أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - التمخضات الشاذة للشخصية العراقية ما بين الانحراف والمراهقة السياسية














المزيد.....

التمخضات الشاذة للشخصية العراقية ما بين الانحراف والمراهقة السياسية


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت صور لفنان لبناني مع زوجة معالي السفير العراقي في القطر الأردني الشقيق جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار بدوره استياء العراقيين على مختلف ثقافاتهم وخلفياتهم الاجتماعية، ووصف هذا التصرف بالمشين والمسيء للعراق، وعُدّ خرقاً لبروتوكولات العمل الدبلوماسي وللاعراف الاجتماعية؛ خصوصاً وأن العراق هو بلد الثقافة والعراقة والأصالة على مر التأريخ.
صحيح أن معالي السفير لم يلتزم بالأعراف الدبلوماسية، وهذا شأن وزارة الخارجية، ولكن ليس من شيم العراقيين ولا من أخلاقهم التشهير بالنساء العراقيات، مهما كان الخطأ؛ لاسيما وأن حرم السفير غير منخرطة بالعمل السياسي.
لكل شيء سبب؛ وسبب هذه الأخطاء هو عدم فهم معالي السفير لمهامه بشكل صحيح ومهني، لأن المطلع على مفهوم الدبلوماسية يعرف أن العمل الدبلوماسي بالإضافة إلى جانبه السياسي هو وسيلة اتصال ناجحة بين الناس، يقوم بها الخيّر الخلوق من الناس، لأنه يمثل دولة بكل تفاصيلها؛ فهو الواجهة الحقيقية في كل شيء، ولكم أن تفهموا عِظم المسؤولية. والعراقي الأصيل يبغض النفاق الاجتماعي، ومنه أن يكون الرجل عفيفاً من الخارج وماجناً من الداخل. وهلا خففتم يا سادة يا كرام المجاملات؟ اتركوا الناس السيئة تدرك أنها سيئة ولا داعي للنفاق السياسي.
لذلك كانت الردود غاضبة، وكانت بحجم وطن وليس شخص السفير فقط - الذي داس على المسؤولية وعلى تقاليدنا - لتعبر عن أصالة الشعب العراقي الغيور وشهامته وغيرته على أهل بيته؛ قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "الغيرة من الإيمان…". وكان من الأولى أن يترفع معالي السفير في تلك الحفلة عن تلك الصور غير اللائقة التي لا تتناسب مع ثقافتنا وعاداتنا المعروفة للجميع، ولكنه بذلك التصرف الطائش أساء معاليه إلى نفسه وإلى أهل بيته وإلى بلده عراق المجد والشموخ.
خيانة المهنة جريمة لا تغتفر، ولكن الأصعب هي خيانة الرجل لغيرته؛ لأن الغيرة في موضعها من مظاهر الرجولة الحقيقية، فهي صيانة للأعراض وحفظ للحرمات، فمن تجاوز على غيرته كيف له أن يغار على حرمة وطنه؟!
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "الغيرة ثوران الغضب حماية عن الحرم"، لأن الرجل الذي لا يغار على أنثاه هو رجل يسمح بأمور غير مقبولة تخدش الحياء وكرامة زوجته، وتجعلها عرضة للقيل والقال. ولا يبالي بمن يقترب منها، وهذا أقبح الصفات قاطبة في الرجل، وأعظم خيانة؛ أما عقوبتها في الدنيا الذل والمسكنة، وفي الآخرة أعظم؛ فهو لا يشم رائحة الجنة على بعد خمسمائة سنة من سنوات يوم القيامة.
لكل مشكلة أسبابها؛ وسبب هذه الانحرافات الغريبة والطارئة على منظومة القيم الاجتماعية للشعب العراقي المجيد إنما هو ضعف الوازع الديني، وتحول البلد الى ساحة مفتوحة أمام من هب ودب، واجترار قشور الثقافات الهابطة بنهم بسبب الغزو الفكري، والانغماس في شهوات الدنيا؛ قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "حب الدنيا رأس كل خطيئة".
من هذا المنطلق وجب على الجميع الالتزام بإسلامنا وبقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وتأصيلها في شبابنا كل من موقعه، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته..."، قبل ان تستفحل (الدياثة) في المجتمع؛ فنكون بذلك قد خسرنا الدنيا والآخرة لا سمح الله؛ قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من مات دون عرضه فهو شهيد...".
... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفالنا روح الحياة فلا تزهقونهم بالكفر والعصيان
- وا حسيناه... هذا دمنا يراق ظلماً وطغياناً
- قمة طهران نواة للحد من الغطرسة الأميركية في المنطقة
- رحلة بايدن المكوكية اقرار لنظام الفصل العنصري في المنطقة
- ياجياع العالم اتحدوا وعلى المحتكرين والفاسدين انتفضوا
- الديمقراطية صورة لاحقيقة لها في الواقع
- بأي ذنب قتلوا
- أتقوا فورة الفقير اذا غضب
- أنتهاك القانون في محفل فرض القانون
- المعلن وغير المعلن وراء تأزم الوضع السياسي في العراق
- الإساءة إلى الأديان، دعاية رخيصة لأدعياء الحرية
- الحوار الوطني الجاري ما بين الواقع وسياسة التسويف
- ماتت العولمة وانهزم العلمانيون وانتصرت أرادة الانسان
- أنقذوا العراق ؛ كفاكم أستخفافا بحياتنا
- نازية متطرفة تغزو فرنسا السحر والجمال
- التراويح في نيويورك ما بين العبادات الشعائرية والعبادات التع ...
- التخوين والتكفير لايبنيان وطن
- الدبلوماسية العراقية في مهب الريح
- ( داعش ) فزاعة اسمها ارهاب
- دويلة الاحتلال دويلة الظلم والانحلال


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - التمخضات الشاذة للشخصية العراقية ما بين الانحراف والمراهقة السياسية