اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7358 - 2022 / 9 / 1 - 17:49
المحور:
المجتمع المدني
تنسج المعايشة تحت سقف التحديات الضخمة كالحروب ، والسجون والتعذيب وأنواع الاضطهادات : ذكرياتها الخاصة التي لا يمكن نسيانها بسهولة ، ولا تفرط بها المجموعة البشرية التي عاشتها . ولقد سمعت العشرات من تلك القصص التي نسجت علاقات إنسانية عميقة بين مجاميع بشرية تشاركت في الخوف ، وتقاسمت الاحساس الرهيب بالألم وبالمهانة والذل في السجون وفي لحظة التعذيب . وهذا التشارك في لحظات إنسانية فريدة هو الذي يدفع بعض الجنود ، وحتى قبل ان يوجه لهم قائدهم العسكري أَمراً : الى التحزم بشهامتهم وبإنسانيتهم وعبور الارض الحرام ، والعودة بأجساد رفاقهم الذين سقطوا في المعركة ، خوف ان تنهش لحومها الطيور الجارحة ومخالب الحيوانات المفترسة ...
جلدتني كالسياط كلمات قائد التيار الصدري ، كنت انتظر منه تأبيناً لمن قتلوا من تياره في معركة " الخضراء " ، فاذا هو يوجه لهم عقاباً قاسياً : بكلمات غير إنسانية بالمرة ، وفاقدة لروح الألفة والرفقة .. اقسم بأنني قفزت كالملدوغ حين سمعتها ، وكل حواسي تتساءل : كيف اباح مقتدى الصدر لنفسه : ان يطلق هذا الحكم اللاعادل على 33 عضواً من حركته ، ماتوا من اجله ، فهو الذي ورطهم بتسلق جدران المنطقة الخضراء ودخول البرلمان والقصور ..
بالإضافة الى قسوتها : تحمل كلمات مقتدى : حرماناً كاملاً من الحقوق التي يمنحها القانون للقتلى من العسكريين والحشد الشعبي . وصدت آباءهم وعشائرهم من التفكير بالمطالبة بما يترتب على القتلة من ديات كعرف عام سائد . لقد وجهت كلمات مقتدى الصدر الى اهالي القتلى : صفعات متتالية على وجوههم اطارت الشرر من عيونهم ، وتركتهم في ظلمة حالكة يدورون على انفسهم ولا يعرفون ماذا يفعلون : فبدلاً من ان يتلقوا قصائد تمدح ثبات ابنائهم وشجاعتهم وإخلاصهم للقائد ، وهدايا معنوية وأخرى مادية ، تلقوا حرماناً كاملاً في الدنيا وناراً مستعرة في الآخرة ...
أشارك آباءكم وأمهاتكم وعشائركم وأصدقاءكم الاحياء : الحزن على شبابكم المغدور ، وموتكم المجاني من اجل قائد لم يقدر تضحياتكم الكبيرة هذه ( والجود بالنفس أقصى غاية الجود ) واشاركهم الأسى العميق على هذه النهاية العجيبة التي المّت بكم ، واطالب بان تخصص عطلة سنوية لذكراكم ، فأنتم تستحقون حداداً وطنياً للمأساة التي حلت بكم ، اذ جردوكم من كل شيء يشير الى أنكم كنتم تتحلون بالعقلانية والحكمة ، وسلبوكم حقوقكم الشرعية في الدنيا ، وبخلوا عليكم بصفة الشهيد التي تضمن لكم مقعداً في الجنة ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟