كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7360 - 2022 / 9 / 3 - 02:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حتى رواندا التي شهدت أبشع حروب الإبادة بين عامي 1993 - 1995، وغرقت لسنوات في مستنقعات الحرب الأهلية، نفضت غبارها، ونهضت من تحت ركام الرماد والخراب، واستلهمت طريق الكبار لتحقق أعلى الإنجازات في غضون سنوات معدودات، ونجحت بإطلاق أول قمر اصطناعي في إطار مشروعها المتكامل لربط المدارس والمناطق الحضرية بالإنترنت المجاني، والانتقال لشبكات الكوابل الضوئية بتكلفة تجاوزت ملياري دولار. .
بينما اوصلتنا الصراعات السياسية المتفجرة بين الاخوة الاعداء الى أدنى مستويات الانحدار والتخلف، حتى اصبحنا مضرب الأمثال في الجهل والتخلف، ولا شيء من حولنا أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمد. .
فالتظاهرات الدموية بصورتها الديمقراطية المدججة بالصواريخ والقاذفات والراجمات والعبوات الناسفة أشاعت في نفوسنا الخوف والرعب، وصادرت حقوقنا الانسانية في العيش داخل منازلنا التي باتت هدفاً مستباحاً للعيارات الطائشة. .
اصبحنا نتصدر القائمة الدولية للبلدان غير الصالحة للعيش. .
سياسيون منشغلون باطلاق البيانات والتصريحات المتناقضة مع ما نطقوا به قبل 24 ساعة، وجموع بشرية منساقة على غير هدى وراء سراب الأوهام. وأبواق اعلامية رخيصة تمارس العبث والتحريض والتهريج في ردهات السيرك السياسي. ومنصات تمتهن التسقيط والتلفيق والتحريف والتزييف. .
سمعت احدهم ينافق ولي أمره، فيقول له: (لم توسوس لك نفسك مثل آدم، ولم تدع على قومك مثل نوح، ولم تعترض على أمر الله مثل يونس، وجمالك فاق جمال يوسف، وصبرك فاق صبر أيوب). هكذا فقد الانبياء مكانتهم في العراق، وفقد الخلفاء ألقابهم أمام رغبات القادة الجدد الذين استحوذوا على الألقاب كلها. وسارعوا لإظهار قوتهم من خلال احتكار السلاح والميليشيات، وذلك لخوض التصفيات الجسدية ضد بعضهم البعض، في الوقت الذي تحولت أرضنا الى ساحة مستباحة لتصفية الحسابات الدولية. بينما أخذت حكومات البلدان الستة المجاورة للعراق بزمام العلم، وسَعَتْ نحو بناء مجدها بجهودها الذاتية، فكرمت الإنسان، وصانت الحريات، ونصرت المظلوم، وأبدت اهتمامها بالمرضى والعاجزين، فسبح الجميع بحمدها، وفاضت شاشات الفصائيات بذكرها وتمجيدها. .
اما نحن فلا شغل لنا هذه الأيام سوى البحث عن الملاذ الآمن لكي نحمي أنفسنا من الغارات الليلية، والصراعات الداخلية، ماؤنا أجاج وهواؤنا عجاج، أحوالنا بائسة، وانظمتنا مفلسة على الرغم كل ما تمتلكه من موارد وثروات، فانعدمت الثقة تماما بين الناس والقادة الجدد، ثقة الدولة بالشعب تظهر أساساً في عدم الوصاية عليه وتمكينه من الحرية التامة لتقرير مصيره واختيار منتخَبيه وتشكيل حكوماته التي تنتصر له ولمصلحته الفضلى
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟