أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل شاكر الرفاعي - يوميات عاشوراء ( 3 ) نهار قطع يد العباس















المزيد.....


يوميات عاشوراء ( 3 ) نهار قطع يد العباس


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 14:06
المحور: المجتمع المدني
    


يوميات عاشوراء ( 3 )
نهار قطع يد العباس

ُقطِعَت في ساعة من ساعات يوم المعركة ، يوم قتل الحسين : يدَ العباس حامل راية الحسين في المعركة ، وهي لحظة سامية من لحظات التضحية والبطولة . اذ توجه العباس بمشورة من الحسين الى نهر الفرات لجلب الماء لعوائلهم العطشى ، وكان على العباس لكي يصل شريعة الماء ان يزيح من امامه أرتالاً من عسكر " بن سعد " المدججين بالسلاح بمفرده . ما اعان العباس على هذه الإزاحة لعشرات الجنود من امامه : هيبة النبي في اذهان الناس : جنوداً ومدنيين ، والخوف من مس أجساد اولاد النبي بأذى ، فكانوا ينزاحون عن طريقه وهو بتقدم صوب شريعة الماء .. يلمس المدقق في اخبار المعركة التي نقلها لنا الطبري عن ابي مخنف ، وقرأها لنا بحرارة ومشاعر ملتاعة على اشرطة الكاسيت ، الشيخ عبد الزهرة الكعبي : قلق العسكر واضطرابهم الفكري التي زرعتها هرمية السلطة في اذهانهم : بين طاعة اوامر الدولة والإقدام على قتل اولاد النبي ، وبين نزع هذه الطاعة والتوجه الى تقديس الموروث ، لكن قطع يد العباس حسمت هذا القلق الذي تلاه : ان الحسين ظل وحيداً في المعركة ، وعليه ان ينحني لبريق السيوف اللاصفة صوبه ، او يستمر في مناجرة جيش من 10 آلاف فارس .
وكل عام اسرح لساعات في خيالي مناقشاً هذا التناقض الضخم لدى امة تدافع بشراسة عن قيم الدين التي جاء بها النبي ، ولكن خواص هذه الامة قد أمعنوا ذبحاً بعائلة النبي وباولاد بنته وأحفادهم . وكل عام يخون ذكراه : الداعون اليه ، ويغتنون بطقوس الندم عليه ، بهدايا الناس وبنذور الأمهات ، ويذهبون الى بيوتهم بعد مساء اليوم العاشر : يوم الحجة ، فيما نظل نحن الحالمين بالحسين وبسواه من الثوار : يقظين : نسرق السكائر وندخنها في السر حتى فجر ليلة " الحجة " التي سيختلط فيها دم المطبرين بدم الحسين الذي قتل في النهار السابق على ليلة الحجة ...

تقضّى عاشوراء هذا العام ايضاً من غير ان تفعل مواكب : الزنجيل والقامة واللطم ، شيئاً لتغيير الظروف التي قتلت الحسين ، والتي تنتج كل عام قتلة جدد لشخصه . منذ 1400 عام يمارس الشيعة ألواناً من عقوبة جلد الذات وايذائها تعبيراً عن الندم الذي شعروا به على تأخرهم عن نصرة الحسين ، وحين وصل الى ارض المعركة قلة من أنصار الحسين ، ووجدوا ان كل شيء كان قد انتهى : مات الحسين ، كما يقول ابو مخنف : راوية المعركة الاساسي ، ونجحت السلطة في تثبيت دعائم اللاعدالة والظلم : ندموا بشدة على تأخرهم ، وعبروا عن هذا الندم بأن بدأوا يحثون التراب على رؤوسهم ويمزقون ثيابهم ويلطمون صدورهم . ومحاكاة لما فعل هؤلاء الانصار المتأخرين عن لقيا الحسين ونصرته ، بدأت اجيال الشيعة اللاحقة تنظم جموعها وتمارس طقوس التعبير عن الندم بإيذاء الجسد . ومنذ ذلك الوقت 61هـ ، كان الندم الشيعي ممزوجاً بالغضب يعبر عن نفسه بأشكال نضالية واحتجاجية مختلفة ، الّا انها فشلت جميعاً في بناء الدولة - البديل ، والقضاء على الظروف التي تنتج سفاحين وقتلة وظالمين للحسين ولسواه من الثوار اللادينيين . واستمر الشيعة يعيدون انتاج فضاءهم المذهبي عبر مواكب العزاء وطقوس الندم حتى عصر الاستعمار الذي نجحت فيه المراكز الامبريالية الاوربية من ادخال جميع اديان الشرق ، ومنها الاسلام الى مصهر اعادة تكييف مفاهيمها بما ينسجم والإيقاع العام لطريقة نهب خيّرات هذه الشعوب بغطاء من ايديولوجية " تمدينها " . قاوم الفقه الاسلامي السني ( وقد استعار التأويل المعتزلي المبني على اولوية العقل على النقل ) هذه الآيدلوجية الاستعمارية على يد الأفغاني ومحمد عبدة ، كما قاوم فقهاء الشيعة ذلك عبر ثورتي التنباك 1890 وثورة المشروطة ( الدستور ) 1911 ، لكن هذه المحاولات الحديثة باءت هي الاخرى بالفشل ، وان ظلت مدار اعتزاز طائفي ووطني ، ولكنها لم تستطع اختراق منظومتها الطقوسية المبنية على الندم ، واستنباط مفاهيم حديثة ، غير الجهاد ، وسلكها في منظومة فكرية جديدة : موازية ومستقلة ورافضة لمنظومة الاستعمار الفكرية ...

بعد منتصف القرن العشرين حققت الثورات التكنولوجية المتتابعة في المراكز الصناعية الاوربية ، اختراع : الشريط السمعي ، شريط الكاسيت المسجل 1962 ، الذي تسامح معه الفقهاء : فلم يشيطنوه ، ولم يكفروه كما حدث مع عشرات الاختراعات التكنولوجية السابقة كالمطبعة والتلغراف بنوعيه السلكي واللاسلكي ، والفونغراف ( الحاكي ) والقطار والطائرة والراديو والتلفزيون . وكان هذا التساهل قد شجع ( خدام الحسين ) على الإسراع في ادخاله للعمل في ساحة العمل الحسيني . فاستغله الشيخ عبد الزهرة الكعبي ذو الصوت الشجي ، وقرأَ من خلاله ما كتبه : ابو مخنف عن حادثة مقتل الحسين ، وبدأ يذيعه على الناس في فجر العاشر من عاشوراء باسم المَقْتَل ، وتداول الناس تسجيله : فانتشر في فضاء المدن الشيعية من البصرة الى أعالي النهرين . وهي نفس المساحة الجغرافية التي انتشر فيها البكاء على " تموزي " السومري قبل آلاف السنين ..
" المقتل " الحسيني هو مجموعة قصائد رثاء وأسف وحزن بصوت جذاب ذي حلاوة وشجن : - على المأساة التي حلّت بابن بنت رسول الامة ، فهو ملحمة يمتزج فيها المدح بالرثاء بالهجاء بالبكاء بالاحتجاج والحزن العميقين بصوت مشحون بالاحاسيس التعبيرية على مصير الحسين وعائلة الحسين التي تعرضت لمهانة السبي بعد مقتل الحسين ، والمقتل في النهاية : هجاء علني وواضح لهذه الدنيا التي لم تتسع أحضانها للثورة . اذ بعد ثورة الحسين قامت حركات وثورات ، كانت شعاراتها البارزة تحقيق العدالة والمساواة ، ولكن قوة الشعور بالذنب : أفرغ تلك الثورات من مضمونها الانساني وحوَّلها الى مسارٍ ثأري ، وبحث دائب عن القتلة ، لا عن تغيير الظروف التي تنتج السفاحين . فضاع في هذا البحث الدائب عن القتلة والسفاحين : طريق الثورة الى المستقبل ، اذ ارتكس وعي الثورة الى وعي مؤامراتي ، وكل وعي مؤامراتي يدور حول نفسه في مساحة جغرافية وزمنية ثابتة ، ولهذا لم نجد في مدونة الثورات التشريعية الشيعية تشريعاً واحداً يتواصل به الثوار مع المستقبل ، بتشريع قوانين رفع الظلم وتحقيق العدالة ، لان الظلم واغتصاب حقوق الآخرين هو الذي قتل الحسين ، وهو الذي يقتله كل عام ، لكن بتشريع قوانين العدالة يمكن للثورة ان تتمدد في الزمان صوب المستقبل . هكذا تحوّل مسار ثورة المختار الثقفي الى رعب ، حين اكتفى بالثأر واغلق جميع الابواب بوجه الدولة البديلة لدولة الخلافة الاموية الظالمة ، فلم يصدر عن المختار الثقفي ما يؤكد سعيه للارتباط بالمستقبل وبناء دولة الامامة ، البديلة عن دولة الخلافة : لكي يعطي المثال العملي بأن مفهوم الإمامة اكثر رقياً في ممارسة الحكم من مفهوم الخلافة السني ، ولكن المختار الثقفي لم يبرهن على هذا الرقي بتشريع قوانين العدالة ورفع الظلم وكبح اندفاع هاضمي حقوق الآخرين ، فلم يتخذ من قرارات بناء وتأسيس دولة الامام الشيعية شيئاً ، وظل قرار الثأر هو النشاط الرئيسي لثورة المختار . فانتهت الثورة ما ان انتهت ملاحقة المطلوبين . وعادت سلطة الخلافة الاموية الى الكوفة . فتبيّن انها انتفاضة سلطويين يعشقون السلطة والأوامر ، وليست انتفاضة أماميين لبناء سلطة الإمامة : وهو الشيء نفسه الذي قامت به الثورة العباسية التي لم تكن ثورة من اجل امة بل من احل عائلة . ان ثورة الامة هي دائماً ثورة تشريعات وقوانين جديدة ذات مضامين إنسانية يحتاجها المجتمع للاتصال بالمستقبل ، وليست ثورات ثأر جعلت العباسيين ينبشون قبور الأمويين ويستخرجون جثامين الأمويين ويجلدونها في حركة ثأرية وحشية خالية من الإنسانية ...


ومن الطبيعي ان يظل التوتر قائماً بين سلطة الخلافة على اختلاف اسماء عوائلها القريشية وبين الشيعة ، ما يشير الى ان اسباب الانشطار الطائفي في الاسلام كامنة في جانب منها في الصراع العائلي على السلطة ثم جاء الفقه وعلم الكلام الإسلاميان ، ليعززا من هذا لانشطار : بالارتفاع بالتأويل المذهبي ( البشري ) الى مستوى الآلهي المقدس . تمتد جذور صراع العوائل القريشية على السلطة في مكة الى ما قبل الأسلام ، وتجدد هذا الصراع بقوة خاصة بين العائلتين الهاشمية والأموية بعد الاسلام . والمدهش ان الأمويين لم يقاتلا الهاشميين دفاعاً عن الموروث الجاهلي بل قاتلا دفاعاً عن التوحيد المحمدي ، وان كان انتصار العائلة الاموية في الصراع ، يرتكز على سمعتها في الجاهلية وضعف تشددها الديني الذي جعلها تستخدم الرشوة في كسب زعماء القبائل الى جانبها في قتال العلويين بقيادة الامام علي بن ابي طالب . ولم يتنطع لقيادة معارضة سرية ضد الأمويين الّا العوائل القريشية : العلويون ، العباسيون ، آل الزبير. ، فتمسك العوائل القريشية بالاسلام ناتج من ايمانها العميق بان انتصاره يعني انتصار سيادتها على جميع القبائل العربية ، ومنذ الوقت الذي اسس فبه محمد لجيش واحد في المدينة وهزم جميع القوى التي تحدت تلك الوحدة ، صار القريشيون يشعرون بان الديانة ديانتهم : تعزز من قيادتهم لجميع القبائل ، وتعلنهم السادة عليها . فساقوا القبائل العربية البدوية سوقاً الى التخلي عن آلهتها والإذعان لعبادة اله واحد هو اله محمد الذي اصبح : اله قريش خاصة بعد ان دفعت قريش هذه القبائل الى تخطي حدود الجزيرة وغزو العالم الزراعي القديم المسكون . ظلت اشكالية الصراع بين العلويين وسلطات العوائل القريشية باقية على مر القرون ، ولم تستطع السلطات المتعاقبة ان تحلها ، كما لم يستطع فقهاء الشيعة التوصل الى حل لهذه العلاقة المتوترة والتي تكثر فيها لحظات القمع الدموي للشيعة من سلطة ذات جبروت تغلفه بالمقدس . وحين نطل إطلالة سريعة على التاريخ العالمي نجد ان علاقة الطوائف الدينية ببعضها ، لا تختلف عن العلاقة بين السلطات السنية وبين المعارضة الشيعية ، التي تمتاز بسمة النفي المتبادل بينهما نفياً مطلقاً لا تنازل فيه ولا تشجيع على الحوار ، بل كان التكفير المتبادل بينهما يتعمق بمرور السنين : الخلافة تكفر الإمامة وهي لدى السنة النظام الاسلامي الصحيح ، وفقهاء الشيعة يكفرون المذاهب السنية ، والامامة عندهم هي النظام الاسلامي الصحيح . وهكذا ظل الصراع قائماً ومستمراً بين جميع الفرق الدينية وليس فقط الاسلامية ، حتى مطلع العصر الحديث الذي فرضت فيه توازنات القوة في اوربا حوارا ، كان صلح وستلفايا في سنة 1648 بدايته ، حيث تمكن الأوربيون من ايجاد حل لمعادلة الصراع الطائفي بين الكاثوليك والبروتستانت وفق تركيب هيجلي جديد ( قبل ان يولد الفيلسوف الألماني : هيجل ) ، قاد في الاخير الى ولادة دولة الرفاه التي يتمتع فيها جميع افراد الطوائف الدينية بامتيازات متساوية ، لكن العرب رفضوا ان يتدخل العقل البشري في ايجاد حل لمعادلة الصراع السني الشيعي بتركيب عقلي جديد : على طريقة منهج هيغل في نظرته الى التطور . وأصروا على ان يظل الحل فقهياً دينياً ، وهو حل لا يقوم ولا ينطلق الّا من تكفير كل واحد من طرفي المعادلة للآخر . فكانت النتيجة ارتفاع منسوب الارهاب . والحق ان هذه الجدلية في صلب العلاقة اليوم بين عموم سلطات الشرق الاوسط وبين جميع الاقليات الدينية والقومية ، وهي واحدة من عشرات القضايا الصراعية التي تنخر جسد المجتمعات الاسلامية منذ مئات السنين : ولم يجد لها حلاً فقهاء الطائفتين فيما بين ايديهم من نصوص وتجارب حكم الامامة ( الفاطمية في مصر ) والخلافة ( العباسية في بغداد ) ، وكلاهما كان نظاماً شديد المركزية ، فيما قدمت الانظمة السياسية الحديثة تجارب عملية ناجحة في حل معضلة المعارضات الطائفية والأقليات القومية متمثلة ببنية الدولة الفدرالية التي تعتمد آلياتها في الاشتغال على مفهومي : المواطنة وحقوق الانسان ، اللذين لا اثر لهما يذكر في الفقه الشيعي ولا في الفقه السني بمذاهبه الاربعة ، بل ما زال : مفهوم ( الولاء والبراء ) الولاء للطائفة والبراء من اعضاء جميع المذاهب : هو الذي يتحكم بالعلاقات بين طوائف المسلمين ...

لم يركز الاجتهاد الفقهي الشيعي في المجال السياسي على فكرة : احياء الخلافة ، التي ركز عليها القوميون والمنظمات الاسلامية المتطرفة مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها من المنظمات السنية الإرهابية ، انما أضاف الفقه وعلم الكلام الشيعي مفهوماً جديداً هو مفهوم : نائب الامام او الولي الفقيه . وعند تحليل هذا المفهوم يتبين ان نائب الامام : فقيه من البشر يكون نائباً للامام المعصوم وصاحب الولاية التكوينية : وهي قدرة إعجازية تقترب به من قدرة الله لانها تعني مشاركة الله في ادارة الكون ، وادارة الكون لا يستطيع القيام بها اي كان ان لم يكن قادراً على خرق القوانين الطبيعية . والفقيه لا بحصل على منصب نائب الامام من الشعب او من اي سلطة ارضية ، انما هو تعيين يأمر به الامام الغائب : آخر امام من أئمة الشيعة الاثني عشرية ، وهو الامام المهدي المنتظر ، ولا يحق للشيعي التساؤل : عن الكيفية التي أخذ بها الفقيه الوكالة واين يلتقيان ومتى ، وما هو الطقس الذي يفتتحان به جلستهما ، وهل ثمة فيديو لهذا اللقاء لكي يقتنع الشيعة بصحته ، واذا كان الخميني ومن بعده الخامنئي قد اخذا هذه الوكالة من الامام الغائب وسلمهما إياها : فما شكلها ، هل هي ألواح حجرية كتلك التي قيل ان موسى تسلمها من " يهوة " اله اليهود ، ام ان الامام الغائب يفضل ان يكتب على الجلود وورق البردي وورق المطابع .. لكن ما مضمون ما كتبه لهما في هذا التوكيل ؟ ، واذا كان الامر سراً من اسرار المذهب الشيعي تشبه اسرار الغنوصيين والمتصوفة ، والتي لا يطلع عليها احد سوى نائب الامام - فلماذا يقوم مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران بانتخاب نائب الامام او الولي الفقيه ، كما حدث مع خامنئي بعد وفاة الخميني ، وكما سيحدث بعد وفاة خامنئي واختيار بديل له . ونظرية الولي الفقيه او نائب الامام ليست من المفاهيم القديمة في الفكر الشيعي . انها حديثة جداً ، فيما الفكر الشيعي كما يرى بعض الدارسين ( وجلهم من الشيعة ) بانه تأسس في الفترة المحمدية يوم كان النبي حياً يرزق ، والبعض الآخر ( ويتكوّن جله من الكتاب السنة وبعض المستشرقين واللادينيين ) يرى بانه تبلور تدريجياً بعد وفاة النبي ، واشتد عوده اثناء حروب الفتنة الكبرى ، وبعد مقتل الامام علي 40 هـ ، وخاصة بعدمقتل الامام الحسين 61هـ ، حيث اصبحت له قاعدة جماهيرية عريضة قامت بانتفاضات وثورات معروفة . فالمذهب الشيعي قديم قدم المذاهب السنية ، وجميعها تبلورت اثناء تبلور علم الكلام وخلال النقاش الدائر بينها حول الكثير من المفاهيم الاسلامية ، ومع تطور فروع العلوم اللغوية والاسلامية الاخرى . واختلافهما سياسي وليس عقيدي ، فالعقيدة واحدة ( الايمان بالله وبملائكته وكتبه وأنبياءه واليوم الآخر ) لدى المذاهب السنية ولدى المذهب الشيعي ، والخلاف يتركز في الفروع ، وعلم السياسة في الاسلام يقع في دائرة الفروع وليس الاصول : الاصول تكونت في الفترة المحمدية وتأسست على يديه ، وعلم السياسة الاسلامية الذي يضم مفهومي : الخلافة والامامة ، ينتمي الى فروع الفقه التي تتناول المعاملات والعبادات ، فهما جزء من خبرة البشر المسلمين في الحكم التي يمكن تقييمها والحكم على قرارات الخليفة او الامام الذي اتخذها بالصواب او بالخطأ ، فيما لا يمكن محاكمة او تصويب العقيدة وعموم الاعتقادات الغيبية مختبرياً .
منهج الاستمرار بممارسة طقوس : الندم ، حوّل الحسين - من قبل حراس ممارسة الطقوس - الذين لم يكونوا يحسبون الامور بميزان العقل بل يحسبونها بميزان العاطفة - الى شخصية سادية تستمتع بمشاهدة شيعته يصبون الوان العذاب من ضرب الرؤوس الى ضرب الظهور والصدور ، ويستمتع بمشاهد نساء شيعته ينتفن شعور رؤوسهن ، ويمزقن ثيابهن ويحثين التراب على رؤوسهن . وبمرور الزمن تحول الشعور بالندم الى علم : علم افتراس الذات والإمعان في عقابها وتحقيرها وعدم احترامها ، وكاي علم تحتاج الإحاطة به الى محاضرات وجامعات ورسائل جامعية في كيفية تهيئة ادوات هذا العلم كالقامات والزناجيل وإقامة التشابيه ومسرحة المقتل ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تجردت من غيومي
- يوميات عاشوراء ( 2 ) في ليلة الحجة
- يوميات عاشوراء ( 1 )
- الى صديق فيسبوكي : المالكي والصدر
- عن لحظة الصراع السياسي في العراق
- انا حر
- زعامات شيعية تصرخ : هل من مزيد؟
- دنيويان لا دينيان ، وماديان لا روحانيان
- عن صورة المالكي بالبندقية
- ترشيح رئيس جديد لمجلس الوزراء العراقي
- ما يشبه السرد / 6
- المالكي واردوگان وجهان لعملة واحدة
- المالكي .. الصدر .. والتخلف
- عن زيارة الرئيس الامريكي
- تونس : خطوة تاريخية جبارة
- هل تغيير طوبغرافية الارض من فعل الشيطان ؟؟؟
- هل يجرؤ مجلس النواب على استجواب المالكي ؟
- في ان مفهوم : الترييف مفهوماً عنصرياً - الجزء الرابع
- في ان مفهوم : الترييف مفهوماً عنصرياً/ الجزء الثالث
- في ان مفهوم الترييف : مفهوماً عنصرياً / الجزء الثاني


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل شاكر الرفاعي - يوميات عاشوراء ( 3 ) نهار قطع يد العباس