فنجان قهوة

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 17:55
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ليس هناك أجمل من رشف فنجان القهوة مع الحبيب عند بزوغ فجر يوم جديد في حديقتك الريفية
والأجمل منه أن تحضر أنت بنفسك فنجان القهوة لشريكة العمر صباح يوم الجمعة
كل الأيام لك...هذا اليوم لها.
فنجان القهوة دخل قواميس اللغة..صار من المصطلحات الفريدة...لكن هناك من سرق منه جماله وجلاله
فنجان القهوة ....رمز من رموز الرشوة
رجل أعمال أو صاحب مصلحة في أمر ما يريد انفاذ موضوع معين خلافا للقانون أن تهربا من ضريبة أو ترويجا لبضاعة يقول لموظف ذي علاقة بانفاذ الأمر المخالف...حسبنا حسابك بفنجان قهوة.....أو عازمك ع فنجان قهوة ليضمن موافقته...
صارت الرشوة في الكثير من دوائر الدولة ووزاراتها ..صارت فنجان قهوة
وقد درجت العادة أو يكون فنجان القهوة طيب المذاق..رخيص الثمن
لكن فنجان القهوة اليوم صار عفن المذاق..غال الثمن
يكلف فنجان القهوة أحيانا مئة الف...وأحيانا مليون..وأكثر...
الطريف بالأمر...أن القهوة التي تحفز الدماغ ارتبطت تاريخيا بالنشاط
وصارت تسمى قهوة النشاط ..للخاملين الكسولين
قهوة النشاط يا سادتي شخصية كاريكاتورية أطلقها الرسام والزّجال صلاح جاهين في خمسينات القرن العشرين في مجلة صباح الخيرواستمرت طويلا
يتميز زبائن قهوة النشاط بالكسل والخمول والعيش على هامش الحياة والثرثرة في الهام والسخيف
واستعمل المفكرون قهوة النشاط لمخالفة حقيقة اسمها زيادة في الامعان في النكتة والهجاء والنقد
وقد استغل رسامو الكاريكاتور هذه الفكرة في معالجة موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة في الصحافة والاذاعة والتلفاز في الكثير من دول العالم
أما صبحية القهوة في بلادي..فحكاية لوحدها
تجتمع بعض نساء الحارة الكسولات الناعسات للثرثرة على فنجان قهوة الصباح ومنهن من يمد قهوة الصباح حتى الواحدة ظهرا
والطريف بالأمر....أنهن كلهن يشتكين من ضيق الوقت
رحمك الله يا استاذي البجيرمي يوم كنت تقول......وللناس فيما يعشقون مذاهب
صار فنجان القهوة مذهبا

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات