أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - باتر محمد علي وردم - مساحة من الهواء النقي














المزيد.....

مساحة من الهواء النقي


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 500 - 2003 / 5 / 27 - 04:32
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


نحن نعيش في عالم ملوث، وهذا لا يعني تلوث البيئة فقط بل تلوث العقول والأخلاق والمبادئ والقيم، وربما يكون العالم العربي هو أكثر المناطق معاناة من التلوث الفكري في أرجاء العالم. فنحن في عالم لغة الضاد معرضون من كل حدب وصوب للفكر السلطوي الدكتاتوري، وللفكر الأصولي الإقصائي المتطرف وللفكر العميل التابع للاحتلال والطغيان الأجنبي وللفكر الانتهازي الذي يروج للمصالح الخاصة لأصحابه.

في هذا العالم الملوث، يبدو للكاتب العربي أن الأفق بات ضيقا جدا للكتابة بحرية، وأن الهواء النقي لم يعد له مكان في أرض التلوث الفكري العربية، ولهذا فإن موقع الحوار المتمدن بالنسبة لي هو بمثابة مساحة من الهواء النقي والتي لا أجد مثيلا لها في الإعلام المطبوع والمرئي على امتداد العالم العربي.

أنه المكان الذي أكتب فيه بدون رقيب ذاتي، وأعبر فيه عن أفكاري بحرية، وبدون وصاية الدولة أو الدين أو رئيس تحرير مضطر لمجاراة لعبة المصالح السياسية والاجتماعية، والاقتصادية في المجتمع العربي.

أعتقد بأن الحوار المتمدن هو بمثابة جزيرة يندفع إليها المثقفون والكتاب العرب لممارسة حقهم الأبدي في الحرية، والذي تختطفه منهم عشرات العوامل والقوى السياسية والاجتماعية والدينية في العالم العربي، ولا أدري إذا كانت مساهماتي ومتابعاتي الحديثة للموقع تسمح لي بالمشاركة في التقييم ولكنني سأحاول أن أطرح بعض الأفكار.

من الناحية التقنية هناك الكثير من الجهد الرائع في تنظيم الموقع، وتسهيل التصفح من قبل الزوار، وهناك العديد من الخدمات الوافية. التنظيم الدقيق للمقالات، وتقسيمها حسب الكتاب وحسب المواضيع والتاريخ في نفس المكان يسهل كثيرا من مهمة البحث والتوثيق والأرشفة.

بالتأكيد أن خدمة تقييم المقالات مثيرة للاهتمام. ربما لا تمثل رأيا علميا ودقيقا كما معظم استفتاءات الإنترنت ولكنها بالتأكيد تساهم في إعطاء كاتب المقال فكرة عن مدى التأثير الذي أحدثه المقال لدى القراء، وهذه خدمة لا تتوفر للكاتب في الصحف ووسائل الإعلام التقليدية، وتساعد بشكل كبير على عمليات التقييم الذاتي للكاتب.

على صعيد نوعية المقالات فهي بكل تأكيد تتباين كما في أي تجمع للكتابة الحرة، ولست بكل تأكيد في موضع تقيين النوعية لأن ذلك يتنافي مع مبدأ الحرية، ولكن ربما تكون هناك حاجة إلى وضع بعض المعايير التوجيهية في عدم استخدام العبارات المهينة أو شن الهجوم الشخصي وذلك حماية لنوعية الكقال نفسه ولسمعة الكاتب، فالاسترسال في الحرية والسماح بنشر كلمات وعبارات غير مقبولة، وهي نادرة جدا قد تتسبب في النهاية برفض مضمون المقال وفكرته.

وبالرغم  من أن الهم العراقي يهيمن على كتابات معظم المساهمين في الموقع، فإن هذا لا يشكل نوعا من "التخصيص" أو القطرية في الطرح، بل لأن الهم العراقي يعيش فينا جميعا من كل الأقطار العراقي، لأن الجرح العراقي يحمل في طياته كل جروح العرب والحياة البائسة ما بين مطرقة الدكتاتورية وسندان الاحتلل والهيمنة، والخطر من تنامي الأصولية والأفكار الإقصائية كما أننا نعرف جميعا بأن هذا العالم العربي لو قدر له أن ينهض، فإن هذه النهضة لن تكون إلا من أرض العراق.

الموقع منتم لشعارته ومبادئه، وهو متنفس نادر للفكر اليساري العلماني اللا سلطوي في العالم العربي، والذي نؤمن نحن المشاركين في الموقع بأنه الفكر الذي سيحقق النهضة التي ينتظرها العرب منذ فترة طويلة، ولكنني أتمنى المزيد من التركيز من قبل المساهمين وخاصة اصحاب التوجهات الفكرية الناضجة منهم في متابعة تطورات الفكر اليساري والعلماني الحديث في العالم ونقله إلى قراء الموقع، حتى لا يبقى هناك هذا الفاصل الكبير في المعرفة والإدراك بين العرب والعالم المحيط.

ربما تكون هناك حاجة إلى تجديد وتطوير الأقسام والمواضيع الخاصة بمناهضة العولمة ضمن إطار المنظومة الفكرية اليسارية- العلمانية التي تقود تيار مناهضة العولمة في العالم، والتركيز على قضايا العولمة وعدم العدالة في العالم مثل قضايا منظمة التجارة الدولية والتنمية والفقر والزراعة والبيئة والمياه والطاقة.

التعددية هي الميزة الأكثر أهمية لهذا الموقع، وهذا ما يتأكد لي يوميا عندما أقرأ الكثير من المقالات التي لا تعجبني، ولكن نشرها يسعدني إذ يثبت بأن لجميع حق الكتابة في هذا الموقع ما دام يؤمن بثلاثية الديمقراطية والعلمانية واليسار، وهو الثالوث المغيب في عالمنا العربي.

تحياتي للقائمين على هذا الموقع، والذين يتحملون مسؤولية كبيرة في الإبقاء على هذا المنبر وتطويره، حتى يتسنى لنا جميعا تنشق هذا الهواء النقي والعليل بعيدا عن التلوث الفكري الذي يطاردنا.




#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الهزيمة: أين الحرية في العالم العربي؟
- أسئلة الهزيمة: أين الدولة في العالم العربي؟
- وداعا لثقافة الرافدين وأهلا بثقافة الماكدونالدز
- لن تجدوا صدام إلا في أسوأ الكوابيس
- وماذا عن -الفرهود- الأميركي؟
- آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - باتر محمد علي وردم - مساحة من الهواء النقي