|
حول انتهاكات حقوق الانسان من قبل إسرائيل والولايات المتحدة
خليل اندراوس
الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 10:25
المحور:
حقوق الانسان
انتهاكات حقوق الانسان التي حدثت وتحدث في عصرنا الحالي، يعمل الغرب الامبريالي وخاصة الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، على ابعادها عن التركيز الإعلامي، لا بل يعمل مسوقي سياسة واشنطن وتل ابيب على تبريرها، لا بل وتحوز على الدعم من وراء الكواليس، وفي بعض الأحداث يجري تجريم الضحية والشعوب المضطهدة، وهذا ما يجري على ساحة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. حيث أصبح من يعاني من الاحتلال والاستيطان والحصار والحروب المتكررة على غزة المحاصرة، وقتل مئات من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، هو الإرهابي ومن يمارس الإرهاب الرسمي قبل نكبة فلسطين وبعد النكبة، والآن هو النبيل والمدافع عن نفسه وعن الديمقراطية والحرية. وهذا قمة الكذب والرياء وتشويه للتاريخ.
وتعمل الولايات المتحدة والغرب الامبريالي وقاعدته الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل، على التقليل من شأن أفعال حلفاء الثالوث الدنس (أمريكا إسرائيل وأنظمة الاستبداد الرجعي العربي) الشنيعة أو الالتفاف حولها. وهذا ما فعله رئيس المانيا شولتس خلال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، والتي ما زالت تنسق أمنيا مع إسرائيل رغم كل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، عندما سأل رئيس السلطة عن موقفه من احداث ميونخ، دون ان يتطرق الى عدالة القضية الفلسطينية ودون ان يتطرق الى جرائم الحروب الإسرائيلية الميسرة والمدعومة من وراء الكواليس من قبل البنتاغون ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظروف إنسانية صعبة ويعاني من ممارسات الاحتلال العنصري الشوفيني الذي حول الضفة والقطاع الى سجن كبير. وتأتي الولايات المتحدة وكذلك دول الناتو وعلى رأس هذه الدول ألمانيا والآن شولتس ويحمل الضحية- الشعب الفلسطيني – مسؤولية ما يجري على أرض فلسطين.
ولكن القضية الفلسطينية العادلة تحولت الى قضية كونية إنسانية، ومع كل ممارسات إسرائيل العدوانية، الحق الفلسطيني سيبقى أما الزبد الصهيوني فسيذهب جفاء وأما ما ينفع الانسان الفلسطيني سيمكث على أرض فلسطين.
وبالنسبة لما جرى خلال زيارة الرئيس عباس الى المانيا ليت بقي شولتس صامتا. لأن كل الغرب الامبريالي دائما يتفهم ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني العنصري، ويعملون بكل الوسائل على تشويه التاريخ.
كاتب هذه السطور يعترف بالهولوكوست – الكارثة التي حلت باليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية ونقر بأنها جريمة إنسانية، ولكن هل هذا الحدث التاريخي، مبرر يسمح لإسرائيل بأن تقوم بجرائم النكبة عام 1948، وأن تقوم بجرائم الاحتلال والاستيطان والحصار وقتل الأبرياء من أطفال ونساء ورجال. خلال كل عقود وجودها.
الغرب الامبريالي وقاعدته الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل، يعانون من الانفصال بين لغتهم المثالية عن حقوق الانسان وأعمالهم الاجرامية الفعلية الأكثر حدة وخاصة في العقود الأخيرة.
والتقارير السنوية لمنظمة حقوق الانسان تظهر ان القوة العظمى الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، يعيثوا في الأرض فسادا، وخاصة انغماسهم "في الحرب على الإرهاب" التي أدت في الواقع الى تشجيع الكثير من الأنظمة على الانخراط في انتهاكات مريعة لحقوق الانسان، وان "ما كان مرفوضا قبل العاشر من أيلول عام 2001 يكاد الآن يصبح القاعدة" مع ترويج، وخاصة مع ترويج واشنطن "عقيدة جديدة من حقوق الانسان". فالأفعال التي مورست تحت عنوان "الحرب على الإرهاب" هي جزء من جدول سياسات العدوان والإرهاب الأمريكي على شعوب العالم وخاصة شعوب الشرق الأوسط. وهذه الرؤية المفلسة والمجردة من المبادئ والقيم الإنسانية تمارسها الآن الولايات المتحدة في أوكرانيا حيث تدعم النازية الجديدة في أوكرانيا بمئات ملايين الدولارات وبالسلاح خدمة لمصالح شركات صناعة السلاح في أمريكا، التجار بدم الشعوب، وبهدف إطالة الحرب ضد روسيا بهدف اضعاف روسيا اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وهذه تجارة بدم الشعب الروسي والأوكراني خدمة لمصالح طبقة رأس المال العالمي والامريكي خاصة.
فالولايات المتحدة من خلال ممارساتها التي أعلن عن اكتشافها في أوكرانيا في الفترة الأخيرة تُخالف التزاماتها أمام المجتمع الدولي في مجال الأسلحة البيولوجية والكيميائية. فمعاهدة حظر الأسلحة البيولوجية الموقعة عام 1975، لم تمنع الولايات المتحدة، وابن الرئيس الأمريكي بايدن من إقامة عشرات المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، وهذا دليل على ان الولايات المتحدة لا تلتزم بالمعاهدات الدولية، ولا تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1540 الخاص بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وهنا لا بد وأن نذكر بأن الولايات المتحدة تحتفظ في قانونها على بنود تسمح لها بمواصلة العمل في مجال تطوير الأسلحة البيولوجية، على الرغم من أن ذلك يخالف مسؤولياتها الدولية في هذا المجال.
الرأسمالية المعاصرة أدت إلى نظام عالمي لاضطهاد الأكثرية الكبرى من سكان الأرض استعماريًا، وخنقها ماليًا من قبل حفنة من البلدان "المتقدمة". ويجري اقتسام هذه "الغنائم" بين ضوار أقوياء في النطاق العالمي مسلحين من الرأس حتى أخمص القدمين. الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يجرون العالم وكل الأرض إلى حروبهم من أجل اقتسام غنيمتهم، وهذا النظام العالمي الرأسمالي مارس كل أساليب الاقتصار والسياسة والإعلام من أجل تحويل أوكرانيا إلى غنيمة يجري اقتسامها، حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشعب الأوكراني.
فالولايات المتحدة التي تدعي حرصها على حقوق الانسان عملت وتعمل من أجل تكريس نظام دولي يصب في صالحها وصالح الصهيونية العالمية وقاعدتها الأمامية في الشرق الأوسط إسرائيل، على حساب ارتكاب الجرائم من خلال عدوانيتها ضد شعوب العالم قاطبة.
وما تقوم به الولايات المتحدة من دعم مطلق والبعيد بشكل مطلق عن "مبادئ حقوق الانسان" لسياسات إسرائيل في المنطقة الرافضة للحل العادل للقضية الفلسطينية هي أيضا مثل إضافي للرؤية المفلسة والمجردة من القيم الإنسانية التي تمارسها الولايات المتحدة مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
ونمط التغطية الإعلامية الامريكية يساعد على استمرار سياسات العديد من دول الاستبداد الرجعي عامة وفي العالم العربي خاصة، وأكبر مثل على ذلك الآن دعم الاعلام الأمريكي الرسمي لحرب التحالف الاماراتي السعودي على الشعب اليمني ودعم نظام النازية الجديدة في أوكرانيا.
وإسرائيل تستعمل القوة المفرطة المجرمة في غزة بهدف فرض الاستسلام على الشعب العربي الفلسطيني وهذه سياسة إسرائيل منذ قيامها ولكن الشعب العربي الفلسطيني سيبقى شامخا صامدا رافع الرأس كجبل الجرمق الى ان يفرض على قوى العدوان حقه في تقرير مصيره.
ففي النهاية سلام الشعوب بحرية الشعوب.
#خليل_اندراوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطور التاريخي يقوم على اسس اقتصادية تحدد طابع النظام السيا
...
-
أهمية توحيد البروليتارية في طبقة متلاحمة
-
حول أهمية صياغة الفلسفة الثورية والدفاع عنها
-
الولايات المتحدة مرادف مشؤوم للإرهاب الدولي
-
الماركسية هي السلاح الفكري لمقاومة عولمة القهر والعدوان الام
...
-
الحرب على النازية
-
النظرة الأممية الإنسانية كفيلة ببناء مجتمع علماني دمقراطي حض
...
-
الوحدة الوطنية الكفاحية الطريق الوحيد لحرية الشعب الفلسطيني
-
النهضة الفكرية من خلال التطور الاقتصادي تحصين لهويتنا الجماع
...
-
في ذكرى النكبة
-
المطلوب برنامج عملي علمي جدلي يعتمد على النضال الشعبي المقاو
...
-
أصل الشر هو الرأسمالية.. ولكن على القوة الثورية العمل على أن
...
-
الفهم المادي للتاريخ هو الأساس النظري العام للنظرية الماركسي
...
-
الولايات المتحدة صانعة الأزمة في أوكرانيا
-
نضال البروليتاريا يجب أن يصبح من أجل تحرير المجتمع كله
-
من حق روسيا الدفاع عن أمنها القومي: سياسات الناتو العدوانية
...
-
النضال الطبقي سيؤدي حتمًا إلى الثورات الاجتماعية
-
المادية الجدلية من أهم خصائص الفلسفة الماركسية
-
نجاح روسيا في هذه المواجهة سيسقط الأحادية القطبية الأمريكية
-
التناقض بين العمل والرأسمال يعمق الصراع الطبقي في كافة الميا
...
المزيد.....
-
روسيا ترفع السرية عن جرائم حرب النازي الأوكراني الأمريكي مال
...
-
تونس.. القضاء يحتجز 3 موظفين في شركة -واجهة- لتهريب المهاجري
...
-
ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة: استقالة دي ميستورا لن
...
-
اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع
...
-
حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي
...
-
الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال
...
-
برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م
...
-
حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل
...
-
الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا
...
-
الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|