|
الأستاذ التونسي القدير مبروك العابدي-عدل منفذ- نضيئ أعمالنا بالرزق الحلال..وسنظل ننتصر للحق والعدالة مرضاة لله ليس إلا..وإيمانا منا بأن مهنتنا أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..
محمد المحسن
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 10:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأستاذ التونسي القدير مبروك العابدي-عدل منفذ-
نضيئ أعمالنا بالرزق الحلال..وسنظل ننتصر للحق والعدالة مرضاة لله ليس إلا..وإيمانا منا بأن مهنتنا أخلاق..والأخلاق دين وحضارة..
جاءت الشريعة الإسلامية لتحث النّاس على العمل والإنتاج بعيداً عن الخمول والكسل، فالإنسان حينما استخلفه الله تعالى في هذه الأرض كان من مهامه الرّئيسية إصلاحها وإعمارها وفق منهج الله تعالى وشريعته التي ارتضاها للنّاس،ووفق منظومةِ القيم والأخلاق التي وضعت للنّاس المنهج الواضح في كيفية التعامل مع بعضهم البعض.. ولست أدري كلما تذكرت- الأستاذ الفاضل والعدل المنفذ القدير مبروك العابلدي-الإبن البار لجهة تطاوين بالحنوب الشرقي التونسي) إلا وتذكرت أولئك الذين يسعون في الأرض للكسب الحلال بقلوب مفعمة بحب الله ورسوله،بمنأى عن الجشع وحب المال حبا جما..يحدوهم أمل في أن يبارك الله في أعمالهم ويرزقهم من الكسب الحلال..ويعينهم على تأدية رسالتهم النبيلة (المحاماة) في كنف الحق والحقيقة.. لا شك أنّ اهتمام الإسلام بالعمل مرده إلى فوائده الجمة، ولكونه سبباً في تحصيل الغايات وإدراك المقاصد، فبدونه لا يتصور الإنسان استمرار الحياة على هذه الأرض، فالعمل هو ضمان ديمومة الحياة والإنتاج، وضمان استمرار انتفاع الإنسان من ثمار عمله،ويمكن أنْ نتبين فضل العمل في الإسلام فيما يلي : أنَّ العمل يحقق الاستخلاف الشّرعي للإنسان في الأرض، فمن مُتطلبات تحقيق الاستخلاف الشرعي في الأرض أنْ يستمر الإنسان في العمل على وجه هذه الأرض بالقيام بجميع الأعمال التي تُرضي الله تعالى، ومنها : إقامة شرع الله في الأرض بتطبيق حدوده وتنفيذِ أوامره سبحانه،وكذلك القيام بجميع الأعمال التي ينتفع منها النّاس من إصلاح للأرض بزراعتها، وصناعة كل ما يحتاجه النّاس في حياتهم. وإذن؟ العمل إذا هو وسيلةٌ لنيل الحسنات ومغفرة الذّنوب.العمل هو علامةُ التّوكل الحقيقي للعبد على ربه جل وعلا، فالمسلم الذي يتوكل على الله حق التوكل يَسعى ويجد ويتعب من أجل تحصيل لقمة عيشه،ولا يَركن إلى الدِّعة والكسل لعلمه أنَّ السماء لا تُمطر ذهباً ولا فضة،وقد أنكر الفاروق رضي الله عنه على أولئك النفر الذين جاؤوه مرة من اليمن يمتدحون أنفسهم بقولهم نحن المتوكلون، فقال لهم : بل أنتم المتواكلون، إنّما المتوكل من يضع الحَب في الأرض ثمّ يتوكل على الله. العمل هو سبب الحياة الطيبة الهانئة للإنسان،وهو سببٌ لتحصيل أعظم الأجور عند الله، قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [النحل:97]. وبإعتباري صحفي"ماكر" أتحاور مع الجميع..تجار..عملة..رجال أعمل..إلخ للوقوف على حقيقة إخلاصهم في عملهم وسعيهم الدؤوب للكسب الحلال سألت الأستاذ الفاضل مبروك العابدي (عرف برحابة صدره مع الصحاحفين إذ يقول دوما لنا : ليس لدي ما أخفيه أو أتستّر عليه..فمعاملاتي المهنية تتم في كنف الوضوح وفي قبة بلورية لا غشاء عليها) عن البعد الإنساني والديني والأخلاقي للعمل..؟ فأجابني بتواضعه المعهود:"يجب على المسلم ألا يشغله عمله عن واجباته الدينية..عن ذكر الله،عن الصلاة، وعن الحج،عن بر الوالدين،عن صلة الأرحام،عن الإحسان إلى الناس،عن حقوق الأخوة في الإسلام،وحقوق الجيران، أما بخصول إختصاصه في مجال القانون يقول-ضيفي-الأستاذ مبروك العابدي-عن هذه المهنة النبيلة :"لواقع العملي يجب أن لا ينسيها قضيتها الجوهرية ألا وهي الدفاع عن المهنة وسموها ونبلها وشرفها،وتحصينها ضد كل ما ينزع عنها التجرد والنزاهة والاستقامة والأمانة والكرامة والشرف المسلح بالعلم ومكارم الأخلاق .فالمحاماة رسالة نبيلة ذات أهداف سامية وليست عملا رتيبا مأجورا لأنها تأبى بطبيعتها الرتابة وتنبذ الافتقار للإبداع،ولرجل القانون أن يمارس مهمته تحت طائلة الكرامة والإيمان العميق بعلوها ونبلها وشرفها،لكن لا يعني ذلك عدم الاهتمام بالقضايا الموكولة ودراستها بطريقة مستوفية واقعا وقانونا وإلا كان هناك إخلال بالأمانة ومن ثمة يعد ذلك حنثا بيمين المهنة وإلقاء عرض الحائط بمبادئها السامية. فعلى قدر ما تتطلبه ممارسة المهنة من صناعة وتواضع،بقدر ما تتطلب أيضا شجاعة الرأي وإعماله في القضايا بعد الإلمام بها.فدور عدل التنفيذ لا يقتصر على إسداء الخدمات القانونية والإحاطة بقضايا المواطنين في إطار القانون،بل هو فاعل في مجتمعه يسعى لرقيه وازدهاره فمن شيم العدل المنفذ النبل والكرامة والوقار والسمو والاحترام والجرأة والشجاعة ونصرة الحق والحرية والقضايا العادلة ضد الطغيان والاستبداد مع التأكيد على انه لا علاقة بين الاحترام والتزلف والاستجداء كما لا علاقة بين شجاعة الرأي والتهور والاستهتار.فرجل القانون (العدل المنفذ) قد اختار مهنته لكن الأخلاق المهنية قدره فواجباته تجاه مهنته ومجتمعه تستوجب الاستقامة التامة. وتجدر الإشارة إلى أن أخلاقيات مهنة (عدول التنفيذ) تعد موروثا عالميا مشتركا بين محترفي هذه المهنة النبيلة في ربوع بلادنا بالتحديد وان كانت هذه القواعد والأعراف متطورة من بلد إلى آخر،وترسيخ هذه المبادئ يستوجب الاستنارة بما ورثناه من رواد مهنتنا في تونس مع التطلع في نفس الوقت إلى أخلاقيات المهنة في المجتمعات الأخرى بهدف إثراء أخلاقيات مهنتنا في تونس وتحصينها أكثر فأكثر من التجاوزات خدمة للأجيال القادمة." ثم أضاف:"إن مهمتنا-كعدول تنفيذ-رسالة وليست مهنة أو حرفة فحسب،فهى رسالة للدفاع عن الحق والعدل وسيادة دولة القانون والحرية وجميع القيم النبيلة فى المجتمع." ثم ختم حديثه معي بالقول:" كانت مهنة عدول التنفيذ ولاتزال القلعة الحصينة لحماية أصحاب الحقوق الضائعة المغتصبة،تلك الحقوق التي بدأت مع خلق الإنسان واستمرت معه ولاتزال لصيقة بشخصه في كل زمان ومكان. ولا مراء فيما تتمتع به مهنة -عدول االتنفيذ-من شرف يرتبط ـ في المقام الأول ـ بطبيعة هذه المهنة النبيلة،وهدفها الجليل من حيث إعادة الحقوق إلي أصحابها وكذا تطبيق القانون وفق المبادئ والقيم. وتتجلي عظمة مهنة -عدول االتنفيذ- في نبل أهدافها وواجبات -الأستاذ/عدل التنفيذ-إزاء "حريفه" من حيث الأمانة والاحتفاظ بسر المهنة،وأمام القضاء من حيث الأمانة والاحترام والتوقير المتبادل.. أما عن الأمانة،فهي كلمة تجمع في معناها ومبناها واجبات -عدل التنفيذ-كلها..إنها لا تعني الأمانة المالية وحدها،ولكن تتجاوزها إلي النزاهة وحسن المقصد. إن ممارسة القانون-كعدل تنفيذ-فرع من فروع الفضيلة،ولازمة من لزوميات العدالة،هي مهنة تسمو إلي أعلي درجات الرفعة،فهي تستطيع أن تجعل من الإنسان رجلاً نبيلاً إذا صان العهد وميثاق الشرف" ختاما أقول: أيها العمال والموظفون،أيها الصناع والتجار،أيها السماسرة والمقاولون،أيها المحامون والقضاة وعدول التنفيذ،أيها المسلمون والمسلمات،إياكم أن يكون طلبكم للرزق مفضياً إلى الكسب الحرام من ربا أو غش أو خداع أو قمار أو نحوها مما يتحصل به على الحرام. وإياكم أن تكون هذه الأرزاق من الله لكم سبيلاً للفساد في الأرض أو الصدود عن سبيل الله،أو منع ما أوجب الله. عباد الله: {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الأنعام: من الآية 142]. ومن هنا لا يسعني إلا أن أقدم باقة من التحايا لهذا الأستاذ الفذ والورع (الأستاذ مبروك العابدي) دون تزلف ولا إطراء: شكرا يا أستاذ-وكذا لعشيرتك الصالحة..علما أني مازلت أذكر قولتك الشهيرة: المهنة أخلاق..والأخلاق دين وحضارة.. *ملحوظة: هذا الأستاذ الفذ مبروك العابدبي شدّ آزري وساعدني في المحن والشدائد : تواجد إبني الأكبر خلف القضبان..إصابتي-عفاكم الله-بجلطة على مستوى اليد اليمنى نتيجة صدمة ما بعد الموت (وفاة نجلي ورحيله الفجئي إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين)..ولا يسعني-كما أسلفت-إلا أن أجدد له شكري وعميق إمتناني متمنيا له بقلب صاف النجاح والتوفيق في أعماله.. على سبيل الخاتمة : من الآيات التي أثرت علي في حياتي فأثْرتني،وتركت بصمات في توجهاتي فأرضتني- ولسوف يعطيك ربك فترضى- الضحى، 5 فما أجمل العطاء،وما أمثل الرضا! فالآية وإن كان لها سبب نزول إلا أنها تتواصل مع كل إنسان،ولا بِدع في ذلك، خاصة إذا تذكرنا الآية..وما كان عطاء ربك محظورا- الإسراء، 20. العطاء جزء من الكرم، بل يكون هو الكرم في صور كثيرة، وهو جزء من كينونة الإنسان السامي،منه وإليه،والمثل الصيني يقول: مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاؤك إليك. شكرا لك أولا وأخيرا -ياأستاذنا القدير مبروك العابدي-أيها الإبن البار لجهة تطاوين.. قبعتي..يا أستاذنا القدير مبروك العابدي.
#محمد_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة نقدية-متعجلة-في قصيدة الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي
...
-
قراءة نقدية-متعجّلة- لقصيدة (نزرع الأشجار صباحا ) للشاعر الت
...
-
جماليات الإنزياح اللغوي في قصيدة الشاعر التونسي د.طاهر مشي -
...
-
..حتى لا تكون أشعارنا راشحة بالمرارة،طافحة بالحزن ومتخَمة با
...
-
اشراقات الإبداع..وتجليات المبنى الحكائي في القصة القصيرة جدا
...
-
عمق الألم..وصدق الإحساس في قصيدة -وَداعاً مُطفّرَ النّوّاب-
...
-
معالم الرؤيا الجمالية في قصيدة -دعيني أحبّك..بملء الفم والرو
...
-
الشاعر التونسي القدير كمال العرفاوي : - قصيدة النثر التّجديد
...
-
د-الطاهر مشي-الشاعر التونسي : - الشِّعرُ يحاولُ المرورَ بينَ
...
-
عين على الحقيقة : حين -يصرخ- تابوت شيرين في وجوه جنود الإحتل
...
-
حين ينتفض-الجرح الفلسطيني-على حالة الإستنفاع السياسي والإجتم
...
-
هل أن الآوان لتخليص الخطاب الإعلامي العربي من قيود الترهّل،و
...
-
اشراقات المشاعر الوطنية في قصيدة -تبّت يد الغدر-..للشاعرة ال
...
-
ها أنا شارد..في تفاصيل الغياب-..قصيدة مثيرة للتأمل بقلم الشا
...
-
قراءة قي قصيدة -شيرينُ..يمامة توارت خلف الغيوم..- للشاعر الت
...
-
حين يقيم الشاعر التونسي الفذ د-طاهر مشي على تخوم الردهة المض
...
-
البعد الفني والإبداعي في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر
...
-
قراءة في -تمظهرات-الدلالة داخل المتن الأدبي في قصة “رحلة نحو
...
-
تجليات الصور البيانية والأجراس الموسيقية..في قصيدة الشاعر ال
...
-
حوار مع الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود
المزيد.....
-
الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة
...
-
عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير
...
-
كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق
...
-
لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟
...
-
مام شليمون رابما (قائد المئة)
-
مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
-
مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة
...
-
إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا
...
-
نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن
...
-
وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|