أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان الركابي - صورة الله بين التجريد والتجسيد














المزيد.....


صورة الله بين التجريد والتجسيد


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


. ان العقل البشري غالبا ما ينفر من التجريد ويميل الى التجسيد , فالأشياء الغير محددة والغامضة لايستطيع العقل أن يتعامل معها أو يدركها بسهولة . ولهذا كانت الشعوب البدائية تصور الظواهر الغريبة والحيوانات والكائنات الخرافية على شكل رسوم أو تماثيل , لتحدد ملامحها وحدودها كي تتمكن من الاحاطة بها وتشخيصها وتمييزها .
. نفس الأمر جرى تطبيقه في التعامل مع الآلهة . فكل الآلهة القديمة كانت عبارة عن تماثيل ومنحوتات ورسوم مجسدة , يمكن للعقل البشري أن يدركها ويحيط بصفاتها وملامحها . ورغم أن الآلهة كانت ذات قدرات خارقة وأجساد أسطورية الا أن حصرها وتحديدها في حيز مكاني , متمثلا بنصب وتماثيل كان لتسهيل التعامل معها , من حيث تحديد مكانها وتقديم النذور والطقوس العبادية لها , فضلا عن التقرب أليها لطلب المساعدة أو لاتقاء شرها وغضبها وسخطها .
. لقد عانى الانسان كثيرا من هذا المأزق . فهو من جهة بدأ يدرك صفات أخرى لابد أن تتوفر في الآلهة , كي تكون بمستوى القدرة الكلية للسيطرة على الوجود وتوجيهة , ومن جهة أخرى أنه لا يستطيع ان يدرك , صفات ومعنى الآله الذي لا تحده الحدود ولا يمكن وصفه , أو تشبيهه . فهذه الصفات هلامية وسائلة لايمكن القبض عليها أو ادراكها .
. لذالك تميل معظم الأديان , بما فيها السماوية , الى أيجاد رمز موضوعي مجسد ومحسوس , وله نطاق محدد وواضح , يخفف عنها عذاب الاغتراب والشعور بالضياع , لبعد المسافة بين الآلهة والانسان . فالمسيحية مالت الى تشبيه الله بالانسان , الذي ضحى بنفسه لتخليص البشرية من شقائها , بينما كانت اليهودية في بدايتها تتعامل مع الله وكأنه انسان بسيط , حتى أن يعقوب قد تصارع مع الله , وأخذ منه ميثاق النبوة . أما الاسلام فكان تجريديا في بدايته , ومتساوقا مع البيئة الصحراوية التي تنفر من تقديس المحسوسات . لكن مالبثت الشعوب الأخرى التي دخلت في الاسلام عنوة الى ادخال تحويراتها وتنويعاتها . كالتصوف والتشيع الذي يجعل لله وسطاء وللانسان شفعاء يمكن التعامل معهم كواسطة بين الله والانسان القاصر العاجز الذي لا يجد بدا من اللجوء الى الله وبث شكواه ومناجاته ومطالبه ,
. كل هذا من أجل تقريب صورة الله الى الانسان , والنزول بها من الحالة الهلامية اللامحدودة الى الحالة المحسوسة والمجسدة



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو وهي
- اصل الحكاية
- في داخلي قصيدة
- مستويات المعارضة
- السلاح خيارهم الوحيد
- شركاء في المكاسب فقط
- لنا ديننا ولكم دينكم
- نعم المشكلة في الاديان
- الثورة المصرية تصحيح للاوضاع الشاذة في العالم العربي
- الغوث الغوث يا نيتشة
- لك وحدك
- ابحث عنك في ذاتي
- تضاريس الامل
- هذيان منتصف الليل
- احترام المهنة
- وجهان لامراْة واحدة
- مراّة الزمن المعكوس
- صمت الضحايا
- عروس
- ما عاد صوتي يصل اليك


المزيد.....




- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...
- إدانات عربية لعملية اقتحام وزير إسرائيلي باحة المسجد الأقصى ...
- افتتاح الباب المقدس في كاتردائية القديس بطرس بالفاتيكان إيذا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرحان الركابي - صورة الله بين التجريد والتجسيد