أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - التبادل بين الآلهة والشياطين














المزيد.....

التبادل بين الآلهة والشياطين


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 7357 - 2022 / 8 / 31 - 20:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في بدايات عبادات الآلهة الافتراضية غير المنظورة،
كانت هناك آلهة طيبة تجلب الخير.
وآلهة شريرة تجلب الخراب والدمار والحروب.
لكن مع بوادر النزوع للتوحيد،
تجمعت سائر القدرات خيرها وشرها في شخصية واحدة شاملة وكلية القدرة.
فنجد موسى النبي في العهد القديم يزجر الإله ويهدده بمفارقته، إذا لم يندم على الشر الذي ينتويه لقومه، أثناء تضليل "يهوه" لشعبه لمدة أربعين سنة في عبورهم صحراء سيناء إلى أرض الميعاد بفلسطين، كما تقول الرواية.
وبالفعل يخضع الرب لتهديد موسى، ويرجع عن حمو غضبه.
ونجد الإله العبراني في سفر التكوين من تلقاء نفسه يندم على ما فعل.
سواء لخلقه البشر أو لإبادتهم بالطوفان. ويعلن توبته عن ذلك. ويقطع عهداً مع البشر بعلامة ظهور قوس قزح، ألا يعود لفعل ذلك.
ونجد عاموس أحد أنبياء إسرائيل يقول:
"هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟" (عا 3: 6).
لكن مع الزمن بدأت شخصية الشيطان تتبلور تدريجياً في الفكر الديني.
لتُسند إليه الأعمال والظواهر الشريرة من وجهة نظر الإنسان.
ونجد في قصة أيوب اتفاقاً بين الإله الطيب والإله الشرير أي الشيطان، على إدخال أيوب في تجربة قاسية.
وتصور لنا القصة تنازع الإله والشيطان على السيطرة على مجريات حياة البشر.
ورغم طول مراحل تبلور مفهوم الإله والشيطان في الفكر الديني، مازال الخلط والاختلاط قائماً حتى اليوم.
بين شخصية الشيطان،
وشخصية الإله الطيب المُحب للبشر.
فكثيراً ما نجد رجال الدين وعامة الناس ينسبون ما يقع لهم من كوارث إلى الإله الطيب المُحب. مبررين ذلك بشتى التبريرات.
فنجد رجال الدين بشتى انتماءاتهم يسارعون بنسبة الكوارث الطبيعية والأوبئة إلى إلههم الطيب المعبود.
معللين ذلك بآثام البشر وزيغانهم عن الطريق القويم.
كما ينسب الكثيرون مصائبهم الشخصية لتدبير إلهي.
مسندين ذلك لحكمة عليا تعجز عقولهم عن إدراكها.
وتشيع مقولة "قدر الرب وماشاء فعل". ومقولة "اللهم لا اعتراض".
يبدو أن هذا يرجع لرغبة دفينة للتقهقر للتوحيد القديم بين الإله والشيطان.
كما هو أيضاً حرص على وصف الإله المعبود بأنه "ضابط الكل".
بما يعني أن كل ما يحدث في الحياة هو بأمر أو بسماح منه.
ونشهد ذلك الجدل السوفسطائي للتفرقة بين ما نسميه "الإرادة الإلهية" و"السماح الإلهي".
فكما أن فكرة نسبة ما يعتبره الإنسان شروراً إلى شخصية واحدة متخيلة هي الشيطان، فكرة مريحة للإنسان. خاصة ما يرتكبه الإنسان بنفسه من شرور،
ما يعفيه من المسؤولية عما يرتكب.
أيضاً تجميع كل خيوط السيطرة على مجمل الحياة في يد شخصية واحدة،
هي الإله القوي الجبار ضابط الكل، هي فكرة وتصور مريح للإنسان.
تجعل كل الحياة والوجود رهينة قدرة حاكم واحد قدير. يمكن استرضاؤه بطرق شتى. لعل أسهلها الالتزام بطقوس وتقديم ذبائح وترضيات مادية لنوابه على الأرض.
الآن:
هل تصور الآلهة والشياطين
كان ومازال هروباً من مواجهة الإنسان لحقيقة وجوده وعالمه،
وهي عشوائية الوجود والحياة،
وأن الإنسان هو الإله الوحيد،
الذي يفرض بعض الانتظام عليها. يصنع الخيرات والشرور لنفسه بنفسه؟
ذلك هو السؤال



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد وهم نهاية التاريخ
- البرجماتية المظلومة ومحاذير التطبيق
- صخور في نهر العلمانية
- إشكالية المواطنة في ظل التنوع
- نحن وثقافة الصراع
- من العقلية الشفاهية إلى الكتابية
- إشكالية- في البدء كانت الكلمة 3/3
- إشكالية- في البدء كانت الكلمة 2/3
- إشكالية- في البدء كانت الكلمة 1/3
- مقولة -لا طلاق إلا لعلة الزنى-
- الصعود في الممنوع- قصة قصيرة
- بداية ذئب- قصة قصيرة
- قراءة النصوص المقدسة
- اختلاف الرؤى الإنسانية
- المادية اللاماركسية
- آلهة وشياطين
- نحن ولغتنا الفصحى
- الإنسان وصناعة الآلهة
- 84 عاماً على حرب أكتوبر
- نحن والديموقراطية


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - التبادل بين الآلهة والشياطين