أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد الكحل - صفحة جديدة تُفتح في العلاقات المغربية-الألمانية.















المزيد.....


صفحة جديدة تُفتح في العلاقات المغربية-الألمانية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7353 - 2022 / 8 / 27 - 16:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يتميز المغرب بمقومات جغرافية، اقتصادية، تجارية وأمنية تجعله يحظى باهتمام الدول الكبرى والشركات الصناعية. مقومات ما كان لها أن تكتسب ذات الأهمية الإستراتيجية لولا جهود الدولة في تطوير البنيات التحتية وإنشاء منصات الاستقطاب الصناعي، فضلا عن تأهيل الأجهزة الأمنية التي جعلت المغرب فاعلا رئيسيا في محاربة التطرف والإرهاب وشبكات التهجير والاتجار بالمخدرات. فالدور المركزي الذي بات يلعبه المغرب على مستويات عدة جعله شريكا موثوقا به من طرف الدول الصناعية الكبرى. وقد عزز هذه الثقة، كما جاء في مجلة “ماريتيم اكسوكتيف” “الاستثمار الهائل للمغرب في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية جعله مركزا تجاريا استراتيجيا. من الموانئ والمجمعات الصناعية الواسعة في طنجة المتوسط في الشمال إلى البناء الجاري لميناء الداخلة الأطلسي في جنوب المغرب". بهذه المؤهلات استطاع المغرب أن يكون جسرا للاستثمارات الغربية في إفريقيا. حقيقة نوهت بها رسالة الرئيس الألماني إلى العاهل المغربي في يناير 2022 كالتالي"بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بإفريقيا". فألمانيا تسعى لفتح صفحة جديدة في علاقاتها بالمغرب للاعتبارات التالية:
ـ1ـ حجم الاستثمارات الألمانية الضعيف في إفريقيا وفق ما كشفت عنه إيزابيل فيرينفيلز، رئيسة مكتب الاستخبارات الخاص بشمال إفريقيا والشرق الأوسط في المخابرات الألمانية، في تقرير لها من أن “المعاملات التجارية بين ألمانيا وإفريقيا لا تزال ضعيفة جدا، ولقد وعدت المستشارة السابقة، أنجيلا ميركل، بإنشاء صندوق بمليار أورو لدعم الاستثمارات في إفريقيا وتأمينها، لأن ألمانيا تحتل مكانة متأخرة فيما يخص الاستثمارات المباشرة فقط واحد في المائة من الاستثمارات الأجنبية الألمانية يذهب حاليا إلى إفريقيا”.
ـ2ـ إن إفريقيا تمثل سوقا استهلاكية مهمة بـ 1.3 مليار نسمة، ومصدرا للموارد الطبيعية الغنية والمتنوعة التي تغري الدول الصناعية الكبرى بالاستثمار فيها (تبلغ احتياطيات الغاز الطبيعي إجمالاً 634 تريليون قدم مكعب، توفر حوالي 80% من بلاتين العالم، وأكثر من 40% من ألماس العالم و20% من الذهب وكذلك الأمر من الكوبالت). والمغرب واحد من الدول المهمة للاستثمار الألماني اعتبارا لما يتوفر عليه من مؤهلات طبيعية وبشرية(المغرب يحتل المرتبة الثانية بين أكثر البلدان جذبا للاستثمار في إفريقيا). فالزيارة التي قامت بها وزيرة خارجية ألمانيا للمغرب، يوم 25 غشت 2022، تكتسي أهميتها من كونها تجسد رغبة الطرفين ـ المغرب وألمانياـ في فتح صفحة جديد في العلاقة بينهما؛ الأمر الذي سيعطي دفعة قوية للمشاريع الكبرى التي تم الاتفاق عليها، في يونيو 2020، خاصة مشروع طاقة الهيدروجين الأخضر الذي سيحول المغرب إلى أكبر مصدّر "للنفط النظيف" في العالم، والذي سيلبي حوالي 25 بالمائة من احتياجات السوق الألمانية من الطاقات المتجددة.
ـ3ـ المركز التجاري الإستراتيجي الذي بات يحتله المغرب بفضل الاستثمار الكبير في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية؛ إذ يحتل ميناء طنجة المتوسط المرتبة السادسة عالميا، وفق مؤشر صدر عن البنك الدولي ووكالة “ستاندرد أند بورز” العالمية حول أداء موانئ الحاويات عبر العالم. أما على المستوى منطقة أوربا وشمال إفريقيا، فيحتل المرتبة الأولى بمعالجة أزيد من 7 ملايين حاوية سنة 2021. وقد أبرزت الحرب الروسيةـ الأوكرانية الأهمية الكبرى للمغرب في تثبيت سلاسل التوريد لفائدة الشركات الألمانية بعد تعطيلها بسبب الحرب.
ـ4ـ الدور المركزي الذي يحتله المغرب كقطب للسلام والاستقرار، وكذا جهوده الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب والهجرة السرية (مشاركته في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وكذا في رئاسة مجموعة العمل الإفريقية للتحالف العالمي ضد "داعش"). جهود أشاد بها الرئيس الألماني في رسالته إلى جلالة الملك كالتالي: "أشيد بالمساهمة الكبيرة لبلدكم من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة". كما جاء الإعلان المشترك عقب الزيارة التي قامت بها وزيرة الشؤون الخارجية لألمانيا، أنالينا بربوك، يؤكد التزام البلدين "بمكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما يصون أمن واستقرار المنطقة الأورو-متوسطية". واستطاع المغرب، بفضل يقظة أجهزته الأمنية وخبراتها الواسعة في مجال رصد تحركات وأنشطة العناصر الإرهابية، أن يجنب ألمانيا وغيرها من الدول الأوربية حمامات دم بعد الكشف عن مخططات الإرهابيين.
اعتبارا لكل ما سبق، وتفاعلا مع الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء 2021، الذي اشترط على الدول الراغبة في الاستثمار بالمغرب أن تحترم وحدته الترابية (كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية)؛ غيّرت ألمانيا موقفها لفائدة مقترح الحكم الذاتي في رسالة الرئيس إلى العاهل المغربي "تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل الى اتفاق" لهذا النزاع الاقليمي.
إذن، تتوفر لدى الطرفين إرادة سياسية حقيقة لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين اعتبارا للمصالح المشتركة التي تجمعهما. فالمغرب يراهن على ألمانيا في جلب الاستثمارات وتطويرها، خاصة في مجال الطاقات المتجددة وصناعة السيارات الكهربائية، ثم في تعميق الشراكة مع الاتحاد الأوربي في مختلف المجالات؛ كما تراهن ألمانيا على المغرب في ضمان سد احتياجات السوق الداخلية من الطاقات المتجددة في ظل السياسة الألمانية الرامية إلى تقليص الاعتماد على الطاقات المسببة لانبعاث ثاني أوكسيد الكربون، فضلا عن توسيع الاستثمارات بالقارة الإفريقية التي لازالت محدودة. وتبرز أهمية المغرب كذلك كشريك موثوق ومورّد أساسي للفوسفاط ومشتقاته من الأسمدة إلى ألمانيا وعموم أوربا خصوصا إذا قررت روسيا توقيف تصدير الأسمدة، أو توسيع العقوبات الأوربية لتشمل هذه المادة. إذ تلبي صادرات المغرب 30 في المائة من حاجيات أوربا إلى الفوسفاط في الظروف العادية.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستفعّلُ الحكومةُ التوجيهاتِ الملكية لصالح مغاربة العالم؟
- بطالة الشباب قنبلة اجتماعية موقوتة.
- فتنة الريسوني.
- ما الذي يمنع الإسلاميين من الاستشهاد على أسوار القدس؟
- رجال سياسة دون مستوى رجال الدولة.
- الخطاب الملكي ينتصر للمطالب النسائية.
- البيجيدي و-الحب المستحيل-.
- هل جزاء الإنجاز الكروي إلا الإقرار الحقوقي؟
- علماء في الفتنة سقطوا.
- مأسسة مكونات الهوية المغربية بعد دسترتها.
- معوقات مواجهة الإرهاب في إفريقيا 3/3.
- معوقات مواجهة الإرهاب في إفريقيا 2/3 .
- معوقات مواجهة الإرهاب في إفريقيا 1/3.
- المساواة في الإرث والوصية الواجبة مدْخل لإنصاف النساء .
- تمدد الإرهاب في ظل مؤتمرات دولية لمحاربته .
- بنكيران يطلب أدوارا عفَا عنها الزمن والدولة .
- التطليق للشقاق عامل تحرر الزوجات من عنف الأزواج.
- معاداة المغرب من ثوابت عقيدة حكام الجزائر.
- إنهم يطمسون الهوية المغربية ويُلهونكم -بالتطبيع-.
- بنكيران ووهم الولاية على الدولة.


المزيد.....




- مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس ...
- ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه ...
- محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر ...
- كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ...
- يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء ...
- إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث ...
- إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
- بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعيد الكحل - صفحة جديدة تُفتح في العلاقات المغربية-الألمانية.