أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - علي رشيد - الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح














المزيد.....

الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 500 - 2003 / 5 / 27 - 03:35
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


                 
ذات صباح سأعبر بدمي
إلى متسع لايبيح دمكم


يجيء العدد 500 من الحوار المتمدن  ليؤكد حاجتنا للنكوص إلى زمن يدرج نزاهة المفردة وعفتها
كشرط للولوج إلى الحوار ودلالاته المعرفية و الأخلاقية ، إلى زمن بهي ، زمن الحوار والمساجلة النبيلة ، زمن إلفة  المفردة  وحميمية البحث عن الكامن في ﺁدميتها وإستحقاقاتها بالنهوض بمعرفتها ومعرفة الآخر، عبر تبني حقيقة أن يكمل كلّ منا خطابا معرفيا انسانيا شاملا لنؤكد جوهر المدنية ونصاعتها .
كذلك يبقى الحوار تحديدا لمفاهيم وأستنتاجات تتفاعل لرسم واقع ثقافي وبمدلول وسلوك حضاري . يبقى الحوارفعلا يمجد تاريخ الوعي وإلفة العقل في صياغة ملامح السكينة عبر التواصل في بناء عالم انساني زاهر ، يبقى الحوار مشاعة أولى للوقوف ضد هزيمة الذات المندرجة في الكل .
 ولكن هل عاد الحوار ( المتمدن منه خصوصا ) معصية في زمن ينتج تلعثمه الفج ، ليفهرس خرس المفردة ويطيح بمقاييس التواصل ؟.
هل عاد الحوار هامشا يتشبث بمشهديته الأولى ، مشهدية عالم ماقبل العولمة ولغة التسيّد والتجاهل والتورية ؟.
 هل عاد الحوار بلادة يستحكم بأشياعه المؤمنين بنصاعة التخاطب وعقلانية الحكمة في بناء
ألسنية متمدنة ،  في الوقت الذي  تشاع فيه العديد من القيم المنفلتة التي تصحّر وجدان التخاطب وتفرض أقصاء للصوت الآخر، عبر الإطاحة بمدارك الكلام ، وإشاعة بنية التبعية الذهنية ، وطغيان أنساق ، وسلوكيات ، وممارسات تبلور تفرد الفناء ومعطيات تكنلوجيا الحسم ؟.
هل يندرج الحوار كمسلمة للتخاطب بين قيم ووعي وسلوك وبداهة وبين أنفلات وتسفيه ولغو؟ . أليس شرط التكامل وبلوغ سن الخوض والأقناع  بمفاهيم ورؤى تدخل في حيز الحكمة والمحاججة النبيلة أسس لحوار جاد وبناء ؟.
وإلا كيف يمكن السيطرة على أمزجة ووعي الناس وخطابهم المعرفي والحياتي والسياسي في زمن يربك الأنسان والمخيلة والتوازن ، زمن الدكتاتوريات والحروب والاحتلال ، زمن القتل المرخّص والموت المنضب ، زمن فقد الأوطان والحقائق والأحلام ، زمن المقابر الجماعية والكوليرا وسماسرة البيع والخيانات ، زمن فقدان مصداقية العالم ومؤسساته وتعاليمه الفكرية والسياسية ، كيف يمكن للمثقف ا لعراقي ( مثلا ) أن يبقى بحدود الحوار المتمدن وهو يقرأ لمن ينظر للأحتلال  (بعضهم عراقيون ) ولمن يفلسف فعل الخيانة ، أو لمن يدبج الأعذار للغزاة في أشعال الحرائق في (وطنه ) ، بل هناك من يطالب قذائف المحتل وتكنلوجيا إبادته بأن تعصف بشعبه . هل يمكن أن نعتبر كلّ خطاب السماسرة والمرتشين من كتاب زمن المارينيز هو حوار ، وهل يمكننا أن نساجل فعل الخيانة .
  ربما عاد الحوار معصية ، ولكنها معصية بيضاء ، معصية ضد زمن عصي على إلفتنا نحن الذين مكثنا في مكامن اللغة وجدلية ثقافة التوهج ، وتضافر الرؤى ، وصياغة لذة الصوت وذهنية التلقي ،
معصية ضدّ عزل الفكر عن سياقه وفضائه الانساني ، معصية تؤسس قيمة الفرد وكينونته الفاعلة في رسم حدود المخيلة ، معصية ضد التشرذم وانكفاء العقل والتهام المنجز الانساني المتحقق حضاريا عبر تاريخ بناء الفرد ووعيه الجمعي .
بعد كلّ هذا لا يمكننا إلا أن نتخندق في هذه المفردة ( الحوار ) المقدسة ونصوغ عالم الحكمة التي تقف على الضدّ من عالم الرعب الذي أنتجته ثقافة الإلغاء وتكريس الهزيمة بالآخر ،  ليس بقوة العقل ومشورة الرأي ،  بل بخطاب الإبادة وتكنلوجيا مسخ البشر وتاريخ الحضارات وسيادة تفوق الغابة ومنتهكي حرية التعبير  .
ولهذا يجيء العدد 500 من ( الحوار المتمدن ) لتكريس معصيتنا النبيلة ضدّ خطاب الموت ومجانية شعار الأوحد في عالم الوعي والثقافة ، ضدّ خطاب شمولية وتفوق الفرد والعرق والدين والدول والطغاة ، يجيء العدد 500 من ( الحوار المتمدن ) ليستحضر حقيقة أن الحوار المتمدن هو الفاعلية الأسمى والأجدى في تثمين قيم التواصل والسعي إلى البناء الفكري والسياسي للفرد من خلال تشكل مناخ للجدل الموضوعي للتيارات الفكرية والجمالية ، وتأصيل الرؤية والانتماء وليس من خلال التطرف والطغمة الفكرية وثقافة التدليس .
أعرف أن مهمة تأسيس نشرة الكترونية يومية هي غاية في الصعوبة ، ولكن تتضاعف الصعوبات حين ترفع هذه النشرة ( الحوار المتمدن )  شعار : سياسية ، فكرية ، عامة ، يسارية ، علمانية ، ديمقراطية ، حينها يكون فعل الخطاب شاملا ، ومن الطبيعي أن يولّد هذا الشمول شمولا في الأمزجة والوعي الحقيقي الكامن وراء أيا من هذه الشعارات السالفة الذكر ، وتبقى مهمة القائمين على مثل هذه النشرة من الصعوبة في كيفية إتاحة مساحة للفكر وللخطاب وحرية الرأي دون المساس بعفة الحوار وشرطه الأخلاقي والعقلاني .
أخيرا محبتي لنشرة ( الحوار المتمدن )  ولملائكة الكلمة الطيبين ، وللعزيز رزكار ودعوته الكريمة وأرجو أن يتسع صدره لحزننا ، وفجيعتنا بالاهل والوطن ، والغثيان الذي يولده هذا الكم الهائل من مروجي الخديعة أبناء ( القصائد التي تكتبها دبابة المارينيز....... ) و( شاعرية رامسفيلد ) و ( الموت لأعداء أمريكا وللشعوب المطالبة بالحرية والكرامة والاستقلال من الأمريكي ) حسب كتابات هذا البعض الخارج من ظلامية العنف والسحق وليس من نور الحوار وتمدنه .      

           

  
 

 



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - علي رشيد - الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح