أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر عامر - مطرقة الإلحاد وزجاج عدنان














المزيد.....


مطرقة الإلحاد وزجاج عدنان


ياسر عامر

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 19:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما ترى عنوان كتاب عدنان إبراهيم "مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد" تشعر أنه موجه للملحدين ولكن عند بداية الكتاب يستطرد لك رأيه الجازم الذي لانقاش فيه، أي كأنه يقول أنا أخبركم سلفًا أن الحقيقة هي وجود الله فحسب !!

أسلوب الجزم والقطع ليس ذلك الأسلوب الجيد لبدأ حوار، فعدنان أصلاً لا يدعي أنه يقدم نقاشًا في الكتاب إنما أدلة دامغة من وجهة نظره على وجود إله، وخاصة الإله الإسلامي، وبالنسبة له وجهة النظر المقابلة ماهي سوى شبهات كما يقول بنفسه !
ثم يعرض أوجه الاختلاف بين بعض الفلاسفة ويحاول تدعيم فكرته بقلة علماء الإلحاد مقارنة بالعلماء المؤمنين وقلة الملاحدة في العالم مقارنة بالمؤمنين، وهذه بالذات كارثة أن تقال !

ثم يعود ليشدد على صحة أفكاره وأنه في مستقبل السلسلة سينسف الإلحاد لا محالة، وهذه فاجعة أخرى، غير أن أسلوب الدكتور يستند بشكل كبير على الاستشهاد بأقوال ما يعجبه من الفلاسفة وبذلك يجعل من نفسه خاضعًا لإقناع عقله بفكرته التي يؤمن بها أي أنه يقوم بتدعيم وتطعيم معتقده ليس إلا والقول الذي لايعجبه يضعفه كما لو كان نكتة.

ثم يتطرق الكتاب لطرح لمحة عن تاريخ الإلحاد ليوضح وجود مذاهب ومدارس عند الهندوس في العصور السالفة والبوذية والاغريق متكلمًا عن اوائل النزعات الالحادية وما إلى ذلك.

وفي الفصل الخامس يبدأ الدكتور رده على مايسمونه بشبهات الملحدين بأستذكار انتوني فلو (كالعادة لايملكون غيره)، يشير عدنان إلى أن الحس الشعوري هو أساس لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن أن يكون الانسان عقلاني صرف رغم أن هذا وأن صح فلا يقدم أي دليل على وجود الإله !

وأولى البراهين التي يزعمها الدكتور هي ما يسميه نظرية التصميم الذكي وأستغرب كيف لشخص يقوم بعمل ثلاثين حلقة عن التطور أن يعتقد بالتصميم الذكي؟ أمر عجيب !

الأهم أن التصميم الذكي رد عليه العلماء حتى بحت حناجرهم ولا أستطيع أن أستوعب كيف مازال المؤلهة يستخدمونه كحجة؟!

ويستطرد حجته بالعلل المادية والصورية والفاعلية والغائية وكلها أيضًا حجج قديمة تهافتت أمام العلم الحديث وبطلت بالأدلة القاطعة، لكن ما يلفت الانتباه هو تناقض هذا الرجل حيث أنه يصر على أن دليله المزعوم يجب أن يكون عقلي ومع ذلك يلف يلف ويرجع للإدراك الحسي، يبدو أنه لا يستطيع أن يستغني عنه ذلك أن الإله لا يوجد دليل عقلي عليه من الأساس، ولو كان موجودًا فلابد أن يكون هنالك مؤشرات مادية عليه، لذلك دائما يقع المؤمن بهذا التناقض العجيب، وما يجعلك تتعجب أكثر أنه يكرر ذات الأمثلة القديمة التي ماتت منذ زمن الفلاسفة، كمثل كيف للوحة أن تتشكل بدون رسام؟ وعلى هذا النمط…

أمر جدًا مضحك أن يقال عنه دكتور وتكون له سمعة كبيرة في مجال الجدل حول قضية الإله وفي النهاية تكون هذه اطروحاته ؟!!

عدنان عنده عقدة نفسية من العلماء بحيث أنه يرى أن كل العلماء فلاسفة سفهاء ولا يعرفون شيءً عن الفلسفة ولا حتى أبسط مبادئها ! وهو طبعًا يحسب نفسه علامة زمانه ! والمضحك أكثر أنه يستخدم مصطلح شبهات حتى عندما يتكلم عن الوسط العلمي فيقول العلماء الفلانيون ردوا على شبهات العلماء الفلانيون في كذا وكذا، وكأن الوسط العلمي سوق الشيوخ الحيالين !

وأخر حجة يطرحها هي الكون حادث، رغم أنها تهافتت أمام الفيزياء الحديثة لكن مع ذلك حتى أن أفترضنا أن الكون حادث وأنه نظام مفتوح فهذا لايدل على وجود إله ولا بأي شكل من الأشكال،
كل حججه مكررة ومردود عليها ولا تثبت وجود الإله اطلاقًا, ياخسارة الوقت عليه.

بأختصار مايزعمه عدنان أدلة على وجود الإله هي جميعها محاولات فلسفية قديمة باءت بالفشل الذريع، وهي…
التصميم الذكي
الهداية الالهية
الدليل الرياضي
السببية
الكون حادث.



#ياسر_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثغرات في الحجج الربوبية
- تعرية أياد القنيبي
- خرافة الإعجاز العلمي
- خرافة الإعجاز العددي
- حقيقة قضية مسلمي الأيغور
- فشل القرأن قي تحدياته
- القرأن يبيح دماء المسلمين انفسهم
- نقد سفر التكوين
- قيثارة-قصة قصيرة
- جيل المستقبل_قصة قصيرة
- فلسفة الحقيقة
- من مساوئ التاريخ الياباني
- الدين ليس علم


المزيد.....




- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر عامر - مطرقة الإلحاد وزجاج عدنان