|
قضية الصحراء بين الابتزاز الغربي والتشتت المغاربي
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 20:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
عدد السكان في الصحراء هو 567 الف نسمة إلى 600 الف نسمة عدد سكان صحروايي تيندوف هو 165 الف لاجئ حسب رويترس التي بدورها لم تستند إلى أي إحصاء بل غلى اقوال مسؤولين محليين في المخيمات عدد سكان كل ولاية تيندوف الجزائرية التي تتواجد بها مخيمات اللاجئين هو 59898، أي أن سكان تيندوف الجزاريين أقل بأكثر من النصف من عدد سكان اللاجئين. وبالطبع يشكك المغرب ودوائر ومنظمات أخرى في هذا الرقم، وحتى الدراسات الجامعية الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية المانحة لا تعتمد في تعاطيها مع ملف اللاجئين على ارقام معينة يستند إليها في التعامل مع اللاجئين انطلاقا من واقع خاص: وجود لاجئين في منطقة معينة يفترض إحصاؤهم للتعامل معهم، حتى جبهة البوليساريو نفسها لا نجد شيئا معلوما حول تدبيرها الاجتماعي والصحي والتعليمي والسياقات الأخرى لملفات اللاجئين في مخيمات تيندوف على غرار ملفاتها السياسية المعلومة . يفترض موضوعيا ان يكون بلد الاستقبال هو من يحصي هؤلاء ويقدم هرمهم السكاني على غرار سكان ولاية تيندوف نفسها حيث نجد الهرم السكاني موزعا من خلال أعمار الساكنة. غير معروف كم عدد الولادات السنوية في المخيم، غير معروف كم عدد الوفيات في السنة، غير معروف عدد المتعلمين ولا عدد المتخلين عن الدراسة، غير معروف عدد المهاجرين من المخيم إلى دول اخرى، غير معروف عدد العائلات التي تتلقى المساعدات الدولية وحتى الكميات الموزعة سواء كانت منح مالية أو مساعدات غذائية او طبية،لا معطيات على الإطلاق كأنهم ليسوا لاجئين، حتى جامعة إكسفورد، قسم الإنماء الدولي والتي عملت على مؤلف "التهجير المطول للصحراويين" لا وجود لأرقام فيه برغم أنه يفترض أنه بحث جامعي مستقل، بل يرصد معطيات بناء على تقارير جمعيات ومنظمات في كل من كوبا وإسبانيا والجزائر (تقارير هذه المؤسسات أيضا بدون ارقام) ودول اخرى والمؤلف أساسا يعالج مسألة إسكان هؤلاء اللاجئين وإكراهات الصراع السياسي بين الاطراف المتنازعة، أي أن البحث يبني لاستحالة إيجاد حل لإسكان هؤلاء اللاجئين ولو في بلد ثالث وهنا لن أناقش موضع استحالة وضع حل في قضية الإسكان لأنها أساسا خلفية من خلفيات استحالة إقامة استفتاء حول تقرير المصير والتقارير التي تتكلم عن الاستحالة في إسكان هؤلاء اللاجئين وبنغمة إنسانية، تنزع إنسانيتها حين تكشف سبب استحالة إسكانهم في بلد ذالث، وهي ببساطة وفي تقرير "التهجير المطول للصحراويين"، في الظاهر يتكلم عن إشكال قانوني من حيث يتحول اللاجئ إلى نازح (أو مهاجر) وهو من الناحية القانونية أيضا لا يفقد الاصيل أصله، على ان المسألة ليست هكذا تماما، فاللاجئ بالفعل يتحول إلى نازح بإرادته وليس بإرادة السياسي، ومع ذلك يمكنه ان يبقى وفيا لوطنه ولقضيته. كان عدد الصحراويين سنة 1974 حسب المصادر الإسبانية هو 74 الف نسمة، وتحول هذا الرقم الآن إلى 765 أو 800 الف نسمة يعطي الإنطباع حول خصوبة لاجئي تيندوف الكبيرة، أي ان نسبة قدرها 25 الف نسمة وصلت الآن إلى 165 الف نسمة الآن بزيادة 50% طيلة 45 او 47 سنة. ولنفترض جدلا ان اللاجؤون كانوا يمثلون الثلث فعليا (وهذا غير صحيح في المصادر المغربية مثلا التي ترتكز على وجود اجانب في جبهة البوليساريوــ سفيرها على سبيل المثل في سويسرا او بلجيكا، لا اتذكر جيدا، هو من أصول موريتانية) وعلى العموم يجب الإقرار ان جزءا من هؤلاء اللاجئين هم بالفعل نازحون حسب تخوفات مؤلف جامعة إكسفور لكن مع ذلك يمثلون جبهتهم دون ان يطرح ذلك إشكال قانوني بل حتى السيدة خيي التي حملت السلاح ضد المغرب دخلت المغرب دون ان يثير هذا أي إشكال، فالمغرب يعترف بصحراويتها برغم أنها تناقض وتعارض أطروحته وبرغم تورطها كونها تحركها المخابرات الجزائرية بحسب الرواية المغربية. في تقارير كثيرة لاطباء من منظمة "اطباء بلا حدود" ممن عملوا بالمخيمات هناك شهادات تقر بضرورة المتابعة الطبية لاطفال ذوي أمراض مزمنة، وحين انتهت مدة تطوعهم وعادوا في السنة الأخرى لم يجدوا هؤلاء الأطفال ولا حتى ملفاتهم ومعنى هذا ان هناك حالات مرضية مزمنة أدت إلى وفيات غير مصرح بها إلى المجتمع الدولي ناهيك عن تقارير تتكلم عن سوء التغذية وانعدام السكن اللائق وانعدام العيش الكريم الذي قلنا سابقا أنه لا توجد تقارير حوله، انطلق هنا من تجربتي في العمل مع المهاجرين واللاجئين أيضا: في سنة 2000 وإثر احداث في إلخيدو بألميريا سنت حكومة إسبانيا اول تسوية لوضع المهاجرين غير الشرعيين، هذه العملية سادها نوع من الفوضى وانعدام التنظيم لغياب سياسة معينة في التسوية، مثلا الكثير من الذين ليسوا أصلا بإسبانيا استفاذوا من هذه التسوية ولن أدخل هنا في التفاصيل، لكن استدراكا ، قامت حكومة الميريا في الجنوب الإسباني بعملية إحصاء استعجالية للمهاجرين غير الشرعيين، كان المهاجرون يعتقدون انها تسوية أخرى لكن في الحقيقة كانت خدعة لضبط عدد المهاجرين خارج التسوية، فيما بعد ذلك سنت الحكومة الإسبانية قاعدة معيارية للتسوية استنادا إلى الأرقام التي حصلت عليها والخلاصة هو انك لا يمكن سن معالجة ما دون معرفة الأرقام . تاريخيا لا وجود لدولة صحراوية واكثر من ذلك ان تكون عربية بحسب تقرير لمؤسسة الجزيرة القطرية هو امر أيديولوجي خيالي ، وهذا لا يعني ان الدول التي كانت موجودة كانت تؤطر كل المجال المغاربي، وحتى مفهوم البيعة التي يستند إليها النظام المغربي هو مفهوم اخلاقي ديني أكثر منه مفهوم سياسي، فالكثير من المناطق المجالية في شمال إفريقيا كانت مستقلة اقتصاديا وسياسيا وترتبط بالدولة المركزية من خلال الولاء: إن منظومة مجال القبايل في الجزائر صحيحة وان طرح عمار هلال سفير المغرب بالامم المتحدة صحيحة أيضا: " إذا كنت تؤمن بحق تقرير مصير الشعوب فتقرير المصير مبدأ لا يتجزأ، وأن دولة القبايل أو شعب القبايل هو شعب ذي هوية خاصة وكان تاريخيا مستقلا وهو الآن يطالب بحق تقرير المصير" إن عمر هلال هنا يثير حقيقة تاريخية بالمنطقة المغاربية: لا وجود لدولة ثابتة تاريخيا لكن هناك مناطق ثابتة هوياتيا وتاريخيا، وهذا لن يفهمه لا النظام الجزائري الذي ورث "قارة" من الدولة الاستعمارية فرنسا ولا حتى النظام العلوي الذي كان يرتب بمناطق مجالية ترتبط معه بالموالاة. وحتى الحكم الذاتي الذي يقترحه نظام المغرب هو قنبلة موقوتة سيفجر وضعا آخر من اتجاه مجالات اخرى إلى الاستقلال الذاتي، وحتى الحسن الثاني كان واعيا بهذا حين صرح في استجواب صحفي أنه يؤيد وضعا فيديراليا على الطريقة الألمانية، لكن ليس هذا هو موضوع النقاش وإن أشرت هنا إلى بعض النقط التي تقرب المعالجة. وحتى مفهوم الامة الذي طرحه ماكرون رئيس فرنسا صحيح: دولة الجزائر بحدودها لقارية كما يفتخر بعض الجزائريون هي وليدة سنة 1962 إرثا من الدولة المستعمرة، فرنسا هي من وسع الجزائر من خلال ضم اطراف من تونس والمغرب وليبيا وجنوبا مجال قبائل آزود والطوارق : إن الروائي الليبي محق حين يطرح تسمية الشعب المغاربي بالشعب النوميذي، إن الدولة النوميذية تنطبق تماما على مفهوم الأمة في شمال إفريقيا، والكاتب الليبي هذا، اعتقد ان اسمه هو إبراهيم الكوني ، لا اتذكر جيدا، لكن اعتقد ان له مقالات رائعة وغنية في فهم الواقع المغاربي . شخصيا لا اتبنى أطروحات المغرب (النظام المغربي اقصد) حين يرح مفهوم استعادة الصحراء الشرقية ومغربة موريتانيا كما طرح اخير من قبل الريسوني فانا أتبنى المقولة السائدة في التحليل السياسي: "لكل مقام مقال ولكل زمان رجال ودولة". ما الفائدة من استرجاع الصحراء الشرقية كما يريد البعض؟ الدولة الحديثة ليست هي الدولة القديمة ما قبل الاستعمارواسترجاع منطقة معينة هي تكليف في الدولة الحديثة وليس تشريف، والبيعة كما قلنا مفهوم اخلاقي، والصحراء اصلا لم نستفد منها كمغاربة الداخل بل بالعكس تنهب من أجورنا وهذا هو الموقف الغير مصرح به عند الاحزاب الراديكاية اليسارية التي تبنت موقف حق تقرير المصير، إنه موقف مقنع تماما، لكن في السياسات الإستراتيجية غير مقنع تماما، مثلا اغلبية الشعب المغربي يومنون بمغربية الصحراء، وهنا، ولنفترض جدلا ان حزبا مغربيا معينا يومن بحق تقرير المصير، كيف سيتلقى هذا الشعب رد فعل أغلب الشعب ؟ صحيح ان السياسة هي من يحدد (المحدد الرئيسي كما في ادبيات مهدي عامل هو التناقض الرئيسي، أي التناقض السياسي) لكن ايضا وبنفس الادبيات، الاقتصادي هو من يحدد أخيرا وهنا اطرح تساؤلا: هل بالفعل الدولة المغربية الرسمية تعامل الشعب الصحراوي كمستعمرة؟ بمعنى تأخذ مواردها الطبيعية وتستثمرها في الدولة المركزية؟ الجواب ليس الأمر كذلك: تسخير موارد الداخل لأجل كسب قضية الصحراء هي الأكثر سوادا باعتراف حتى اليسار المؤيد لقضية تقرير المصير: "ما شي اشغلنا في الصحراء، هي تستنزفنا وتنسينا على مشاكلنا الداخلية" والامر صحيح لو ان الأمر متروك فقط للحرية المطلقة الشعبوية ومتروك أيضا لكون الامن القومي مضمون دوليا: الجينيرال نزار أو خالد نزار الجزائري مثلا يقول: "إذا ارضنا قوتنا كجزائر علينا تهشيم الدول المنافسة"، يقصد إضعاف تونس والمغرب . سأعود إلى السؤال المحوري الذي هو الإشكال بين الإبتزاز الغربي والتشتت المغاربي: تعترف او لا تعترف الدول الغربية بالموقف الواضح المواسي الذي لا يغضب احدا حسب رفيقي في الحوار المتمدن سعيد الوجاني، إنها لا تريد ان تغضب المغرب ولا تريد ان تغضب الجزائر والحال ان الجزائر في علاقاتها بدول الجوار تلعب دور السلكوط (اتكلم عن النظام الجزائري)، تبتز تونس وموريتانيا في ان لا يتخذا موقفا إجابيا في بناء الوحدة المغاربية، موضوعيا وفي العقل الجمعي لشعوب شمال إفريقيا، كل الشعوب المغاربية بما فيهم الجزائريون، حين يتكلمون على وحدة الشعوب المغاربية يتكلمون على خمس دول هي : ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا، حتى الذين يؤيدون اطروحة البوليساريو والجزائرن بسبب الوعي الجمعي او العقل الجمعي المغاربي يتكلمون على خمس دول وليس ستة وبتحديد اكثر يتكلمون عن الجزائر وتونس والمغرب، في حالات خاصة يذكرون ليبيا وموريتانيا وهنا احيلكم إلى ماشئتم من الحوارات حول القضايا المغاربية بدون استثناء مع اني شخصيا ادين هذا حين لا يتكلمون عن الدولة الليبية والدولة الموريتانية. ملاحظات: الدولة النوميدية كانت تشمل كل شمال إفريقيا بصحرائه الدولة المرابطية كانت تشمل جزءا من ليبيا والأندلس الدولة الموحدية كانت تمتد من برقة بليبيا إلى الأندلس كل هذه الدول كانت تمثل الأمة النوميدية. الآن مسألة الإبتزاز: يمكن ان ننهي مسالة الصحراء الغربية بالإتفاق بين الدول المغاربية: تجاوزا يجب أن تعترف الدول الخمسة كما في عقلها الجمعي انه لا وجود لدولة سادسة: وجود دولة سادسة يفترض بحسب التقييم من خلال ميزان تقرير المصير وجود دولة سادسة وسابعة وثامنة وتاسعة من قبيل : الجمهورية القبايلية، الجمهورية الصحراواية ، الجمهورية الريفية ، الجمهورية السوسية والأطلسية، هل هذا ما يشكل الوحدة المغاربية؟ لن ادخل هنا في السوسيولوجية التاريخية ونوظف مفاهيم قديمة من قبيل مفهوم "العار" الذي تعاملت به الفيديراليات الأمازيغية في شمال إفريقيا، حتى الآن نملك في ثقافتنا الجمعية هذا المعطى تجاوزا لابتزاز الغرب . لا تهمني الإنتقادات الليبيرالية حول هذا المقال ، يهمني اكثر حل خلافاتنا بمعاييرنا القيمية وليس بمعايير الغرب المبتز .
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من ذاكرة جبل عوام
-
تيط أوسردون (عين البغل)
-
خبراء الطبع السيئ ومفهوم التحريفية
-
المراة ومنطق الاحتواء
-
ما يجوز ولا يجوز في التعايش (تتمة للموضوع السابق )
-
حول التعايش والإندماج
-
غورباتشوف بالدار البيضاء
-
كرة القدم النسوية
-
مقام الفرس
-
على هامش احداث مليلية الأخيرة
-
الخير والشر وموقع الفاروق المعظم منها
-
الرحلة إلى وليلي، تتمة لموضوع الحمار والكلب والقطط
-
هزلت!
-
البورغواطيون وقياس الزمن
-
أنا وكلاب القرية وقططها وحمارنا الذهبي
-
مؤشرات تحلل الولايات المتحدة
-
نقض هيكلية الحزب السياسي
-
نيرون القرن الواحد والعشرون
-
الماركسية وعلاقة التحديد
-
حين تسبق العين الشهية
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|