حينما نُبهت- لنوايا اجهلها- لعبارة ذات مضمون سيء في مقال كتبته بعنوان ( معركة بشتاشان بين غدر الطالباني...) كنت قد تصورت ان التنبيه ذلك كان لغرض التهويش او طريقة خاطئة في القراءة لمضامين النقد لكني حينما راجعت المقال وجدت ان العبارة تلك موجودة فعلا.
وبما اني اؤمن بمبادئ تتعارض مع المكابرة على الخطأ وآخذ بالحكمة التي تقول ان الاعتراف بالخطأ فضيلة، وان على المرء ان يتحلى بالتواضع والشجاعة ليعترف باخطائه وان لايتردد في نقد ذاته وتصحيح موقفه وتقويم سلوكه في الحياة وفي الكتابة، فقد ارتايت ان اقدم اعتذاري للشعب الكردي الذي مسست به بعبارتي تلك وذلك ليس فقط لان لي روابط خاصة مع الكرد تمنعني بصورة خاصة من الاساءة
اليهم وانما لارتباط ذلك بالقيم التي التزم بها في احترام الشعوب، اي كان وضعها وظروفها واي كانت ممارسة بعض افرادها او جماعاتها، وكذلك لان الخطأ خطأ ولايجب مداراته او تبريره، وفي ذات الوقت لقطع الطريق على متسقطي الهفوات وزلات اللسان.
وانا حين اسوق اعتذاري هذا لايعني ذلك تراجعي عن الافكار والتقييمات التي شرحت بها موقفي من الاتحاد الوطني الكردستاني باعتباره جماعة سياسية ذات بنية ايدلوجية عنصرية تؤكد الاحداث بشكل يومي ومستمر لنزعته تلك ولاستعداده لارتكاب كل موبقة من اجل الهيمنة والاستبداد.
وللتاكيد على ان الخطأ ذاك كان زلة لسان لاغير، و من دون الخوض في تفاصيل غير ضرورية لخلفيات من قبيل تربيتي العائلية وروابطي الشخصية بالكرد اؤكد على ان مجمل كتاباتي واجتهاداتي الفكرية كانت تدافع، حسبما قصدت، عن قيم احترام الانسان وحقوق الشعوب بالحياة الكريمة وهو امر يتعارض جوهريا مع اي نفس عنصري يمكن ان توحي به تلك العبارة الخاطئة. لهذا كله اقدم، وبصوت عال، اعتذاري للشعب الكردي عن تلك الاساءة الغير مقصودة.
26-05-2003