أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر دوري - تصريحات بابا روما من زاوية أخرى















المزيد.....

تصريحات بابا روما من زاوية أخرى


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(( شعرت بخيبة أمل كبيرة لاختيار الكاردينال جوزيف راتسينغر أو كما يعرف الآن البابا بينيدكت السادس عشر لأنه محافظ جدا مما يعني بقاء الكنيسة الكاثوليكية كما هي وعدم حدوث أي تغييرات فيها. كما أن اغلب الكاثوليك في العالم موجودون في أمريكا الجنوبية وأفريقيا. لذلك كان من الأفضل اختيار البابا الجديد من إحدى هاتين القارتين. إلى متى يستمر احتكار الأوروبيين من جانب والإيطاليين من جانب آخر للكرسي البابوي؟ أحد أهم أسباب تناقص عدد منتسبي الكنيسة حول العالم هو أنها منغلقة جدا وغير منفتحة للتغيير. ))
جون - جنوب السودان
هذا التعليق العميق كتبه جون على موقع B.B.C ، بتاريخ 29 أبريل 2005 (1) تعليقاً على اختيار البابا الحالي ليشغل منصبه .
يصيب هذا التعليق كبد أزمة عالمنا المعاصر ، حيث الشمال الغني يسيطر على كل شيء في هذا العالم من الاقتصاد إلى السياسة والتكنلوجيا و الأفكار . من الأمم المتحدة ، التي تملك الدول الغنية حق النقض في مجلس أمنها ، و بالمناسبة إن امتلاك دول لحق النقض هو عنصرية سافرة تساوي نظام الفصل العنصري البائد في جنوب افريقيا ، حيث يفترض هذا النظام وجود أمم من النخب الأول و أمم الأخرى تصنف درجة ثانية .
تمتد الأزمة العالمية الراهنة ، كما قلنا ، من السياسة إلى الإقتصاد وصولا إلى المؤسسات الدينية . حيث أقلية العالم او ما يسمى بالمليار الذهبي تسيطر على كل شيء فلا تترك لخمسة مليارات سوى الهامش و أزمة الكاثوليك في العالم يمكن وضعها ضمن هذا السياق . فحسب إذاعة الفاتيكان :
" يبلغ عدد الكاثوليك في العالم مليار ومائة مليون نسمة، أي ما يوازي سبعة عشرة بالمائة من مجموع عدد سكان العالم البالغ ست مليارات نسمة"2 " ويشكل الكاثوليك في أمريكا اللاتينية اليوم 43% من مجموعهم في العالم، ويشكل الكاثوليك الآسيويون 11% ، وفي أفريقيا التي لم يكن بها سوى 1% من كاثوليك العالم عام 1900 يوجد بها الآن 13% من إجمالي عددهم.
وفي نظر الكثيرين فإن المسيحية وصلت لنقطة تحول تاريخية، وقد اقترح رئيس الأساقفة في مدينة أبوجا بنيجيريا جون أونايكان أن يقوم القساوسة من عدة أماكن وعلى رأسها نيجيريا بـ إعادة تنصير أوروبا !!، وذلك بعد مئات السنين التي بدأ فيها الأوروبيون بالتنصير العالمي . ..........و في ديسمبر عام 2004 قال الكاردينال تيلسفوري بلاسدوس تروبو ـ وهو أحد الكرادلة الناخبين من الهند ـ قال : إن العالم يتطلع إلى بابا آسيوي أو أمريكي لاتيني ."3
لكن البابا الآسيوي أو الأمريكي اللاتيني او الإفريقي لم يأت و لن يأتي طالما استمر وضع العالم السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي تحت سيطرة المليار الذهبي . فأمريكا اللاتينية التي تشكل نصف كاثوليك العالم تملك فقط 21 كاردينالاً مؤهلين لانتخاب البابا من بين 117 كاردينالاً ...!!!
و الأمر ليس جدلاً سطحياً حول ضرورة ان يكون البابا من العالم الثالث بل هو التعبير غير المباشر عن اختلاف جدول الأعمال و الأفكار و الطموحات بين كنائس العالم الثالث و كنائس المركز الغربي . فحين يطرح البابا الغربي جدول أعمال على رأسه محاربة الإجهاض و منع الحمل و العلاقات الجنسية الشاذة . نجد أن هذه قضايا ثانوية بالنسبة لكنائس و جمهور الكنيسة في أمريكا اللاتينية و أفريقيا الذين يعانون من الفقر و الجوع و تدهور شروط الحياة و النهب الإمبريالي و الحروب التي يشنها المليار الذهبي عليهم بشكل مباشر أو غير مباشر. و قد وصل هذا الإختلاف في جدول الأعمال منذ الستينيات و السبعينيات إلى حد الصدام بين البابا الغربي و كنائس أمريكا اللاتينية التي طورت ما يسمى بكنيسة الفقراء و لاهوت التحرير . فكنيسة الفقراء اندمجت بالحياة فحسبها أن الخلاص لا يكون بالتحرر من الخطايا فقط، بل بكل أشكال التحرر الأخرى بما فيها التحرر السياسي والاقتصادي......
أعاد القساوسة و الرهبان أبناء كنيسة الفقراء تفسير الإنجيل و التوراة لصالح الفقراء و المعدمين في مواجهة أنظمة مستبدة مستغلة مدعومة من أمريكا . فانحازت الكنيسة إلى صفوف الفقراء و المعدمين إلى حد حمل السلاح مع الحركات الماركسية التي كانت تغطي وجه أمريكا اللاتينية مبشرة بخلاص البشرية . يقول أوسكار روميرو أبرز منظري الحركة ، و الذي اغتاله النظام الدموي في السلفادور بواسطة فرق الموت . يقول :
"الخطيئة الحقيقية هي الظلم وعدم العدالة في توزيع الثروات"
و يقول :
"الإيمان الذي يكتفي بحضور قدّاس الأحد و يرضى بالظلم طوال الأسبوع لا يقبله الله"
اصطدم جدول أعمال كنيسة الفقراء مع جدول أعمال كنيسة الأغنياء المسيطرين على كل شيء ، كما ذكرنا ، فشن البابا حرباً ضروساً على فكر لاهوت التحرير . يذكر الأب آرنستو كاردينال و هو احد رموز لاهوت التحرير و قد تحالف مع الساندينين ضد الحكم الدكتاتوري و تقلد بعد انتصار الثورة مناصب حكومية رفيعة . يقول في شهادته عن زيارة البابا لنيكاراغوا الساندينية عام 1983، و التي كانت تعاني من حرب مرتزقة يمولها ريغان تحت اسم الكونترا . يقول :
(( بمجرد أن وضع رجله على ارض نيكاراغوا، وجه لي توبيخا أمام العامة في المطار، بحضور تلفزيونات العالم بأسره. وإن كان ذلك التوبيخ لم يفاجئني، إلا أنني لم أكن مستعدا له. ..))
و يتابع :
(( حين اقترب مني، فعلت ما كان يتوجب أن يفعل في حالتي: نزعت قبعتي كرمز احترام، و جثوت لأقبل حزامه. لم يسمح لي بذلك، رفع إصبعه كعصا، وقال لي بأسلوب العتاب: " يجب أن تسوي وضعيتك"، و حين لم يصدر مني أي تعليق، عاد إلى تكرار تعنيفه. في الوقت نفسه، كل التلفزيونات العالمية كانت موجهة نحوي ))
فعل هذا بأحد رموز هذه الحركة في حين أنه في نفس الجولة عانق قتلة الرمز الأكبر للحركة روميرو في السلفادور . و يتابع الأب آرنستو وصف ما جرى خلال استقبال البابا الراحل في ماناغوا، فيذكر انه رغم الحشود الضخمة التي كانت تطالبه بالدعوة إلى السلام و التي تعني توجيه رسالة إلى مرتزقة الكونترا ليتوقفوا عن قتل الناس أحجم البابا عن ذلك . رغم أنه وجه تلك الرسالة في السلفادور و بقية دول أمريكا اللاتينية التي كانت تشهد حروب عصابات ثورية ضد أنظمة دكتاتورية نهابة عميلة لواشنطن .
و يؤكد الأب آرنستو في شهادته أن كل شيء في زيارة البابا كان محضرا من طرفه كي يطلق النار على الحكومة الثورية ، يقول :
((كان واضحا أن البابا يكره الثورة الساندينية، و أنه حضر إلى نيكاراغوا للقيام بمعركة ))
و يتابع :
(( وصل البابا إلى نيكاراغوا لزعزعة الثورة. إن لم يخطئ، فإن الأحداث الدولية ستكون بهذا الشكل: "شعب نيكاراغوا يرفض الثورة". و هذا يعني انهيار الثورة الساندينية، كما كنت أخشاه في تلك الظهيرة. لكن الشعب دافع عن ثورته و رفض البابا، الأحداث الدولية كانت عبارة عن: " تحقير البابا في نيكاراغوا".))

((لم يحترمه الشعب، هذا صحيح، لكن في الأول يجب القول أن البابا هو من لم يحترم الشعب. أمهات الأولاد ال17 الذين قتلوا طلبوا من البابا أولا خطبة تذكرية عن أبنائهم، و لم يستجب لهن. اقتربن بعد ذلك منه وأعدن طلبهن له بقوة. البعض طلب خطابا لصالح السلام، كانوا كثر و هم يصرخون " نريد السلام!". رد البابا على الحشد صارخا:" الكنيسة هي أول من يريد السلام"، ثم بينما كانت الاحتجاجات على البابا تتزايد، أخذ الميكروفون و بدأ يصرخ ملء حنجرته: " سكوت!" انطلاقا من هذه اللحظة تحديدا، حدث اللااحترام التام. أراد البابا أن ينطق بكلمات التقديس، يعني أهم اللحظات في القداس، و لم يستطع ذلك، لأن الحشد كان يصرخ: " نريد السلام!" و " No pasarán ! "........
كانت ثمة نداءات بحياة الجبهة الصاندينية، بينما الآلاف من المناصرين اليمينيين الذين كانوا في المقصورة الأولى في الساحة كانوا ينادون بحياة البابا. في شريط من أشرطة الفيديو نسمع امرأة تصرخ: " ليس هذا البابا الفقراء. أنظروا لباسه!" اضطر البابا إلى الصراخ مرة أو مرتين " سكوت". لأول مرة في التاريخ الحديث يتعرض البابا إلى التحقير من قبل الجمهور "))4
دعا الرئيس شافيز في خطابه الأخير في الأمم المتحدة إلى إصلاح الأمم المتحدة . بل إلى إنشاء أمم متحدة جديدة يكون مقرها في جنوب العالم و اقترح فنزويلا مقراً . و يمكننا بكل ثقة أن نوسع دعوة شافيز لتطال كل مؤسسات العالم المعاصر القائمة الآن . فهذه المؤسسات جميعاً تخضع للقلة المهيمنة المتحكمة التي تنهب العالم ، من المؤسسات السياسية و الإقتصادية وصولاً إلى الدينية و الثقافية فهي جميعاً تحت سيطرة قادة المليار الذهبي و تتبنى جدول أعمال موال للنهابين .

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talking_point/newsid_4464000/4464211.stm1-

http://www.oecumene.radiovaticana.org/ara/Articolo.asp?c=190202-

المد الكاثوليكي في الدول النامية ... هل يكون البابا القادم منها؟ 3-
اسلام او نلاين

4-http://www.voltairenet.org/article90257.html



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساخر فكرية سورية
- هل هناك ما يمنع أن يكون المرء عاطفيا و عقلانيا في الوقت عينه ...
- التفجع على خمسينيات القرن العشرين
- خمس قوى في مركب واحد
- معنى استعادة قناة المنار لنشيد -الله أكبر فوق كيد المعتدي -
- المقاومة تعيد الاعتبار للإنسان أمام الآلة
- الفرق بين الصيد في المياه العكرة و المياه الصافية
- استبداد أم احتلال ؟
- من سيحاسب من في لبنان ؟
- مع المقاومة تحت أي راية كانت
- ولادة العربي الجديد
- قنابل نووية يدوية الصنع
- الإرهابي هو كل من يعارض مصالحنا
- تلفيقات فكرية سورية
- تيمور الشرقية قصة نفطية نموذجية
- خرافة الاستعمار الجيد
- العدوان الإمبريالي على العرب بين -القوة الناعمة -و -القوة ال ...
- مصر على مفترق طرق التغيير
- التدمير المنهجي للزراعة في العالم من العراق إلى الهند
- حكاية الذئب الأمريكي الذي يجب أن يغير طبعه


المزيد.....




- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا ...
- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن ...
- إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر دوري - تصريحات بابا روما من زاوية أخرى