أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ربيع نعيم مهدي - خطابٌ أموي بلسان علَويّ














المزيد.....


خطابٌ أموي بلسان علَويّ


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 16:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير يعرف ان خطاب المعمم يعتمد كثيراً على استدراج المستمع الى النقطة التي يريد المتحدث اقناعه بمضمونها، وهذا غالباً ما يتم وفق استدلالات قد تبدو في ظاهرها منطقية أو عقلانية، خصوصاً إذا كان المستمع محدود الوعي، وهذا ما بدى في حديث رشيد الحسيني والذي لا أدري إن كان قوله مجرد رأي شخصي أم انه ناقل رسالة، وفي الحالتين لا يمكن حمل خطابه على محمل حسن الظن.
عندما استمعت له تذكرت مقولة تنسب الى السيد محمد باقر الصدر يتساءل فيها بقوله : (من منا لم يعطى ملك هارون الرشيد ولن يقتل موسى بن جعفر؟!)، والرجل - أي الصدر - كان يتحدث عن تأثير المال والسلطة على الفرد باعتبار ان امتلاكهما يعد ابتلاءً واختباراً حقيقياً للإنسان.. ويبدو ان السيد رشيد على استعداد للتضحية بإمامه المعصوم ما دام الأمر يدرأ الفوضى، والتي وفق مفهومه ليست سوى زوال نعمة الفساد.
السيد رشيد الحسيني تحدث بخطاب مختلف، فلم يهدد بعودة حزب البعث الى السلطة كما تحدث نوري المالكي، بل هدد بالفوضى التي تنتج عن رفض الفاسد، واذا تفحصنا في التاريخ القريب وبحثنا عن خطابات مماثلة سنجد ان التهديد بالفوضى أسلوب لجأ اليه الكثير ممن أمسكوا بمقاليد السلطة وأدركوا ان أيامهم في الحكم باتت معدودة إن لم تكن معدومة، ولا أدري كيف تجرأ على التحدث بهذا المنطق، فاذا سلمنا بصحة استدلاله المنحرف سيكون موقف الإمام الحسين خطأ لا ثورة..
العقدة التي حاول وضعها في طريق الثورة على الفاسد، وهي مسألة (الإذن والرخصة من المعصوم أو المرجعية)، تثير علامة استفهامٍ يصعب الإجابة عنها، فأي مرجعية قصد رشيد الحسيني؟، أهي مرجعية السيد السيستاني؟ أم انها مرجعية أخرى؟.. وإذا افترضت انه يقصد مرجعيات النجف بشكل عام، فمن هو ذلك المرجع الذي سيُجيب بالسكوت عن الفساد أو القبول بحكمٍ فاسد؟! ..
حديث الرجل واصراره على انتظار موقف المرجعية أو رأيها لا يمكن احتسابه على مدرسة التشيع التي رفعت ولا زالت تنادي بشعارات ترتبط بثورة الحسين، لسنين طويلة نسمعكم ترددون "يا ليتنا كنا معكم".. و"هيهات منا الذلة".. و....الخ.. وهنا من حقي أن أسأل، من الذي قصدت أمانيكم في الوقوف معه؟.. وعلى من كنتم تتباكون كل هذه السنين؟!!..
منذ الأمس وانا أحاول تتبع الردود وتعليقات القول على تصريحات السيد، والغريب ان ردود المؤيدين له تحاول تحويل الأمر الى خلافٍ فقهي حول مشروعية الثورة عند الشيعة، وان الرد على الحسيني هو استهداف للمرجعية... إلخ، وكل هذا لا يعنيني، فالمشكلة لا زالت قائمة، فمن ينصح بالرضا والسكوت عن الشخص "الفاسد" المتستر بالدين، كالجاهل الذي يحاول إقناع المريض بأن السرطان مرض حميد يسهل التعايش معه..
ولكي لا أطيل سأكتفي بالقول ان التثقيف لقبول الفاسد على لسان رشيد الحسيني هو ذات الخطاب الأموي الذي واجه ثورة الإمام الحسين، وإن كان بمفرداتٍ مختلفة..



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المالكي والوزير ابن بقية
- مجرد مدينتين
- أمالي عبد الحميد مصطفى - 3-
- جناية العمامة
- أمالي عبد الحميد مصطفى - 2-
- أمالي عبد الحميد مصطفى
- أسماء الرئيس الحسنى
- الجريمة المنظمة في صدر الاسلام – 2 -
- الجريمة المنظمة في صدر الاسلام - 1 -
- دكانة الشطري - شيخ الوراقين
- تشرين
- اقتصاديات الجنس
- رسالة في أخبار الجنّ عند العرب
- من غرائب الأخبار في تاريخ العرب
- دكانة الشطري – 6 -
- شامٌ بلا بعضِ الشام
- البغاء الرقمي
- بتكوين لله
- يجب ان يرحل!!
- بين العجم والروم..


المزيد.....




- سعادة ومرح لاطفالك طول اليوم .. خطوات تثبيت تردد قناه طيور ا ...
- الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد ...
- يهود متشددون يغلقون طريقا سريعا وسط إسرائيل احتجاجا على التج ...
- -نحتاج إلى الوحدة-.. شيخ الأزهر يتحدث عن الخلاف بين السنة وا ...
- الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية
- ثاني أيام رمضان.. المسجد الأقصى يستقبل 75 ألفا لتأدية صلاتي ...
- 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- الفاتيكان: البابا بدون تنفس صناعي ويبعث برسالة شكر للمؤمنين ...
- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ربيع نعيم مهدي - خطابٌ أموي بلسان علَويّ