أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - المعرفة العامة نسق ثقافي سلطوي














المزيد.....

المعرفة العامة نسق ثقافي سلطوي


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28 - 10:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف يمكننا ان نقول عن معرفة موضوع ما متعلق بوجود الانسان او مرتبط بحركة الاشياء وتطور المجتمعات ، انها معرفة علمية ، وهل كل ماهو عام علمي والعكس صحيح مع العلمي هل يحمل صفات العمومية ويغدو بمثابة البديهي والمطلق في إعطاء الحكم والنهاية في شأنه .
وهنا نقول هنالك تداخلات كثيرة بين ماهو عام اي يمتلك صفات القبول المطلق من حيث الاعتراف واكتساب القدسية داخل المجتمع وبين ماهو علمي اي مؤسس على النظرة القائمة على التحليل والاستقراء وتكوين مجالات متعددة من القراءة وإعادة النظر عبر آليات في غاية الدقة والصرامة ، فالمجتمع الذي يعيش الظاهرة الاجتماعية ، حدثا سياسيا او تقلبا في نظام الحكم او تغييرا في معطيات الواقع الاجتماعي المعاش ، كل ذلك يكون بمثابة معطى جاهزا لديه يحاول ان يسبغ على هذه الظاهرة الكثير من امكانيات التقويم سواء تعلق الامر بالتقويم الايجابي او السلبي حسب القدرة التي يضفيها المنتصر الاجتماعي والسياسي ، فإذا تمت عملية التغيير يصار الامر الى معرفة معينة هذه المعرفة يقال عنها انها حقيقية وصادقة ومن ثم تأخذ صفات العلمي الوثوقي ، الذي يغدو بديها وجاهزا في ذهنية الاجيال القادمة ، فالاسلام على سبيل المثال عندما انتصر من خلال جاهزية قيمه وقدرة المنتصر الجديد المتمثل بالفاعلين الاجتماعيين داخل نسقه الفكري والعقائدي ، اصبح يأخذ صفات الثبات والشرعية أكثر فاكثر حسب طبيعة الزمن وتقلباته برغم حدوث الكثير من الانحرافات التي قادت الى تجاوز مبادئ الشورى والاهتمام بالرعية وعدم إضطهادها ماديا ومعنويا من خلال وجود بيت المال كسند اقتصادي يدعم الطبقات الفقيرة لدى المسلمين ، إضافة الى الكثير من العلوم التي اصبحت بمثابة المنسي فيما يخص تفسير وتأويل الكتاب المقدس " القرآن " ، وهكذا نحسب الامر واقعا ضمن الظاهرة الاجتماعية التاريخية ، ومن الممكن ان يكون ذلك مدرجا ضمن سياق الظاهرة الفيزيائية المتعلقة بحركة الاجسام وسقوطها وفنائها .. الخ ، حيث من الممكن ان تعطي السلطة السياسية - الاجتماعية ثوابتها المطلقة فيما يخص مناهج المعرفة والعلوم بحيث يغدو كل ذلك قائما على توزعات السلطة لقيمها ومبادئها التي بالضرورة تأخذ صفات العموم والاطلاق القيمي والمعرفي والعلمي ، فالكنيسة على سبيل المثال كانت لديها جاهز قيمي حول كل ما يتعلق بصيروة وديمومة ونهاية الاشياء والطبيعة والانسان ضمن مطلقات معينة من تصوراتها ومداركها الممارسة اجتماعيا على انها ثوابت دائمة لاتتغير ولايصيبها مؤثرات الزمان وتقلباته المرتبطة بالانسان وتصاعد حاجاته وتطورها ، فالكتاب المقدس يقول الارض لاتدور حول الشمس وان الارض ليست كروية بل هي مركز الكون وجاهزية نهايته واصله ومآله ، هكذا كانت الكنيسة تواصل شمولها على العالم من خلال سلطة نهائية لايشوبها الفتور او الضعف من خلال جاهزية انتصارها السياسي ، فالمعرفة العلمية لاتغدو علمية إلا وهناك انتصارات سياسية في كثير من الاحيان وربما تدعم السلطة السياسية نموذجا معينا من العلوم ، فعلى سبيل المثال كانت السلطة السوفيتية السابقة تمنع ممارسة الكثير من العلوم وخصوصا علم النفس ومن ثم تتدخل في فرضيات ونتائج توصل اليها ذلك العلم كاللاوعي واثره على الانسان ، حيث كانت هنالك الاتهامات الجاهزة بخصوص هذا العلم على انه علم اخترعه البرجوازيون ، ولسنا هنا بصدد مناقشة ذلك الامر بقدر توضيح دور السلطة السياسية وقدرتها على احتواء العالم ضمن تصورات وافكار معينة ، وهكذا الحال مع الانظمة الحديثة الرأسمالية ، التي عملت على تشجيع نوع معين من العلوم الاجتماعية بدلا من غيره وذلك لانه يسهم في التأثير على مجال نفوذها الاقتصادي والتجاري خصوصا ما تعلق الامر بعلم الاجتماع وتحليل ماركس للرأسمالية وجميع عناصر قدرتها على تأسيس التشيؤ والاغتراب عن العالم الاجتماعي المعيش حيث يقول ماركس في هذا الصدد " ان الفلسفة ماهي إلا تبرير لمواقف سياسية طبقية " وكذلك الحال مع الفيلسوف نيتشه الذي يقول " ان كبرى الانساق الفلسفية مؤسسة على قيم عملية يعتمل الفكر المتفلسف في قراراتها دون ان يعي حقيقتها فيصعد منتجاته " حقائق" بدلا من ان يسميها بأسمها الصحيح " منافع " ( دراسات فلسفية ، العلم في الفلسفة / حمادي بن جاء بالله / دار الشؤون الثقافية بغداد 1986ص 13) ، وهكذا يمكننا ان نقول ان المعرفة لاتصبح علمية إلا إذا توفرت جميع شروط التأسيس العلمي الخالي من تراتبيات المنع والحظر الذي تضفيه السلطة السياسية لنوع معين من العلوم على غيره، حيث من الممكن ان يقود التعميم الى تجميد الفكر كما يقول غاستون باشلار ، ومن ثم هنالك جميع المتغيرات تكون ذات طابع مؤسس على خيارات السلطة العامة التي يحددها الفاعل الاجتماعي المرتبط بالدولة ، ومن ثم يكون لدينا محصلة ذلك فقدانا لمفهوم الحركة بل لمفهوم السرعة في تغيير الانظمة والافكار والانساق الاجتماعية السائدة بما يخدم الانسان من حيث نمو وتصاعد حاجاته المادية والمعنوية .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع بين العقل والغريزة
- كتابة السلطة – سلطة الكتابة
- تاريخية العنف في المجتمعات العربية الاسلامية
- سلطة الايديولوجيا
- المصالحة الوطنية بين الوهم والحقيقة
- نحو رسم خارطة جديدة للمواجهة مع القوى الكبرى
- العلمانية المنفتحة - خيارا بشريا جديدا لدى المجتمعات العربية ...
- جاهزية الخطاب الفضائي محاولة لبناء مجتمع عراقي تواصلي
- الحداثة المسلّحة بأشكالها الثلاث
- العنف المنزلي .. سلطة ذكورية أم خضوع نسائي
- صورة أميركا في العراق
- الرأي العام وآيديولوجيا الدولة
- في التربية والعولمة - نحو تربية حداثية جديدة
- الحداثة والتراث في مقاربة جديدة
- أسس الانتماء الى الثقافة والمثقف
- الحريات السياسية ضمن جدلية البناء والتغيير
- الارهاب والطائفية في العراق - نحو إعادة تشكيل الواقع السياسي ...
- المعرفة وأدوات البناء في المؤسسة التربوية العراقية
- أخلاقيات السجن - أخلاقيات العذاب
- الاعلام العربي .. الى اين


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - المعرفة العامة نسق ثقافي سلطوي