أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - ازمة نظام.. ازمة معارضة














المزيد.....

ازمة نظام.. ازمة معارضة


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستمر ازمة النظام السياسي في العراق وتتصاعد بشكل يثير القلق عند صناع هذا النظام ورعاته، فالتغريدات والتصريحات المستمرة، واللقاءات السرية والعلنية، والزيارات المتبادلة، الداخلية والخارجية، تشير الى عمق الازمة التي يعيشها هذا النظام البائس، لقد وقع هذا النظام في مأزق لا يستطيع الفكاك منه، وخياراته كلها صعبة، بل مميتة له.

هذا النظام يصور للناس ان مشكلته تكمن في "نتائج الانتخابات" او "الثلث المعطل" او "قرارات المحكمة" او "حل البرلمان" او "انتخابات مبكرة" او "الأكثرية والأقلية"، وكل ذلك ما هو الا تمظهرات شكلية، فالأزمة أعمق بكثير، ان جوهرها يكمن بذات النظام نفسه، فالانتخابات المبكرة والمكررة لن تحل الازمة ابداً، بل قد تتعقد أكثر، وقد رأينا ذلك في انتخابات تشرين 2021، وليست القضية بكم المقاعد داخل البرلمان، فهناك قوى مسلحة تسيطر على الشارع لا تملك مقعدا واحدا، بل انها لا تعترف أصلا بالبرلمان.

ان القلب النابض لهذا النظام يكاد يتوقف، هو يجاهد لكي يبقى حيا قدر المستطاع، الرعاة يدركون جيدا انهم امام نظام متهالك، آيل للسقوط، لكنهم لا يملون من امل احياءه وبث "الروح" فيه، لهذا تستمر محاولاتهم بإنعاشه، لكنهم يدركون ايضا انه لن يستمر طويلا، هو مريض جدا؛ وسائل دفاعه تنهار يوما بعد آخر؛ قاآني ووليامز وبلاسخارت، كورس الأطباء المباشر والمشرف على علاجه بدأ يفقد الامل، تلمح ذلك في نظراتهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم.

نظام الإسلام السياسي لا يستطيع الاستمرار بالحياة الا إذا كانت هناك دماء، الا إذا كانت هناك حروب وقتال، فهو نمط بدوي قروسطي في الحكم، لهذا تراه دائما ممتشقا سيفه، جاهز للحرب، كل بدائله تتمحور حول الحرب، لا تقرأ نصا او تشاهد لقاءا لممثليه الا وكانت الحرب حاضرة في خطابه "المرحلة القادمة ستكون الحرب".

في الجانب الاخر يقف النقيض المباشر لهذا النظام، انها قوى المعارضة؛ هي أيضا تعيش ازمة خانقة، فهي مصابة بداء التشتت والتشرذم والتشظي، لا تقوى على لملمة قواها وتوحيد صفوفها، فهي تخلو من اية برامج او تكتيكات تنظيمية، مصابة بالعمى التنظيمي؛ "نرجسية" بعض قيادتها ووقوعهم في لغة "المثقفين" الاستعلائية، تمنعهم من ان يكونوا اجتماعيين أكثر؛ هم يفكرون بإسقاط النظام، مطلب جوهري، لا يكاد يختلف عليه أحد، لكن السؤال الذي يؤرقهم هو: كيف سيتم اسقاط هذا النظام؟ ما هي الاليات؟ والسؤال الأكثر الحاحا عليهم هو: ما هو البديل المطروح او القادم؟

القوى السياسية التي تحاول لملمة أجزاء المنتفضين او تحاول إعطاء تصور او رؤية او بديل سياسي واقتصادي، هي قوى ضعيفة الى هذا الحد او ذاك، ليست بحجم مهمة اسقاط نظام عصاباتي ميليشياتي مافيوي مدعوم إقليميا ودوليا، وهي تفعل ذلك بشكل خجول، فمركز أزمتها يكمن بفقدان "الثقة" بين أطرافها، فهذه القوة لا تؤمن بطرح تلك القوة، وتخاف من ان تكبر اجتماعيا على حسابها "كما تظن"، لهذا تعيش جميع القوى ب "فردانية" خالصة.

العامل الاخر في ضعف قوى المعارضة هو وجوه قياداتها، فهذه الوجوه بدأت تضمحل شيئا فشيئا، فهي لم تستطع ان تقدم شيئا جديدا لجماهيرها، بل ان بعضا منها صار عائقا امام تقدم الجماهير، لهذا ترى الكثير من تلك "الوجوه القيادية" ارتمى بأحضان النظام، من خلال المشاركة في تظاهراته او تبني تصورات النظام ذاته.

ان غياب التكتيك المناسب والفاعل هو العامل الأكثر أهمية داخل قوى المعارضة، فإسقاط النظام الإسلامي والقومي، النهاب والقاتل، لا يمكن ان يكون من خلال ترديد عبارة "الشعب يريد اسقاط النظام".
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزارات الدينية...اماكن لغياب الوعي والموت
- وزير الصدر و (البورجوازية)
- ما معنى حل البرلمان وإعادة الانتخابات؟
- نقطة ضوء على الابادة الايزيدية
- لنتخيل فقط
- جموح الخيال وسرحانه
- وماذا بعد ذلك؟
- ذات المشاهد المسرحية
- في بيتنا قاآني ومظاهرات قوى السلطة
- العملية السياسية.... نعل مقلوب
- جفاف وتصحر وصراع القوى الإسلامية والقومية على حصص النهب
- نقابات الأطباء... عجز ام موافقة ضمنية
- هل وقعت قوى الانتفاضة بمأزق؟
- العمل النقابي
- هل تمر ازمة النظام بسلام؟
- الحياة في سجن التاجي
- الحرية لحيدر الزيدي
- الموت الرحيم
- (الدين والسلطة)
- مفهوم -التداول السلمي للسلطة- لدى الإسلاميين


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - ازمة نظام.. ازمة معارضة