أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمدي سيد محمد محمود - اقتصاد الانتباه كأحد أشكال الثروة














المزيد.....

اقتصاد الانتباه كأحد أشكال الثروة


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 10:04
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في هذا العصر الرقمي، فإن انفجار المعلومات ظل يتسع أكثر فأكثر ليصبح الانتباه العامل المحدد في استهلاك المعلومات، فقدرة البشر العقلية محدودة، وبالتالي فإن تقبل المعلومات محدود أيضاً، فيستخدم الدماغ البشري الانتباه لتصفية المعلومات الأكثر أهمية من بين مجموعة هائلة من المعلومات.. لذا تسعى كافة نظم المعلومات من تطبيقات برمجية ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات إلى لفت انتباه وجذب اهتمام المستخدمين بكل الوسائل الممكنة للوصول إليهم والتأثير فيهم.

على الأرجح فإن "هربرت سيمون" الاقتصادي، والسياسي الأمريكي كان أول من تكلم عن مفهوم اقتصاد الانتباه في عام 1971، حيث شرح الأمر بقوله: في هذا العالم الغني بالمعلومات، تعني ثورة المعلومات ندرة شيء آخر: أي ندرة كل ما تستنفذه تلك المعلومات، وهو الاهتمام وانتباه الأفراد. هذا الفقر في الاهتمام "بمعنى آخر تشتيت الانتباه" الذي تخلقه وفرة المعلومات بحاجة إلى تحقيق التوافق بين الاهتمام والوفرة في المعلومات، أو بمعنى آخر، السعي لجذب الانتباه واستثماره لفترة أطول، وهو ما نشأت من أجله وتتحدث حوله مواضيع اقتصاد الانتباه.

ما يريد سيمون قوله أن مصممي نظم المعلومات أنشئوا أنظمة تقوم على توفير كم هائل من المعلومات دون تصفية المهم منها وذات الصلة بتلك غير المهمة وغير ذات الصلة، فلم يميزوا بين ندرة المعلومات وندرة الانتباه.. فالمعلومات تتزايد والمثيرات تتكاثر فيما التركيز ينخفض فيصبح المهم من الناحية الاقتصادية هو جذب الانتباه والاهتمام للترويج للسلع وتحقيق الأرباح.

يطبق مفهوم اقتصاد الانتباه بشكل واضح في الشبكات الاجتماعية، فإدارة المحتوى على الصفحات الشخصية للأفراد والمؤسسات، كذلك التفاعل مع أراء المشاهدين وتعليقاتهم، هو أحد التطبيقات المهمة لاقتصاد الانتباه في المجال الاجتماعي. وعلاوة على ذلك وفي شأن متصل بثورة المعلومات وانتشار الإنترنت، يطبق اقتصاد الانتباه في عمليات الترويج والإعلان، وفي رسائل البريد الإلكتروني. فنظام الإعلانات المدفوعة الذي تطبقه جوجل من خلال خدمات (Google AdSense) يتم بناء على علم باهتمامات الشخص المستهدف، هذا الاهتمام الذي تصنعه بنفسك من خلال تصفحك للشبكة العنكبوتية، وتدركه جوجل وفيسبوك ويوتيوب من خلال الخوارزميات التي صممتها خصيصا لهذا الغرض.

و وفقًا لخبير الثقافة الرقمية كيفن كيلي، فإن اقتصاد الانتباه الحديث يتنامى بشكل متزايد، بعدها وضع "مالكوم جلادول" في كتابه «نقطة الحافَّة»: (The Tipping Point) ثلاثة عوامل تسويقية لجذب انتباه الجمهور إلى بضاعتك أياً كانت فنية، أدبية، تجارية، سياسية. هذه العوامل هي: عامل الشكل المؤثر: أي شيء يحبه المستهلكون؛ عامل اللصق بالذاكرة: أي شيء يلتصق بذاكرة المستهلك؛ عامل قوة السياق: أي شيء يناسب السياق المكاني والزماني والملابسات المحيطة بالوضع.

الطريقة السابقة للإعلان في وسائل الإعلام التقليدية تفترض أن ردة فعل المستهلكين تمر بعملية تفاعل خطي من أربع مراحل: الانتباه، ثم الاهتمام، ثم الرغبة وأخيراً الإجراء أو التصرف. وفقاً لذلك، فالانتباه هو المرحلة الأولى والأهم في عملية تحويل غير المستهلكين إلى مستهلكين. نظرًا لأن تكلفة نقل الإعلانات إلى المستهلكين أصبحت منخفضة، وصارت يتم إرسال المزيد من الإعلانات إلى المستهلك (مثل الإعلان بالإنترنت) أكثر مما يمكن للمستهلك التعامل معه، أصبح انتباه المستهلك هو المورد النادر الذي سيتم تخصيصه. على هذا النحو، قد تعيق وفرة المعلومات عملية صنع القرار للفرد الذي يواصل البحث والمقارنة بين المنتجات طالما أنها تعد بتقديم أكثر مما يستخدمه.
وقد وضع المحرر والخبير في الثقافة الرقمية "كيفين كيلي" مجموعة من الاستراتيجيات أو الأمور غير الملموسة (Intangibles) تجعل من المحتوى ذات قيمة أعلى وأكثر قدرة على المنافسة وجذب الانتباه. وهي كالتالي:

- الفورية (Immediacy)، أي توفير المعلومة أو المحتوى بشكل مباشر وفوري. مثل قيام مواقع الأخبار بإرسال التنبيهات أو الرسائل الفورية للأخبار العاجلة.
- إضفاء الطابع الشخصي (Personalization)، وهو توفير المعلومة أو المحتوى بما يتناسب مع اهتمامات وتفضيلات المُتصفّح. مثل إظهار المزيد من المحتوى ذات الصلة.
- التفسير والشرح (Interpretation)، وهو توفير الدعم والإرشاد وتفسير المعلومات المختلفة وتقديم المزيد منها. ومن الأمثلة على ذلك الدورات التعليمية، والمجتمع التفاعلي، والدراسات والتحليلات.
- الأصالة (Authenticity)، أي توفير محتوى أصيل وحقيقي ومبتكر. مثل الصور والفيديوهات والمقالات والتعليقات التي يقوم المستخدمون أنفسهم بإنشائها على وسائل التواصل الاجتماعي.
- سهولة الوصول (Accessibilty)، أي سهولة وسرعة الوصول للمحتوى أو المعلومة من خلال توفير التكنولوجيا الداعمة، مثل وجود تطبيقات الهواتف الذكية والاختصارات وسهولة الاستخدام.
- التجسيد الفعّال (Embodiment)، أي تجسيد وإظهار المحتوى الإلكتروني بأفضل طريقة ممكنة وإضافة المزيد من الخصائص. مثل توفير قارئ للكتب الإلكترونية، أو توفير خاصية الاستماع للكتب والمقالات، أو توفير المحتوى على قنوات مشهورة.
الحصول على الدعم (Patronage)، أي طلب الدعم المادي من المستخدمين والعملاء المؤمنين بالمحتوى المُقدّم.
سهولة العثور على المحتوى (Findability)، أي العمل على جعل المحتوى ذات مرتبة عالية في نتائج محركات البحث المختلفة.

وختاما فإن اقتصاد الانتباه أصبح يمثل شكلاً من أشكال الثروة و أصلا من الأصول التي تمتلكها الشركات، والتي إذا رغبت في أن تبقى في السوق فليس أمامها إلا الالتحاق بواحد من أهم أنواع الاقتصاد الحديث، وهو اقتصاد جذب الانتباه.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع المؤسسات العربية الاندماج في اقتصاد المعرفة؟


المزيد.....




- إسرائيل تعفي السلع الأمريكية من جميع الرسوم
- البيت الأبيض: عمليات النصب علينا انتهت وغدا يوم تاريخي للاقت ...
- المركزي يُعلن موعد عودة عمل البنوك الحكومية والخاصة
- النفط يرتفع وسط ترقب تبعات رسوم ترامب الجمركية والعقوبات
- المقاطعة الأوروبية لأميركا تمتد إلى السياحة
- بريطانيا تعلق صادرات الأسلحة لإسرائيل وتنتقد ما تفعله الدولة ...
- الاتحاد الأوروبي يلوح بـ-خطة قوية- جاهزة ردا على رسوم ترامب ...
- ثاني أيام العيد.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 1-4-2025
- يوم التحرير أم يوم العزلة؟.. أفكار مهمة عن -يوم تحرير أمريكا ...
- مخاوف الرسوم الجمركية تدفع الذهب إلى قمة جديدة


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمدي سيد محمد محمود - اقتصاد الانتباه كأحد أشكال الثروة