أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع عشر)















المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع عشر)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 02:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ركز العروي على العناصر المميزة للقطر المغربي: مغرب البلغة، الكصعة، الشاي، الكسكس. كان لهذه المنطقة اسم متداول بين سكانها قبل وقت طويل من عهد لحماية: المغرب الأقصى.
لطالما كان الدفاع عن هذه الأرض أولوية لأن المغاربة لم ينسوا قط مأساة المسلمين في الأندلس. وعندما احتلت فرنسا توات، لم يتردد المشرافي في تحميل المسؤولية للمخزن بقوله: "أن الدولة الشريفة قدمت دليلا لا جدال فيه على التهور".
يقظة المغاربة جاءت من حالة التوتر المستمر التي ميزت مناطق الاحتكاك مع الفرنسيين في الشرق ومع الإسبان في الشمال. كراهية القبائل وثوراتها ضد المحتلين تم استغلالها من طرف السلاطين بتركها تدوم لإظهار معارضتهم للقوى العظمى.
على هذه الأرض المعروفة والمعترف بها عاش شعب له تاريخ عريق. عاش هذا الشعب على إيقاعه ووفق تقاليده على طريقته في المأكل والملبس والمسكن والتواصل. استعان العروي يكتابات الرحالة الأجانب لرسم صورة عن اللحياة اليومية للمغاربة في القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين.
استنادا إلى هؤلاء الرواة، لاحظ العروي الملاحظة التالية: "رجال على استعداد لأن يروا جيدا، وأن يستوعبوا جيدا وأن يصفوا جيدا ما جعل نشأة وعي جاد أمرا ممكنا".
لأغراض معاكسة، استخدم العروي البيانات التي سجلها هؤلاء الرحالة لإثبات وجود كيان مغربي. وإذا رأى الأجانب الانفجار ، فقد أبرز العروي جوانب الوعي الوطني. عاش الشعب المغربي في أرضه متشبثا بطريقة وجوده.
لتلخيص فكرته، قال العروي: "المغربي مختلف، ويشعر بأنه كذلك، بزيه، بلغته، بالحدود التي يعترف بها لأرض يسميها ويعتبرها أرضه". خلال القرن التاسع عشر، عانت البلاد من ضغوطات خارجية مدعومة تسببت في اضطرابات متعددة، اقتصادية وثقافية واجتماعية. سوف تعرف البلاد ظاهرة الهجرة بسبب الازمات الاقتصادية والمجاعات. من ناحية أخرى، سوف تغدو الحركة عامل تجانس و تركيب سوف تصبح واقعة حقيقية.
أيد الأجانب فكرة أن الأرض انفجرت وقالوا إن السكان لم يخامرهم الشعور بالانتماء إلى كيان شامل أكثر من شعورهم بالانتماء إلى منطقة. تم اعتبار فاس ومراكش معلمتين تحيلان إلى وجود مملكتين. رأى العروي في هذه المدن وغيرها وجود نظام التكامل بين المناطق مع بيئاتها. شكلت مراكش القطب السوسيوقتصادي الذي يتم انطلاقا منه ضمان المبادلات التجارية مع مناطق الأطلس وسوس والصحراء. كانت موغادور ميناء ضامنا للمبادلات التجارية مع العالم الخارجي. وكانت فاس قطبا امتد إشعاعه نحو شرق المغرب وشماله. أما طنجة فكانت هي الميناء الذي ضمن التجارة مع حوض البحر الأبيض المتوسط.
وجود هذه الأقطاب وغيرها يؤشر على وجود تسلسل هرمي و انتظام في التبادلات الموجهة إلى حد ما من قبل السلطة السياسية.
لم يقبل ميشو بيلير أن يكون للمغرب أرض وشعب وسلطة سياسية يجسدها المخزن. وهو يتحدث عن النظام السياسي المغربي، استخدم كلمة جهاز ليعني بها مؤسسة لم يتمكن من تعريفها وبقيت سلطتها لا محدودة. واجه هذا الجهاز منافسة من السلطات المحلية و الزوايا. لإظهار أخطاء ميشو بلير، استخدم العروي البيعة كمؤسسة بما تعنيه من عقد راسخ الجذور في رأي جميع مكونات المجتمع المغربي سواء بين القبائل أو في المدن. تم القبول به من قبل وجهاء المغرب، أي المؤثرين في المجتمع: قضاة، قادة جيوش، كبار التجار. هذه المؤسسة هي تعبير عن اتفاق بالإجماع. إنها قائمة على الإجماع. هي تستمد شرعيتها من بيعة النبي المعروفة ببيعة الرضوان والمذكورة في القرآن.
لهذه المؤسسة السوسيوسياسية ضمانات اجتماعية وسياسية لاستدامة سلطة السلطنة ومنع فراغ السلطة. هي ليست بأي حال من الأحوال ديمقراطية. اعتاد المغاربة على الاحتفاظ بهذا الاتصال في ضريح مولاي ادريس بفاس. تظهر هذه العادة تأثير الزوايا على السلطة. رأى العروي في هذا الإجراء تقديسًا للسلطة. كما نظر إلى البيعة على أنها عمل آخر يقوي الاندماج والتماسك السوسيوسياسي ويساهم في منع حصول فراغ في السلطة حتى لا تفسح المجال للفوضى. إنها أحد مظاهر الوعي القومي خاصة أن السلاطين المغاربة، ومنذ السعديين في القرن السادس عشر، قدموا أنفسهم على أنهم من سلالة النبي وادعوا أن أصلهم من الحجاز. حلت النزعة الشريفية محل العصبية كإيديولوجيا سلطوية. لعبت الزوايا أدوارا مهمة في التماسك الاجتماعي سولء في المدن أو في العالم القروي.
رأت الإسطوغرافيا في ثورات القبائل والمدن سيية، أي إرادة رفض السلطة المركزية. حاول العروي إظهار أن السيبة كانت جزء من البيعة. السكان الذين ثاروا أرادوا الاحتجاج على التهميش وابتعاد السلطة. كتب العروي في هذا الموضوع يقول: "السيبة المغربية كانت النتيجة النهائية لانفجار البيعة. السيبة في المناطق القروية تماثلها معارضة العلماء في المدن: في كلتا الحالتين، أعضاء سابقون في الشورى تم إبعادهم عن السلطة هم الذين ثاروا على الاستهتار بالقاعدة والعرف". هذه الثورات هي جزء من شرعية تضمنها البيعة. بطريقة ما، تظهر أيضًا أنها علامة على حيوية الوعي الوطني.
قارن العروي تمرد مولاي حفيظ على مولاي عبد العزيز بذلك الذي قام به في القرن السادس عشر عبد الملك السعدي سنة 1576. كانت الحركة الحفيظية، في نظر العروي، رد فعل ضد الاحتلال و إذلال فرنسا للمغاربة. كانت ثورة على رفض ما لا يطاق. صاغ العروي سؤالا عن الحركة الحفيظية وكتب: "ألسنا أمام التعبير الأول عن قومية مغربية حديثة كان المولى عبد الحفيظ مروجا لها؟
بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما ربط الوعي الوطني المغربي بهذه الحركة: "لنتذكر، يقول العروي، مكانة الحركة الحفيظية في مسار الوعي القومي في مغرب القرن العشرين". استقطبت هذه الحركة كل المغاربة وحققت الإجماع الوطني حول السلطان. فشلت الحركة لأن ميزان القوى كان إلى جانب فرنسا. حاولت الإسطوغرافيا الكولونيالية تقديم دولة بلا أرض، بلا حكومة وبلا شعب. مناطق في نزاع دائم، قبائل في حروب مستمرة، قوى في منافسة مستمرة. ظهر من خلال كتابات العروي أن هذه الأطروحات خدمت وعملت لصالح أجندة الحماية. كان المغرب موجودا كأرض، كشعب، تضمن له السلطة السلطانية، تحت عين البيعة، الإدارة. دخلت المنافسة بين الزعماء الدينيين للزوايا لعبة القوة في المغرب.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس عشر)
- وجهات نظر اشتراكية حول الحرب الروسية على أوكرانيا
- لايبنيز ينتقد نظرية مالبرانش حول وحدة الروح والجسد (2/2,)
- لايبنيز ينتقد نظرية مالبرانش حول وحدة الروح والجسد (2/1)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الحزء الرابع عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثالث عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)
- ارتسامات كاتب وجدلية الماقبلي والمابعدي
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/3)
- نبيلة منيب: يسعون إلى تدمير كل ما هو جميل وتونس لا تزن شيئا ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الحادي عشر)
- الطيب الباكوش يدعو إلى عقد خلوة خماسية بحضوره لأجل حل المشاك ...
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/2)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/1)
- ابن جرير: نعم لتشغيل حملة الشهادات المعطلين، لا للزج بهم في ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع عشر)