|
الازدحام المروري وتأثيره على دخل المواطن العراقي وعجز وهدر في الثروة النفطية
ياسر كاظم محمد
الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 15:43
المحور:
الادارة و الاقتصاد
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ صدق الله العظيم
من خلال التحديات التي يمر بها بلدنا ظهرت مؤخرة مع نزول في مستوى الاقتصاد العراقي وتفاقم حل مشاكل النمو السكاني المتزايد سنويا في مناطق حيوية في العراق ظهرت تحديات جديدة منها الازدحام المروري الذي بات يستنفذ قوى الاقتصاد العراقي مع مرور الوقت والذي صار يكهل بالدرجة الاولى المواطن العراقي من قوته اليومي ووصل بنا الحال من المحال بسبب الفساد والمفسدين للمعالجة السريعة فحسب تقارير العراق جاء بالمرتبة السادسة بااستيراد اكثر من ( 85.400 ) سيارة خلال عام 2021 من بين 12 دولة عربية حيث تصدرت السعودية بحسب الأرقام المعلنة موقع فوكس تو موف المتخصص في السيارات أن العراق يعاني في السنوات العشر الأخيرة زخماً مرورياً بسبب أعداد السيارات الكبيرة التي دخلت إلى العراق بشكل عشوائي وغير مدروس ولم تستطع جميع الحكومات المتعاقبة من 2003 إلى الآن وضع آلية عمل تخفف من الازدحامات الحاصلة في شوارع المحافظات وخاصة العاصمة بغداد التي تشهد زخماً مرورياً في جانبي الكرخ والرصافة على مدار اليوم مما يحتم على الدولة والحكومة والجهات المتخصصة في الوزارات والهيئات المعنية ومديرية المرور العامة، وضع خطط ودراسات عصرية وحديثة ومتطورة والعمل توسيع البنى التحتية والشوارع العامة واستحداث طرق جديدة وذلك بسبب ارتفاع أعداد النسب السكانية في البلاد
مجموع السيارات في العراق حسب تقارير 2022 : اكثر من 8 مليون سيارة في العراق معدل السيارات : 3,500,000 سيارة معدل التشغيل : 6 ساعات نسبة استهلاك الوقود في الساعة : 150 مل لكل سيارة سعر الوقود ( البانزين ) : 450 دينار لكل لتر حيث ان كل 150 مل من البانزين لاستخدامه للسيارة الواحدة في الساعة للازدحامات مع عدد السيارات البالغة ( 3.500.000 ) ثلاث ملايين وخمسمائة الف سيارة سيكون الناتج الاجمالي في الساعة الواحدة هو ( 525.000.000 ) 525 مليون مل وبطريقة رياضية لتحويل كمية المل الى لتر 525000000 / 1000 = 525000 ( خمسمائة وخمس وعشرون ) لتر في الساعة الواحدة 525000 * 6 = 3.150.000 ( ثلاث ملايين ومئة وخمسون الف ) لتر بمعدل تشغيل 6 ساعات للسيارات بالواحدة باليوم 3.150.000 * 450 = 1.417.500.000 ( مليار واربعمائة وسبعة عشر مليون وخمسمائة الف دينار عراقي ) في اليوم 1.417.500.000 * 30 = 42.525.000.000 ( اثنان وأربعون مليار وخمسمائة وخمس وعشرون مليون دينار عراقي ) 42.525.000.000 * 12 = 510.300.000.000 ( خمسمائة وعشر مليار وثلاثمائة مليون دينار عراقي ) سنويا وبالتالي نأخذ الناتج السنوي المقدر ب خمسمائة وعشر مليار وثلاثمائة مليون دينار عراقي للتحويلة بسعر صرف 1340 لكل دولار حسب سوق البورصة 2021 .
510.300.000.000 * 1340 = 380.820.895 -$- ( ثلاثمائة وثمانون مليون وثمانمائة وعشرون الف وثمانمائة وخمس وتسعون دولار امريكي ) سنويا يعتبر أجمالي المبلغ سنويا هو هدر قائم على مدار سنوات ما بعد 2003 مما جعل الاقتصاد العراقي ضعيف يصعب معالجته جراء ما يحدث من فساد نهش البلد منذ سنين ولمعلومات مؤكدة للخبراء في مجال النفط فان كل برميل نفط خام يمكنه إنتاج 73 لترا من البنزين وعلى هذا الأساس أنّ تكرير مصافي العراق ( 1116000 ) مليون ومئة وست عشر برميل يوميًا حسب الانتاج اليومي للوزارة النفط من المفترض أن ينتج نحو ( 81468000 ) 8 ملايين واربعمائة وثمان وستون لتر يوميًا، فيما لم يكن ينتج العراق سوى 15 مليون لتر يوميًا، وهي إشارة واضحة على ان سوء الكفاءة الاستخلاصية لمصافي العراق تبلغ 81.6% أي أن المصافي العراقية تنتج 18.4% فقط من البنزين وبذلك عدم كفاءة المصافي العراقية يفقد العراق نحو 50 مليون لتر من البنزين يوميا بسبب فساد المستشري في جميع مفاصل وينتج العراق في الوقت الحالي 15 مليون لتر من البنزين يوميا، وهو مايمثل 53% فقط من حاجته الاستهلاكية اليومية، فيما يستورد اكثر من 10 ملايين لتر يوميًا. وبلغ سعر لتر البنزين عالميًا في الفترة الاخيرة 1.20 دولار اميركي، مايقارب 1776 دينار عراقي، فيما تبيعه الدولة بـ450 دينار عراقي للتر وهذا يعني ان العراق يستورد كميات من البنزين المحسن يوميا ب 12 مليون دولار اي اكثر من 17.76 مليار دينار، فيما يتم بيعه بـ650 دينار للتر الواحد مايعني ان الدولة تخسر 1126 دينار في كل لتر او اكثر من 11 مليار دينار يوميا وللمصافي حكاية اخرى لو عملت بطاقة كفاءة استخلاصية عالية فأنها ستغطي استهلاك العراق من البنزين يوميا ويتبقى فائض من البنزين يبلغ 50 مليون لتر يوميا يمكن تصديره إلى العالم الذي يشهد ارتفاعا كبيرا بأسعار البنزين حيث بلغ أكثر من دولار للتر الواحد عالميا ما يعني أن العراق يمكن أن يحصل على ايرادات اضافية من خلال تصدير 50 مليون لتر بنزين يوميا يعني على 50 مليون دولار يوميا أو 1.5 مليار دولار شهريا فقط من البنزين ما عدا المشتقات الأخرى وهو بحد ذاته يعادل تصدير 15 مليون برميل نفط خام خلال شهر بينما يمكن الحصول على هذا الرقم جراء تصدير نحو 313 ألف برميل فقط من البنزين خلال شهر لكون سعر البنزين أعلى من النفط الخام الأمر الذي يعكس جدوى اقتصادية عالية على العراق وهذا يدل على ان العراق يعتبر من الدول المتأخرة في زيادة النمو الاقتصادي من خلال موارد وثروات العراق ومن أهمها هو النفط وبحسب المصادر المؤكدة ان من مجمل 77 حقل نفطي العراق فقط يستخدم 15 حقل نفطي بشكل كامل ومنها فقط حقلان ينتجان البانزين العراقي وتعرض العراق لعمليات فساد مالي واسعة النطاق بعد عام 2003 احدثت تأكل في معظم العائدات التي حصل عليها البلد وجعلت الثروة أو الدخل يتجه نحو مسارات غير متفقة مع متطلبات التنمية أو الانشطة الاقتصادية ليس هذا فحسب بل ان الفساد المالي قاد إلى التسبب بضياع القدرة على أنجاز تنمية متوازنة باستخدام الموارد المتاحة، ومن ثم تسبب بهدر مضاعف للموارد الاقتصادية الطبيعية ( النفط والغاز الطبيعي والمياه )
معالجة الزخم المروري
• تطوير الطرق والجسور وفتح الطرق والجسور المغلقة وازالة السيطرات وتوسيع وانشاء شبكة طرق وجسور ودعم وتحسين ورفع طاقتها الاستيعابية وربط الطرق القديمة بالطرق الجديدة • تفعيل النقل النهري في المناطق التي يمر بها النهران بما يسمى التكسي النهري • ضوابط مشددة على كمية استيراد السيارات • العمل على انشاء طرق خاصة بسيارات نقل البضائع الكبيرة خارج المدن للتقليل من الزخم المروري داخل المدن • تحويل نظام المرور والاشارات الى نظام الالكتروني ذكي يعمل على امتصاص الزخم المروري والتقليل منه ضمن ضوابط صارمة تتخذها الدولة بحق المخالفين • تنسيق بين دوائر الدولة في اوقات انتهاء العمل للتقليل الزخم وقت الذروة ولكي لا يؤثر سلبا على انسيابية المرور وتقليل من الاختناقات المرورية • انشاء المجمعات التجارية والمدن الصناعية يكون خارج المدينة وذلك للتوسعة المدن وتقليل الزخم في أماكن معينة • انشاء شبكة قطارات في بغداد وجميع المحافظات ولعل هذه أهم الاسباب الذي تقلل الزخم المروري وهدر الاموال مثالا على ذلك قطار مصر الجديد الكهربائي حيث بلغة الكلفة الاجمالية حوالي 23 مليار دولار يمسافة 2000 كيلو متر وبعدد محطات 90 محطة وقوف وبفترة انجاز 25 شهرا علما ان شبكة القطارات تكون ضمن انواع متعدده منها العادي والاقتصادي ومجموعات اخرى ومنها قطار نقل البضائع • أنشاء مجمعات سكنية خارج المدن مربوطة بوسائل النقل وبشبكة القطارات بما يتناسب مع التغيرات الديموغرافية ضمن ضوابط وسياقات تحددها الدولة مثالا على ذلك مدينة العاصمة الادارية في القاهرة الذي سيتم افتتاحها في 2025 والذي تستوعب ما يقارب مع حلول 2030 حوالي 9 مليون نسمة وللانشاء المجمعات والمدن الحديثة لها اثار ايجابية وهي معالجة التصحر الذي بات يهلك بما يقارب 50 الف مواطن سنويا بسبب الضروف الاقتصادية والزراعية التي يمر بها البلد اي ما يقارب 100 الف دونم سنويا يخسرها العراق بسبب الجفاف وعدم توفير ضروف مناسبة للزراعة وحماية المحاصيل الزراعية العراقية وبلغ بذلك اجمالي حجم التصحر في العراق بما يقارب 32 مليون دونم وفي وضع اقتصادي يفتقر إلى إيجاد حلول سريعة لمشكلة البطالة في العراق . على الرغم من تحسن وضع الدولة العراقية المالي وارتفاع احتياطات البنك المركزي إلى اكثر من 70 مليار دولار وانخفاض معدل الديون الداخلية إلى 70 تيريلون دينار عراقي (حوالى 50 مليار دولار) وانخفاض الديون الخارجية إلى 20 مليار دولار فإن هذه الأمور لم تؤثر في تحقيق إصلاح لملف البطالة في البلاد لأن الحكومة الحالية محدودة الصلاحيات ولا يمكنها اتخاذ قرارات استراتيجية في ما يتعلق بهذا الملف على الرغم من إعلان وزارة النفط عن تحقيق إيرادات إضافية من بيع النفط بلغت 42 مليار دولار خلال عام 2021 ونصف من العام الحالي ورغم ذلك كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عن وجود أكثر من 4 ملايين عراقي عاطل من العمل خلال اخر تصريح لها واحتل العراق المرتبة 157 من بين 180 دولة، ضمن مؤشر الفعلي للفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية سنة 2021
فهل ياترى سيكون وضع العراق متأزم اكثر في السنوات القادمة في ظل الضروف الاقتصادية التي يشهدها العالم في تطوير جميع المجالات الاقتصادية والقضاء على البطالة وقبل ذلك القضاء على الفساد المستشري في جميع مفاصل الحكومة العراقية ومؤسساتها
ان البحث قائم على معلومات ونتائج مقربة نحيطكم علما ان معدلات الصرف لكل سيارة بالواقع تكون خمس أضعاف اكثر من معلومات المقدمة بالبحث ولكن معلومات البحث أخذت باقل القيم لاثبات أن ما يتم هدره اكثر من المعقول في ظل الضروف التي يواجها العراق في جميع مجالات الحياة
واخيرا وليس اخرا كما قال الشاعر الكبير معروف الرصافي لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن .... فالقوم في السر غير القوم في العلن
جزء من مصادر المعلومات مؤخذة من المصادر التالية وزارة النفط العراقية مديرية توزيع المنتجات النفطية 2022 مديرة المرور العامة 2022 وزارة الزراعة العراقية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وزارة التخطيط الجهاز المركزي للحصاء منظمة الشفافية الدولية موقع fOCus2Mov لجنة الزراعة والمياه في البرلمان العراقي
#ياسر_كاظم_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذهب يتراجع في أسبوع بعد أنباء عن تراجع وتيرة خفض الفائدة
-
إيطاليا تغرّم -Chat GPT- بأكثر من 15 مليون دولار.. ما السبب؟
...
-
-المركز الإحصائي الخليجي-: توقعات اقتصادية خليجية إيجابية
-
هل تكون الرسوم الجمركية سلاح ترامب لإعادة تشكيل صناعة الصلب؟
...
-
هنغاريا.. أوربان يتعهد بالحفاظ على الانضباط المالي في البلاد
...
-
الحجز على أموال بلديات معارضة يثير الجدل في تركيا
-
الأرباح الذهبية.. نجوم هوليود الأعلى دخلا في 2024
-
المخاوف بشأن الفائدة تقود أسهم -وول ستريت- لتراجع أسبوعي
-
هوندا ونيسان تدرسان الإنتاج المشترك للسيارات
-
ما هي -كروت الصين- للرد على رسوم ترامب؟
المزيد.....
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|