|
الإسلام والاشتراكية
يحيى سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 22:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
عطاء دائم
بعض الأسئلة أبدية العقم ومحاولة الإجابة عنها.. ________ ١ هل الاشتراكية "موضة" يمضي عليها الدهر كما يدعي بعض من لا أجد لذهنيتهم وصفا!! ٢ بين الإسلام والاشتراكية وهل الإسلام اشتراكي الصبغة والنزعة والأدلة النصية على ما نجيب به..!! الإجابة المنشور القادم..!! ____ أحب أن أستهل مقالي ببيت شوقي الخالد الاشتراكيون أنت أمامهم لولا دعاوى القوم والجهلاء .. فهل الإسلام حقا اشتراكي أم أنها مجرد بروباجندا يسارية للتنظير لشيء لم يكن بشيء
مباشرة ومستقيما نبدأ من ثلاثة أحاديث نبوية عن الشراكة داخل المجتمع الإسلامي فيقول نبي الإسلام "ص"
" الناس شركاء في الماء والكلأ والنار" ____________ والكلأ: العشب. وقيل في النار: التدفئة وقيل الصناعة وقيل المطهو من طعام وحديث كهذا وفق ظرفه التاريخي لكاف ليدلل على الشراكة المجتمعية بين المسلمين
"مثل المؤمنين كمثل الجسد الواحد" ____________ وكيف يكون المسلمون جسدا واحد لم يشتركوا في كل ما يخصه من مدخلات ومقومات للمعيشة
" ليس منا من بات وقد شبع بينما جار له طاو" _____________ طاو : جائع وهو إنذار وتحذير شديد اللهجة يذم فيه النبي غياب الكفالة الاجتماعية أيضا وفق ظرفها التاريخي
" المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" ____ صفة التكافل الاجتماعي جلية في الحديث ليكون المجتمع كيانا واحدا بالطبع متوازن كذلك من حيث الثروة
"أخوانكم خولكم (الخدم)، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم" __________ وفي هذا ما يذيب الفوارق بين الطبقات وهنا جمع النبي بين علية القوم وخدامهم في ظل العبودية في تكافل جلي كذلك قبل أن تعرف المجتمعات تجريم العبودية حيث كان الرجل الأسود في الولايات المتحدة يقف للآبيض أذا دخل الأخير المواصلات العامة بعد هذا الحديث بألف عام ؤعدة قرون؛ وبهذا نرد على من يقول بأن الإسلام طبقي مستشهدا بقوله تعالى " وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات
هذا ولن يتسع الوقت، لأسرذ كل ما جاء في هذا الصدد، وهو ثابتفي صحاح كتب السنة.
________
ثانيا الرد على من يقول بأن الإسلام اباح الملكية الخاصة بغير ضوابط؛ وأكاد أجزم ألا ملكية خاصة في الإسلام بالمرة؛ بل تندرج تحت ما يعرف بالاستخلاف؛ فالمالك ليس إلا مستخلفا من قبل الله؛ لينفق منه في رضاه ومحبة الإنسانية وهو قوله تعالى " أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" فأين هي الملكية الخاصة في ظل الاستخفاف.
كما جرم الإسلام كل ما تقود إليه الرأسمالية من ربا ومن احتكار كذلك تكدس الثروات لدى طائفة بينما الأغلب في فقر مدقع ونصا يقول تعالى " كي لا تكون دولة بين الأغنياء" اي كي لا تصبح رؤوس الأموال كذلك سلطتها حكزا على الأغنياء من دون الفقراء وكأن مولانا الاشتراكي الأول ابو ذر ينذر فيقول " الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فبشرهم بعذاب" كذلك حارب الفقر بقوله " عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاعرا سيفه" وفي حواريته المشهورة مع النبي يسأله النبي " ما أنت أبا ذر لو أتى عليك زمان الأمراء فيه يستأثرون بالفيء!! قال أضرب بسيفي حتى أهلك دونه" وهذا ما دفع ضريبته منفيا في عهد أحد النماذج الرأسمالية وهو عثمان رغم ما أنفق في بداية الدعوة حتى قيل ليس على عثمان من شيء.
وقد حارب الإسلام الفقر والأفكار والاحتكار وتراكم الثروات واتخاذها مخزنا القيمة بكل ما أوتى من قوة إن الشكل الذي أخذه المجتمع المسلم فيما بعد الهجرة لهو شكل جلي واضح وصريح للاشتراكية فيما عرف بالمؤاخاة.
ثم نأتي الملكية العامة والمتمثلة في مليكة الله نفسه الثروات جمعاء، بما فيها من حقوق لكل طوائف المجتمع من الفقراء يتم عابر سبيل أرامل مساكين أليست هذه شكلا من أشكال الملكية، كل هذا ولم نتطرق للزكاة التي يتحدثون عنها وكأنها الشكل الاشتراكي الوحيد في الإسلام، كل هذا كان وجبا على المجتمع المسلم ليس اختياريا وإن زكاة الركاز وحدها فيما يخص نفط العرب بقيمة الخمس لفيها ما لن تجد معه فقيرا بقيمة خمسون مليون دولار تقريبت يوميا. كذلك قانون الإصلاح الزراعي في قطاع مهم من الاقتصاد الدولي، هو مبدأ إسلامي صرف فالأرض لمن فلحها، لم تبتدعه الاشتراكية ،بل أصله إسلامي
________ كل هذا ولا أدعي أني فصلت العلاقة بين الاشتراكية والإسلام وكيف هو الإسلام اشتراكي بالكامل.
_____
أما عن سؤالنا الأول ما إذا كانت الاشتراكية "موضة" فهذا سخيف لا يستحق عناء الرد فالتكافل الاجتماعي، نزعة إنسانية وفطرة، تربأ بنفسها أن تكون مجرد موضة ولينا هنا لنلبس الاشتراكية طرحة الإسلام، أو نلبس الإسلام قميص الاشتراكية، بل هما صديقان وطيدا الصلة، لكل من تدبر الجوهر الاقتصادي للإسلام
#يحيى_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكره مرؤوسته على أعمال جنسية مقابل امتيازات.. استقالة مسؤول
...
-
ضمن -كمائن الصمود والتحدي-.. -القسام- تعرض مشاهد لعدد من عمل
...
-
قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة -الزُرُق- ا
...
-
الاتحاد الأوروبي يضع لمسات أخيرة على اتفاقيات هجرة مع دول عر
...
-
-بعبوة العمل الفدائي وبأخرى شديدة الانفجار وقذيفة-..-القسام-
...
-
تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
-
اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟
-
الرئيس الروسي يجري محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا في الكرملي
...
-
-واقع مرير-.. صحفي إيرلندي يوصّف التعبئة القسرية بأوكرانيا
-
انقطاع الكهرباء عن مستشفى كمال عدوان عقب قصف إسرائيلي للمولد
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|