبلدانهم. وهكذا أصبحت تركيا المركز الثاني الرئيسي لتنظيم الإخوان العالمي وقياداتها في العالم بعد لندن ، ومع الأحداث وتزايد انخراط تركيا سرعان ما أصبح أردوغان المرشد الفعلي والحقيقي أو السكرتير العالمي للإخوان وفق بعض التسميات الإخوانية ومعها أصبحت تركيا المركز الأول وتجاوزت لندن بأشواط بعد الدعم والاستقبال والفرص الذي قدمه أردوغان وحزبه واستخبارته من سهولة الوصول وإعطاء الإقامات والجنسيات والجوازات وكذلك فرص الاستثمار والتجارة وساحة الدعارة التي لم يبتعد عنها الإخوان يوماً للمتعة الشخصية والتجنيد والاستفادة المادية الكبيرة كاقتصاد مربح وسريع، والآن جبهة إسطنبول بقيادة المدعو محمود حسين ورعاية أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الصراع والتنافس الإخواني يجاري وربما يتفوق على جبهة لندن بقيادة ما يسمى إبراهيم منير. ويمكن القول إن الكتلة الإخوانية البشرية والاقتصادية والعسكرية التي اصبحت في تركيا وغالبية امتداداتها وفروعها الباقية في الدول العربية والإسلامية تدور في فلك العثمانية والتركياتية ومصالحها، وأصبحوا يقولون عن أردوغان سلطاناً وخليفة وعن تركيا دولة الإسلام التي يجب أن يمتد سيطرتها ونفوذها وحكمها على كل المنطقة لكونها شرعية الخلافة التي يجب أن تعود بعودة الإمبراطورية العثمانية البائدة ولا يهمهم إذا قامت تركيا باحتلال دولهم وقتل شعوبهم بل أصبحوا يصفقون للاحتلال التركي ويتلون القرآن الكريم ، عندما يذهب الجيش التركي لقتل المسلمين الذي لا يتفقون مع أردوغان ويخالفونه وبل أصبح الإخوان في تركيا جيش مرتزق وإنكشاري لأردوغان وتركيا وأصبحت التركية لغتهم وديدنهم وحلمهم الذي يجب أن يتقنوه لمخاطبة ود السلطان وحاشيته والمشاركة حتى في الانتخابات التركية لدوام استمرار أردوغان وحزبه. ولونظرنا لخارطة بلدان المنطقة ودولها وبعد رفض شعوب المنطقة لهذه الحالة الأداتية الإخوانية لعلمهم وتيقنهم أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم ومشغليهم ومموليهم وليس لهم علاقة بالدين الإسلامي و بالأوطان والانتماء للوطن والمجتمع، لو نظرنا أيضاً لخارطة نفوذهم وتواجد أغلب القيادات ومصدري فتاوي التكفير والكفر والإلحاد، لنجد أن أخطرهم وأكثرهم إرهاباً و كرهاً لشعوب ومجتمعات ودول المنطقة وكذلك اكثر المتواطئين منهم موجودون في حض أردوغان وتركيا وحزب العدالة والتنمية، فالصادق الغرياني من ليبيا وأسامة الرفاعي من سوريا ومحمود حسين من مصر وحمود سعيد المخلافي من اليمن و عمار باشري من السودان و طارق عزيز من العراق وغيرهم العديد من القيادات والعناصر الإخوانية الفارة والهاربة من البلدان العربية والإسلامية إلى تركيا ومدنها. وفي السنوات الأخيرة يحرض كل القيادات الإخوانية الموجودة في الحكم أو الساقطة والتي أقتلعتها الشعوب في حج تركيا وأنقرة وإسطنبول كل فترة والمواظبة عليها وحتى المختلفين والمتناقضين منهم يذهبون لتركيا ولعند السلطان والخليفة المزعوم لإيصالح البين أو للتحكم به أكثر وعبرهم ببلدانهم وأوطانهم، ولاشك في أن الحج لتركيا من قبل هذه القيادات لا ولن تخدم سوى تركيا وأهدافها ومصالحها الاستراتيجية على حساب شعوب ودول المنطقة ومشروعها "العثمانية الجديدة" والسيطرة على موارد واقتصادات بلدان التي ينحدر من الإخوان الفارون أو الزائرون لمحجتهم ومحبوبتهم ومركز حجهم تركيا و كنيسة آيا صوفية التي حولها أردوغان في خلاف سنة الرسول وخلفاء الراشدين لمسجد وقبر مصطفى كمال الذي حاول القضاء على كل مظاهر وطقوس وقيم الإسلام وشعائره في الدولة التركياتية العلمانوية التي أنشاها والتي تم جلب أردوغان لسدتها لضرورة المرحلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وضرورة التحكم بالمد الإسلامي وخلق الثنائية المتحاربة فيه وللتحكم بالرجوع الذي حصل للرافعة الإسلامية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في المنطقة. ولكثرة تواجد الإخوان وقياداتهم ومن مختلف الدول العربية والإسلامية في تركيا ، أصبح بالإمكان القول أن قبلة الإخوان وكعبتهم هي تركيا وإسطنبول وانقرة وليس كقبلة وكعبة باقي المسلمين حول العالم في الأراضي المقدسة في المكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. وإن كان كل مسلم يفكر ويحلم بزيارة الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية فإن الإخوان فكرهم وحلمهم وأينما كانوا حول العالم يريدون زيارة تركيا وخدمتها وزيارة خليفتهم المزعوم وقبلتهم المزعومة إسطنبول وكأن ليس لهم علاقة بما ورد في كتاب الله وسنة نبيه ، والحقيقة هي كذلك فليس للإخوان علاقة بكتاب الله وسنة نبيه, وإنما هم أناس وجماعات سلطوية ضمن بعض المجتمعات و الدول وهم أدوات للقوى العالمية يريدون استغلال الدين وقيمه ومبادئه للوصول إلى السلطة والحكم والنفوذ وسرقة باقي المسلمين ومواردهم وخدمة العثمانية الطورانية التركياتية التي ليس لها علاقة بالمنطقة وقيمها و بالإسلام وحتى بالشعب التركي المسلم نفسه. وليس خطأً القول أنه كما فشل ابرهة الحبشي وفيله في هدم بيت الله وخرابه وتحويله لمكان أخر فإن أردوغان والإخوان لا يستطيعون فعل شيء نفسه، وسيهزمون كما هزم أصاحب الفيل. ولقد قال الله تعالى في الآيات الخمسة في سورة الفيل " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ". وكذلك سيكون مصير أردوغان ومرتزقته من الإخوان الذين جعلوا قبلتهم وحجهم تركيا وإسطنبول بدل مكة المكرمة والكعبة المشرفة وبدلوا خير الاعمال والافعال والأماكن المقدسة بشرها وأكثرها نفاقاً وكذباً وعهراً وفتنة بين المسلمين. ومن المفيد الإشارة إلى أنه عادة ما يتم التخلص من الأداة الوظيفية بعد استعمالها ونفاد الحاجة لها وأدائها الوظيفة المطلوبة منها وكذلك هي شكل العلاقة بين أردوغان والحركات والقيادات والعناصر الإخوانية ومشتقاتهم كالقاعدة وداعش ، فبعد أن استعملهم كأدوات لتهديد الاستقرار الداخلي لشعوب وبلدان المنطقة وبعد أن قاموا بوظائفهم كمرتزقة في الجيش التركي أو في الجيوش التي شكلها الجيش التركي مثل ما يسمى "الجيش الوطني السوري" وغيره الذي استخدمته تركيا كشركة أمنية تركية في مختلف بلدان المنطقة والعالم وكما أنه بعد أن سيطر واحتل تركيا وشكل نفوذ وحضور وتأثير وعبر الإخوان على بعض أجزاء من بلدان المنطقة كسوريا وليبيا والصومال والعراق ولبنان، وبعد أن استعملهم أردوغان كأوراق ضغط على أوربا ودول المنطقة وأخذ منه تنازلات ومليارات، من الطبيعي أن يقوم أردوغان وتركيا ببيع بعضهم بسوق النخاسة والبالية بعد أن استخدمهم ولبستهم تركيا في أرجلهم، ولكن الكل يعلم أن أردوغان وتركيا نفسها وهي بدورها أداة وظيفية ولها بنية وماهية تابعة للنظام المهيمن العالمي، فلذلك هناك من سيبيع أردوغان وتركيا نفسها في سوق النخاسة والبالة بعد قيام تركيا وأردوغان بأدواره هذه ونفاد الحاجة له وربما كل مسعى أردوغان واستدارارته التكتيكية هي لأجل أن يكون في المعادلة الإقليمية والعالمية الجديدة ويكون له ولتركيا وللإخوان كأداة تدخل وتسلل مفيدة أدوار جديدة يبقيه على الحكم ويبقي تركيا دولة إقليمية وهامة والإخوان كوسيلة تدخل في المنطقة لمصالح وسياسات واستراتيجيات القوى المركزية في النظام العالمي، لكن لكل أداة وظيفية واستعمال وقت للصلاحية والانتهاء و كما أن كل أداة أو الشيء المستعمل ربما سيكون صعب إن لم يكون مستحيل للوظائف والأدوار والاستخدامات الجديدة التي تتطلب تغير الوجوه والممثلين والأدوار في المشهد الإقليمي والعالمي الجديد المراد. وهكذا نجد أن الخير والشر في الإنسان وأعماله واختياراته التي عليه أن يحرص أن تكون في صالح وخدمة مجتمعه وشعبه وبلده ودينه وانسانيته والله، وأن لا يكون في خدمة الآخرين من السلطات والقوى والدول التي لها مشاريع استعمارية تهدف للاحتلال و للهيمنة ونهب شعوب المنطقة ومواردهم، مهما كان ذلك تحت حجج وأوهام وأكاذيب يتم لفها وتلفيقها واخفاء حقيقتها بالمقدسات والأديان والأوطان الاسلامية، فالمقدس هو الله والمجتمع والفرد ضمنه ومعه ولأجله، لا خارجه ومع الأعداء ومع الشيطان والشر. ومن يقبل أن يكون أداة وظيفية وقابل للاستعمال من قبل الأخرين مهما كان فلن يكون إلا في سلة المهملات ومع القمامة عندما يتم نفاد الحاجة منه وإليه. وهكذا هم حركات الإسلام السياسي وغيرهم من الحركات السلطوية-الدولتية الدينية والقوموية الفاشية والليبرالية الانتهازية، فجميعهم يتشدقون بأنهم مستقلون وفي صف الشعب والله والأمة والإسلام والحقيقة ولكنهم توابع للأخرين وفي صف الأعداء والضلالة والوهم فسيكون مصيرهم أسود ومقامهم سيء وذكرهم لا يحبه أحد ذكره لقباحة أفعاله ولهروب الجميع منهم ومن الارتباط بهم وكذلك هم الإخوان وصاحبهم أردوغان هذا المعتوه الذي ظن نفسه خليفة وسلطان وهو ليس إلا بدمية يتقاذفه أقدام القوى المركزية في نظام الهيمنة العالمي عندما يريدون اللعب في الشرق الأوسط وبشعوبهم ودولهم.
#أحمد_شيخو (هاشتاغ)
Ahmed_Shekho#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق النموذج بين النظام المهيمن و الديمقراطية المجتمعية في
...
-
حقيقة زيف الاستدارة التركية باتجاه سوريا وخطورتها
-
تكتيكات السلطة الفاشية التركية وحربها و جرائمها للبقاء في ال
...
-
15 آب ( أغسطس).. مقاومة و انبعاث وحرية للأمة الكردية و ديمقر
...
-
تركيا تستخدم الأسلحة -النووية التكتيكية- المحرمة دولياً ضد م
...
-
أزمة العراق بين التدخل الخارجي وغياب الديمقراطية
-
حتمية التحالف_الكردي_العربي لمواجهة خطر العثمانية الجديدة وأ
...
-
إرهاب الدولة التركية وارتكابها مجزرة زاخو في دهوك
-
تركيا في المعادلة الإقليمية بين مدريد وجدة وطهران لإبادة الك
...
-
ثورة شمال سوريا انعطافة تاريخية في المنطقة
-
استراتيجية الحرب الشعبية الثورية لكسب الوجود و الهوية و الحر
...
-
الحل الديمقراطي للقضايا الوطنية
-
الرأسمالية الرقمية (الافتراضية)
-
الاقتصاد و الديمقراطية.. سببا الأزمة وطريقا الحل
-
الأحزاب السياسية بين الانتهاء و الريادة الديمقراطية
-
المشهد والحلول بين السلطوية-الدولتية و الديمقراطية-المجتمعية
-
للكرد ولشعوب المنطقة -حساسيات- يجب فهمها و-مخاوف- محقة وليست
...
-
دويلة الإخوان في شمالي سوريا المحتل
-
«جون تورك».. كيانية الإبادة والإرهاب من القوموية العلمانية إ
...
-
إرهاب الدولة التركية و أردوغان في ميزان الناتو
المزيد.....
-
-أنا-.. فيفي عبده تتصدر غلاف أغنية ويجز الجديدة
-
محمود عباس يصدر إعلانا دستوريا بشأن من يتولى السلطة الفلسطين
...
-
مأساة غزة: قصف مدرسة يلجأ إليها النازحون في حي الزيتون
-
الولايات المتحدة تستعيد ثلاثة مواطنين محتجزين في الصين
-
إنقاذ 5 أشخاص بعد غرق اليخت السياحي في البحر الأحمر المصري
-
بعد أنباء عن وصول وفد مصري لبحث الصفقة.. مصدر سياسي إسرائيلي
...
-
الجزائر: النيابة العامة تستجوب بوعلام صنصال واتهامات له بالع
...
-
الجزائر: نواب أوروبيون يدعون للإفراج فورا عن بوعلام صنصال
-
وزراء خارجية مجموعة السبع يدينون -الأنشطة الخبيثة- لروسيا في
...
-
التصعيد الروسي الأوكراني: ما مواقف الدول المغاربية من احتمال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|