أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - فدوة لله شكد يخبل جيفارا














المزيد.....

فدوة لله شكد يخبل جيفارا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1686 - 2006 / 9 / 27 - 11:56
المحور: حقوق الانسان
    


هذا العنوان باللهجة العراقية أخذته من تعليق لأحد قراء إيلاف على مقابلة مع رئيسة الجمعية النمساوية التي تعنى بهذا المناضل القديم الجديد.
إنه جزء من ضميرنا المستتر والذي يعيدنا في كل مرة بعد عشاء في فندق من خمسة نجوم !! إلى رحلة العمر التي بدأناها معه ونحن نحلم بعالم أفضل، ولم يكن عقلنا يركن لمسلمات من أي نوع كان. إنه قيمة من قيم الحرية في هذا العالم غير العادل ! هكذا الأمر ببساطة إنه عالم لازال غير عادل ـ غيفارا مات موتة رجال هكذا غنى لنا الشيخ إمام وهكذا كنا نستمع لأغانيه ونحن في روح وثابة تقترب من حد التحدي لهذا الخطر الذي يحمي اللا عدالة في هذا العالم. خطر السجون والتصفيات الجسدية والرمزية ونهب الروح قبل المال.
لست بصدد التعرض النقدي لتجربة هذا الرمز..ففي زمن غابر وفي سجننا كنا قد تعرضنا لهذا الأمر بالتحليل والتفصيل والنقد..ضمن همومنا الكبيرة والصغيرة وحلمنا في وطن سوري حر وكريم ويحمل في تأسيسه لبنة جدية من العدالة التي لم نكن نجد لها نموذجا تاريخيا في الواقع بعد.. ولأننا لم نكن من أتباع السوفييت ولم نكن نجد في نموذجهم ما يمكن أن يكون جزء من حلمنا الذي بنيناه أصلا على مقولة الحرية ـ في شيء من التزهد والصعلكة ليس في جانبها الرث بل في جانبها الغني والخصب معرفيا وقيميا رغم كل الخلافات الحادة التي كنا نعيشها فيما بيننا ونحن نواجه أعتى آلة قمع مرت في تاريخ سوريا القديم والحديث والمعاصر.
أذكر في المرحلة الثانوية عندما علقت في غرفتي صورة غيفارا عندما شاهدها والدي لأول مرة ابتسم ابتسامة لازالت تعشعش في ذاكرتي ونادى بصوت عال على والدتي وقال لها:
أبنك راح يا إمرأة وخسرناه إلى الأبد. صرخت والدتي وهي لاتفهم بعد السبب : لا تقل هذا الكلام يارجل الله يحميه.
وبعدها أشار لها نحو الصورة، سألتني من هذا ـ يمة ـ قلت لها تشي غيفارا..ابتسم والدي أيضا على جوابي وقال لها اتركينا لوحدنا..
سألني سؤالا أربكني وقتها : هل تعرف من هذا الذي تعلق صورته ؟ أجبته بمعلوماتي البسيطة التي كنت أعرفها حتى تلك اللحظة.
فقال لي : هل تعرف أن هذا الرجل من يتبع طريقه في هذا الزمن أن مصيره سيكون الموت أو السجن حتى الموت !!
قلت له أعرف..رغم ذلك كنا من أكثر الناس محبة للحياة.
بعدها خرج من الغرفة وأصبح يناقشني فقط في السياسة ولم يعد إلى موضوع لماذا أصبحت شيوعيا خارج السرب السوفييتي !!
بعد كل هذا الزمن وهذا التنكيل المر والمزمن فينا وبكل شعبنا..نسينا غيفارا وهذه سنة الحياة في تطورها واحتياجاتها.
غيفارا من علمنا عدم الركون للمتحقق في هذا العالم وأبقانا في لحظة قلق معرفي وسياسي وقيمي لم نعد قادرين على العيش بدونها..وهو من علمنا أن الفعل من أجل العدالة حلم لا يتوقف العمل فيه وخلاله ومن أجله..ففي روحنا قبع الحلم إلى غير رجعة يؤرقنا كلما أخطأنا بحقه أو كلما ضعفت نفوسنا أمام مغريات الحياة.
لازلت أشعر بفرح غامر كلما شاهدت صورة غيفارا على صدر شاب في دول أوروبا. أو على أيقونة يعلقها في مكان ما من لباسه.
ويعيدني المشهد إلى تخلي العالم عن غيفارا كما تخلى ويتخلى العالم الآن عن شعبنا السوري الواقع تحت نير هذا الاستبداد وهذا الفساد المطلق.
الفساد المحض. والسلطة التي تبيع فينا وتشتري ولازالت تجد من يطبل ويزمر لها من العرب والأوروبيين.
نعم العالم تخلى عنه تماما وتركه يواجه مصيره في جبال بوليفيا.
مرت علي لحظات كثيرة من خوف وجبن وقلق وحصار في السجن كنت خلالها أتمنى لو أنني مت في معركة ! ربما تيمنا بهذا الغيفارا..!
على رؤساء العالم الذي يدعي التحضر أن يجرب لفترة وجيزة زنازين فرع فلسطين أو أي فرع مخابرات في سوريا لكي :
يأخذوا على الأقل موقفا متحضرا..وهذا الخاطر خطر ببالي وأنا أتابع نشاطات المناضل عزمي بشارة في تسويقه للنظام عند الإسرائيليين وبنفس الوقت الحديث المتكرر عنه بوصفه رمزا للممانعة العربية !! تمنيت في داخلي على عزمي بشارة أن يطلب من أصدقائه في السلطة السورية أن يزور عارف دليلة أو ميشيل كيلو أو كمال اللبواني أو فاتح جاموس أو علي الشهابي كونه فلسطينيا مثله !! أن يزور ولو واحدا منهم في زنزانته ويعرف أنه يخطئ بحق الشعب السوري.
لازال غيفارا...يخبل



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
- مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة
- الليبرالية العربية ..تغيير المسميات في هذا الزمن القحط
- الارتجال السياسي من يحكم سوريا ؟
- البيانوني يعود غلى خطاب السلطة
- الجولان المحتل بعد 1701
- الليبرالية العربية -3 رد على د.شاكر النابلسي
- إيران دولة جارة وسلطة جائرة
- أسئلة باردة في زمن ملتهب
- قانا والنظام العربي
- الانفال والارتال ميزة النظم القومية
- إنها نغمة ثابتة وما تبقى كله تكتيك
- الاستقطاب منطق الأيديولوجيا ...شر لابد منه
- قراءة ثانية في خطاب الأسد
- قراءات في خطاب السيد الرئيس
- خراب البصرة شرط بقاء السلطة


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - فدوة لله شكد يخبل جيفارا