|
بابا روما والإسلام: حوار الأديان أم حوار الطرشان؟
فرانسوا باسيلى
الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 11:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أثارت كلمات البابا بندكت السادس عشر بابا روما والسلطة الروحية الأعلى للكاثوليك حول العالم التي جاءت في محاضرة له بجامعة ألمانية أعاد فيها أقوال إمبراطور بيزنطي قديم ضد الإسلام ونبيه، أثارت إستياء وغضب المسلمين حول العالم الذين رؤوا فيها هجوماً ضد دينهم ونبيهم ومعتقداتهم، إذ تضمنت كلمة البابا إتهاما بأن الإيمان الإسلامي لا يخضع للعقل بينما الإيمان المسيحي إيمان عاقل. وعدة إتهامات أخرى.
وهكذا يبدو أنه محكوم علينا في هذا العصر الردئ أن نشهد كل بضعة اشهر مشهدا مؤسفا يتبادل فيه القادة السياسيون والروحيون في العالمين الاسلامي والمسيحي الاتهامات واللعنات والتجاوزات ضد دين الآخرين ومعتقداتهم ومقدساتهم. وهي علامة بالتأكيد على مدى الانحدار الحضاري الذي وصلنا إليه اليوم في عالم ما بعد 11 سبتمبر.. عالم تراجعت فيه الأنوار العقلانية والإنسانية الباهرة لعصر النهضة الذي كان من إنجازاته تحرير الإنسان من عاهة العصبية الدينية ضيقة الافق وتحريره من الكثير من الخرافات التي كانت تحكم حياته البائسة فانطلق الإنسان المتحرر عقلا وإرادة يحقق أعظم الانجازات الحضارية في جميع الميادين، ولكن ها نحن نشاهد ردة همجية بدائية غريزية عاطفية عمياء نحو العصبية الدينية بين المتعصبين من أتباع الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، بما يجعلني أقترب أكثر فأكثر إلى الاعتقاد بأننا إذا استمر حالنا هكذا فالاحتمال كبير أن ندخل الحرب العالمية الثالثة في خلال العشرين عاما المقبلة.
وكنت منذ حوالي عامين قد كتبت مقالاً بعنوان «حوار الأديان أم حوار الطرشان» أتناول فيه الصعوبات الفكرية التي تجعل حوار الأديان أمراً عصياً لدى بعض القادة الدينيين من المسلمين والمسيحيين، أرى أنه من المفيد إعادة نشر أهم ما جاء به هنا، ولكن قبل ذلك أريد ان أؤكد نقطة هامة أضيفها إلى النقاط التي تناولتها في المقال. إن الوسيلة الأكثر إنسانية للتعايش مع المختلفين عنا دينيا في مجتمع واحد وعلى أرض واحدة وهي هذا الكوكب الذي أصبح صغيرا هي ان يحصر قادة كل دين فكرهم ونشاطهم في الحديث عن دينهم هم، وتفسير آياته ومعتقداته، ودعوة الناس إلى عمل الصالح، دون التعرض إلى أي دين آخر أو إلى معتقدات ومقدسات وأنبياء الآخرين. انني لا أفهم على الاطلاق، ولا أقبل على الإطلاق، تلك الرغبة العجيبة لدى البعض في التعرض والتهكم والتهجم على معتقدات الآخرين.
إنها في نظري علامة على عدم الثقة بالنفس وعدم الثبات في الإيمان حينما أجد من الضروروي أن أهاجم دين الآخرين وأحاول إرضاء النفس والانتشاء بها عن طريق الإستعلاء على الآخرين وتسفيه معتقداتهم. إن الإنسان القوي الواثق من نفسه لا يقبل أن يتباهى أمام الآخرين إلا بإنجازاته هو الشخصية التي حققها في حياته بجهده وفكره، ولا يقبل ان يهبط الى مستوى تصرفات الأطفال الصبيانية فيتباهى بأنه على دين لم يعتنقه سوى لأنه ولد فوجد والديه يعتنقانه ورضع محبته منهما. ما ذنب الآخر إذن إذا كان قد ولد فوجد نفسه على دين مختلف؟ هذه البديهيات أصبحت للأسف تحتاج إلى توضيح في زمن يسرع فيه العالم نحو الإنزلاق وراء المجانين المتهوسين هوساً دينياً في تعصب بدائي يجب رفضه وإدانته كلما وجدناه في أي مكان وفي أي دين وفي أي مناسبة.
والآن آلى مقالي: حوار الأديان أم حوار الطرشان؟ عقد فى قطر منذ شهور مؤتمر لحوار الاديان حضره ممثلون عن الكنيسة الكاثوليكية وعن الكنائس المسيحية الشرقية ومنهم قداسة البابا شنودة بابا الاقباط وعن المسلمين علماء من العالم العربى ومن اوروبا ومن اهمهم فضيلة شيخ الازهر والشيخ القرضاوى. وبعد ذلك ببضعة اسابيع تم التوقيع فى مصر على اتفاقية للحوار بين المنتدى الاسلامى العالمى للحوار بحضور شيخ الازهر ومجلس كنائس الشرق الاوسط الذى يراسه البابا شنودة. ويقول د. حامد الرفاعى رئيس المنتدى الاسلامى العالمى للحوار ان المطلوب منا كمؤسسات حوار هو ان نطفئ ثقافة العسكرة لصالح ثقافة السلام والعدل. والدين يعتبر هو المكون الاساسى لسلوكيات الافراد وترشيد ثقافتهم والاديان جميعها تتفق فى قيم مشتركة وهى اقامة العدل وتعمير الارض وان مقاصد الحوار هو ان نبتعد عن صميم العقائد لان كل واحد منا غيور على دينه وان نتجه للحوار والتعاون فى القيم المشتركة الاخرى".
وفى لحظة تاريخية مشحونة بحروب يراها البعض حروبا دينية بين الاسلام والمسيحية الصهيونية او بين المسلمين و "الكفار من اليهود والنصارى " كما يعلن بعض المشايخ العرب فى الفضائيات العربية من وقت لاخر- يحق لنا ان نتسائل ان كانت هنالك جدوى من حوار الاديان وهل هو حوار ممكن اصلا ام ان كل حوار للاديان سيصبح بالضرورة حوارا للطرشان؟ حيث يتكلم الجميع ولكن لا يسمع احد للاخر!
اننى كمثقف مصرى الاصل عربى الثقافة مسيحى الايمان فان قضية اختلاف الاديان وتعايش اصحابها فى الوطن الواحد هى قضية بالغة الاهمية لى بصفة شخصية انسانية وبصفة وطنية تتعلق باهتمامى الطبيعى المستمر بمستقبل مصر وسلامتها ورفاهيتها كبلد واحد للمسملين والاقباط معا واهتمامى بالوطن العربى الاكبر كثقافة واسعة لا تعكس الثقافة الاسلامية السائدة فقط ولكن تغتنى ايضا بتواجد خيوط الثقافة المسيحية الشرقية بالوانها الدافئة الحميمة داخل نسيج الثقافة الاكبر. كما ان حوار الاديان يتعلق من جهة بقضية الاقليات المسيحية فى العالم العربى والتى لم يتم التوصل الى اسلوب فعال فى التعامل معها حتى اليوم من قبل الحكومات العربية على اختلاف اشكالها وبذلك ظل المسيحيون العرب يمثلون "قضية" وليس "حلا" وبالتالى لا تستفيد اوطانهم منهم الفائدة المرجوة الكاملة بسبب سياسات التهميش او التجاهل او الاقصاء او الاضطهاد على مدى العصور المختلفة.
التباس مفهوم الحوار هنالك التباس واضح لدى الكثيرين ولدى بعض المتحاورين والمنادين بالحوار انفسهم - حول المقصود بالضبط بعملية حوار الاديان ويصب الالتباس عادة فى النهاية فى بقعة واحدة هى تصور البعض ان حوار الاديان هذا يتطلب نوعا من الاعتراف او القبول للدين الاخر او الاعتراف به كدين سماوى. وامام هذا التصور الخاطئ لمفهوم حوار الاديان ما يلبس المتحاورون حتى يصطدموا بمشكلة القبول هذه فتصبح عقبة اساسية امام الحوار الحقيقى ولا يبقى من العملية بعد ذلك سوى المقابلات والمؤتمرات والتصريحات والصور بلا اية نتائج حقيقية مفيدة لاحد. ولم يسلم مؤتمر قطر لحوار الاديان من هذه المشكلة فقد طالب الشيخ القرضاوى بان يقوم اليهود والمسيحيون بالاعتراف بالاسلام كما يعترف المسلمون باليهودية والمسيحية . ولم يتم التوصل الى مثل هذا الاعتراف بالطبع وبالتالى لا نستطيع القول ان حوارا حقيقيا سيجرى وهذه المشكلة ما تزال عالقة فى النفوس. وقد يبدو مطلب الشيخ القرضاوى منطقيا على علاته ولكن حقيقة الامر ان المسلمين لا يعترفون باليهودية والمسيحية كما يؤمن بها اتباعها اليوم وانما يقولون ان الكتاب المقدس الموجود اليوم قد تم تحريفه وبالتالى فما يعترفون به هو شئ اخر تماما غير ما يؤمن به اتباع هاتين الديانتين اليوم اى ان عدم الاعتراف بدين الاخر هو شئ يمارسه الجميع تجاه الاخرين بما فيهم المسلمين تجاه اليهود والمسيحيين .
لذلك فمن المهم هنا ايضاح معنى حوار الاديان للجميع بمن فيهم المنوط بهم هذا الحوار حتى لا يظل مطلب الشيخ القرضاوى مشكلة تعرقل الحوار فليس معنى الحوار ان يقبل اتباع كل دين بالدين الاخر كدين سماوى ولا بكتاب ذلك الدين باعتباره كلاما الهيا مقدسا ، فلو قبلوا بهذا لصاروا اتباعا لذلك الدين الاخر وليس لدينهم. وليس المطلوب ولا المنطقى ان يعترف اتباع كل دين باى اخر سوى دينهم.. فما المطلوب والمنطقى اذن؟
المطلوب والمنطقى هو فقط الاعتراف بحق الاخرين فى عبادة دينهم المختلف عن ديننا دون عدوانية منا نحوهم ودون تدخل منا فى عباداتهم طالما ان عباداتهم هذه لا تؤدى الى عدوانية ضدنا . هذا هو المبدا فى ابسط صوره فانا كمسيحى ليس المطلوب منى الاعتراف بالاسلام او قبول كتابه او نبيه او تعاليمه . المطلوب منى فقط هو احترام حقك كمسلم فى ان تمارس ايمانك ودينك وشعائرك دون عدوانية منى نحوك بما فى ذلك العدوانية المتمثلة فى الازدراء بالدين الاخر وتشويه معتقداته واهانه انبيائه .
وانت كمسلم ليس المطلوب منك قبول تعاليم المسيحية كما يؤمن بها ويمارسها المسيحيون اليوم المطلوب منك فقط هو احترام حق اى انسان ان يؤمن بهذه المسيحية حتى لو رايتها انت محرفة واحترام حقه فى ممارسة ايمانه وشعائره دون عدوانية منك بما فى ذلك العدوانية المتثملة فى الازدراء بهذا الدين وبكتابه وانبيائه ومقدساته - وبما فى ذلك العدوانية المتمثلة فى منع المسيحين من بناء الكنائس لممارسة عبادتهم على سبيل المثال كما هو الحال فى مصر اليوم بسبب قانون الخط الهميونى الشهير.
لو فهم المتحاورون من جميع الاديان هذا المفهوم الاساسى للتعامل والتعايش بين اصحاب الاديان لما كانت هنالك اى مشكلة بعد ذلك تستعصى على الحل. والواقع ان الكثيرين من اتباع الديانات فى الوطن الواحد وفى العالم اجمع لا يفهمون هذا الحق الاساسى البسيط ولا يلتزمون به وتجدهم لا يملكون القدرة على الجمع بين حبهم لدينهم وعاطفتهم المتاججة نحوه وبين قبولهم لتواجد اديان اخرى مختلفة يكن لها اتباعها نفس الدرجة من الحب وتاجج العاطفة ويسقطون فى مستنقع الاستعلاء الدينى والتباهى الطفولى بديننا ضد دين الاخرين. وهو الاستعلاء والتباهى الطفولى واقصاء الاخر الذى يسقط فيه كل متطرف اصولى سواء كان يهوديا ام مسيحيا او مسلما . فاذا سمحت لهذا المتطرف ان يكون له الصوت الاعلى او القرار الاخير انتهيت الى حروب دينية باذن الله. واقول باذن الله لان الله لا يتدخل لكى ينقذ المهووس دينيا من هوسه وانما يتركه ليحصد شر اعماله على الارض ولا شك ان الحروب الدينية مثلها مثل كل الحروب لا تؤدى سوى الى الدمار والخراب والقبح على الارض.
الشعراوى والقمص باسيلى
لا نجد فى مصر ولا فى العالم العربى تاكيدا لاسس التعايش بين اتباع الديانات حسب المفهوم الذى اوضحته هنا فلا تقوم الدولة فى ادخال هذا المفهوم الاساسى البسيط فى مناهج تعليمها ولا توضحه فى اعلامها ولا تشجعه فى ثقافتها. والناس معذورون فى جهلهم بل وفى تطرفهم اذا لم يعلمهم احد هذا المفهوم فى التعايش الدينى فى الصغر . فاذا كان عالما قديرا مثل الشيخ القرضاوى يتصور ان المطلوب هو الاعتراف المتبادل بين الاديان ولا شك يصاب بخيبة الامل وعدم الثقة فى الاخرين عندما لا يحصل عليه فما الذى ننتظره من المواطن العادى متوسط الثقافة او منعدمها؟ ولقد راينا فى السنوات الاخيرة ومازلنا نرى فى مصر علماء مسلمين اخرين يلتبس عليهم مفهوم حوار الاديان والتعايش بين اصحابها. وهناك مثالان واضحان لهذا احدهما معاصر وقع من قبل د. محمد عمارة الكاتب الاسلامى المعروف والمثال الاخر للمغفور له فضيلة الشيخ الشعراوى.
ولنا ان نتوقف لنعى هذين الدرسين ففى السبعينات من القرن الماضى فى اوج المد الاسلامى فى مصر فى عهد الرئيس الذى اصر على ان يلقب نفسه بالرئيس المؤمن كان للشيخ الشعراوى برنامج تلفزيونى اسبوعى مميز يقوم فيه بالوعظ الدينى . وكان للشيخ الشعراوى قدرة فائقة على شرح النصوص القرانية استنادا الى ضلوعه فى علم الكلام وفى اللغة العربية وكان له تاثير واسع على المشاهدين وعلى تكوين العقل الجماعى المصرى والعربى , ومع اتساع شهرة وتاثير البرنامج بدا الشيخ الشعراوى فى الولوج الى موضوع الاديان الاخرى وراح يعرض للقصص الدينية الواردة بالكتاب المقدس واذكر منها قصة جلوس السيد المسيح مع المريمات بكثير من السخرية والهزأة قائلا انها امثلة لما اصاب الكتاب المقدس من تحريف ..
واستمر الشيخ الشعراوى ينشر افكاره هذه بما فيها من استهزاء بمعتقدات المسيحيين فى مصر والعالم العربى لشهور عديدة حتى ضج المسيحيون فى مصر احتجاجا. وعندما تصدى والدى القمص بولس باسيلى لاتهامات التحريف للكتاب المقدس هذه مدافعا عن مصداقية كتاب المسيحيين المقدس كما هو حقه وحق كل مسيحى امام العدوانية العلنية ضده وضعه السادات فى قائمة الذى قبض عليهم بعد ذلك والقى بهم فى غياهب السجون قبل اغتيال السادات بشهر ..وكان القمص باسيلى وقتها فى الستينات من عمره . واذكر هذاا لايضاح الضرر الكبير الذى تسببه مثل هذه العدوانية على معتقدات ومقدسات الاخرين . فماذا فعل القمص بولس باسيلى بعد خروجه من السجن بعد حوالى تسعة اشهر ؟ اصدر كتابا بعنوان "انت اخى وانا احبك" يؤكد فيه ما كان يدعو اليه طول عمره ومايزال للوحدة الوطنية الحقيقية وللمواطنة الكاملة المتساوية بين الجميع فى الوطن الواحد.
د. عمارة يكرر المشهد و تكرر المشهد نفسه فى مصر ولكن هذه المرة على صفحات الجريدة واسعة الانتشار اخبار اليوم وهى من جرائد الدولة اذ راح د. محمد عمارة يكتب سلسلة من المقالات يقول فيها بتحريف الانجيل والتوراة دون ان يسال نفسه للحظة واحدة عن وقع هذا الكلام الذى يشكل عدوانية علنية على معتقدات اقباط مصر وكتابهم المقدس. وهو يكتب هذا الكلام ليس فى بحث اكاديمى او دراسة علمية فى الاديان المقارنة مثلا ولكن على صفحات جريدة عامة تمولها ضرائب الاقباط والمسلمين معا! وبعد تصاعد احتجاجات الاقباط وقيام بعض الكتاب المسلمين المستنيرين بالتهديد بالطعن فى عضوية الكاتب فى اتحاد الكتاب تراجع د. عمارة وقدم توضيحا اعتذاريا قال فيه انه لم يقصد الاساءة الى مشاعر الاقباط ولا الى تاجيج فتنة طائفية .
وفى المقابل لابد من شجب ذلك الجنرال الامريكى الذى تهجم على الدين الاسلامى ومعتقداته. فمن حقه فقط ان يهاجم المتطرفين والارهابين الذين يقومون بعمليات ارهابية حتى لو قالوا انهم يفعلونها باسم الدين. ولكن ليس من حقه ان يهاجم الدين الاسلامى ومعتقداته. فاذا كنا لا نرتضى ان يهاجم المتطرفون المتاسلمون ايماننا المسيحى فكيف نقبل ان يقوم متطرف مسيحى بمهاجمة الاسلام؟ ان قاعدة المعاملة بالمثل هى القاعدة الاساسية هنا التى يجب ان تضبط سلوكنا ولكننا للاسف نجد المتطرفين من الجانبين يفزعون فقط لكل عدوانية ضد دينهم ولا يفزعون لكل عدوانية من قبل اهل دينهم ضد اديان الاخرين مبررين ذلك بان معهم هم الحق لان دينهم هو الحق وليس للاخرين حق لان دينهم هو الباطل. و العقلاء يعرفون ان مهاجمة دين الاخر هو فعل عدوانى مهما كان مبرره ومصدره وهو فعل لا يليق بالانسان المتحضر فى عصر التنوير والحرية .
هذه الامثلة وغيرها مما نراه على شاشات التليفزيون من وصف بعض العلماء المسلمين لـ "الكفار من اليهود والنصارى" تؤكد الحاجة الملحة فى مصر وفى الوطن العربى كله الى النظر بشكل جدى وعلنى الى موضوع حوار الاديان وحقوق التعايش الكامل السيادة بين المواطنين على مختلف اديانهم فى الوطن الواحد. ومن الضرورى ايضاح مفهوم التعايش على اساس احترام حق الغير فى ممارسة عباداتهم داخل اماكن العبادة دون تدخل من الاخرين ودون عداونية عليهم مع احترام حق الاخر فى معتقداته ومقدساته وانبيائه دون هجوم عليها باى شكل من قبل الاخرين.
اقول للمسلم وللمسيحى معا .. لماذا لا تمارس ايمانك وحبك لدينك دون التعدى على ايمان الاخر ودينه ؟!! فليكن انك تؤمن ان دينك هو وحده الحق ولكن هكذا يعتقد الاخر عن دينه .. فلماذا لا تؤمن وتدع الاخرين يؤمنون؟ ان فرض دينك وايمانك على الاخر والاستعلاء عليهم به والاستهزاء بدينهم هى صبيانية فكرية وهمجية سلوكية لا يقوم بها سوى جاهل غليظ العقل والقلب خاصة وملايين الملايين من االبشر ولدوا فوجدوا انفسهم على دين ابائهم فما هذا التعصب الغبى لشئ سببته الصدفة البيولوجية وحدها؟ فهل سنقوم بتصحيح مفهوم حوار الاديان قبل فوات الاوان ام سيظل الامر كله حوارا للطرشان?
#فرانسوا_باسيلى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تصبح إيران زعيمة العالم العربى؟
-
حزب الله ضد شعب الله
-
مزامير نجيب محفوظ
-
التفسير النفسى للسحر الكروى: كأس العالم : دروس للحكومات والش
...
-
طظ في مصر
-
كلما رأيت امرأة
-
المساحة الزمنية بين الاسلام والمسيحية: لماذا تقدم الغرب وتخل
...
-
الكاتب العربي بين السيف والكلمة
-
الصدمة والترويع المصرية
-
ماذا نفعل بالاخوان المسملين ؟
-
أربع سنوات على الحدث الزلزال: هل تعلّم أحد شيئاً من 11 سبتمب
...
-
حوار الاديان ام حوار الطرشان
-
هل الاسلام هو الحل ؟ -العلمانية العربية بين المقدّس والمسدس
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|