أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدي مهني أمين - شنودة الذي حل ضيفا على هذا المجتمع القاسي














المزيد.....

شنودة الذي حل ضيفا على هذا المجتمع القاسي


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7363 - 2022 / 9 / 6 - 02:41
المحور: المجتمع المدني
    


كان لي صديق وقت الدراسة يقول:

• أنا عمري ما اتجوز، وان اتجوزت مش ممكن يكون عندي أطفال أبدا
• ليه يا حجازي؟ ( هذا اسمه)
• لأنه صعب أجيب أطفال في هذا المجتمع القاسي، وفي عالم ملئ بالحروب!!

الحقيقة، لا أعرف إن كان حجازي وقف عند تصميمه، أم ظهرت بنت الحلال اللي خلته يغيّر قناعاته، فأنا لم أره منذ أن أنهينا دراستنا، تفرقت بنا السبل، كما يقولون، ولكن ظلت رؤيته للعالم المحيط بنا صحيحة، وأزيده من البيت شعرا، فنحن في عالم ملئ بالكثير من القسوة، عالم ننجب فيه أطفالنا ونظل كل يوم نحاول أن نحميهم من التمييز والتنمر والتهديد والكثير من التحديات، مهمة الحماية من القسوة تفوق مهمة توفير متطلبات الحياة اليومية، "وادينا عايشين".

في هذا المجتمع القاسي يأتي شنودة، طفل برئ، مغمض العينين، يولد في الهواء الطلق، لا يوجد هناك الأب ولا الأم، ضمانته الوحيدة في الحماية المنشودة.

الأب والأم، أو لعلها تحديدا الأم، لا يستطيعوا حماية شنودة، بالعكس شنودة نفسه سيكون سيفا مسلطا على أعناقهم، وبدلا من الهواء الطلق، يلقون به، أو تلقي به الأم في حمام كنيسة، وهنا تسير القصة سيرا حسنا، إذ يحمل أولاد الحلال الطفل لأسرة لم تنجب منذ 29 سنة، يحملونه لفاروق فوزى بولس وزوجته أمال، استمرت القصة أربع سنوات، ‘إلى أن ظهر عدو الخير متمثلا في إحدى قريبات عم فاروق التي أبلغت الجهات المختصة، التي أخذت الطفل كي تضعه في دار للأيتام، بعد أن غيرت اسمه من شنودة ليوسف.

وهنا دخل شنودة في نفق المجتمع القاسي، المجتمع الذي التقط هذا الطفل من حضن أسرة ترعاه ليلقي به في دار للأيتام، وكأنه لقى حتفه، الطفل دخل في متاهة لا يعرفها، بل دخل في متاهة لا يعرف عم فاروق نفسه كيفية الخروج منها، ظهر إحجام القانون الكنسي عن حسم مسألة التبني، خوفا من تعارضها مع المادة الثانية من الدستور، وظهر القانون المصري الذي يعتبر الطفل فاقد الأهلية أنه مسلم بالفطرة، بما لا يحق للمسيحي في كفالته.

• فمحبة المال أعمت قلب قريبة عم فاروق كي تبلغ عن شنودة كي ترث هي نصيبها من عم شنودة، والقانون المصري أيضا لا يقل قسوة بما يحتويه من تمييز ضد الأقباط، وتراجعت الكنيسة في قانون الأحوال الشخصية عن عن حسم موضوع التبني خوفا من تعارضه مع المادة الثانية من الدستور.

الكل سابقا ولاحقا آثر السلامة، وسقط شنودة من بين يدي أسرة تحبه وتحميه، ليلقى مصيره في دار أيتام، حيث التنمر والإهمال والكثير من التحديات، مجتمع قاسي لا يعرف الرحمة.

طبعا شنودة في حالة صمت، هو لا يعرف لمن يتوجه، أنا أراه بعين قلبي ينظر لشئ واحد، ينظر لباب دار الأيتام، تحديدا مقبض الباب، ينتظر بشعف أن يُفْتَح وتطل منه أمه "أمال"، وأبوه "فاروق فوزى بولس"، هو لا يرى سوى هذا الباب، قد يأكل أو لا يأكل، الأمر في زحمة الحياة لا يهم أحد، ربما يهم "أمال"، ولكن المجتمع له قوانينه تحول بينهما.
• هل تملك تلك الأسرة من القدرة في أن ترفع قضيتها لتغيير القانون؟
• هل تملك الكنيسة المقدرة في إعادة فتح ملف التبني كي يتم إقراره؟
• وماذا عن مصلحة الطفل الفضلى التي تقرها كافة المواثيق الدولية؟

الحقيقة أن الأمر صعب، الأمر يخرج عن نطاق قانون جائر، ليدخل في نطاق قلب مسئول رحيم كي يجد مخرجا لهكذا ظلم يقع في الأساس على عاتق طفل برئ، ومن هنا كانت صرخات الأب في مناشدة الرئيس كي يتدخل، أو مناشدة المسئولين كي يقبلوه هو وزوجته للعمل كخدم في دار الأيتام التي يوجد بها شنودة، كي يقوموا يوميا برعايته هو وأصحابه اليتامي المقيمين بالدار.

• لعل الرئيس يستجيب،
• لعل وزارة تضامن تستجيب، أو
• لعل مسئولي الدار يستجيبون.

شنودة عينه على مقبض الباب ينتظر، وستظل تنتظر، عنده أمل، نرجوا جميعا أن يرى الأمل نورا، أقصد أن يرى الطفل الأسرة التي أحبته تحتضنه وتهدهد قلبه بعد هذا الهلع.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساويرس، بكري، علاء، والحق الضائع وغير الضائع
- الموعِظَة على الجبل، والعِظَات المصاحبة
- لكن عشق الجسد فاني
- الرجل رأس المرأة
- المؤمن ثقيل الظل
- الصيدلي المتشدد والعمل الإرهابي في سيناء
- دون مزايدة
- عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال
- أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني
- يا أهل المحبة
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف
- هل يمكن للطبيعة الإنسانية أن تحقق اليوتوبيا
- ليتورجيا الاحتجاج
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مجدي مهني أمين - شنودة الذي حل ضيفا على هذا المجتمع القاسي