أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد زكريا السقال - علي الشهابي ..المعتقل الدائم














المزيد.....


علي الشهابي ..المعتقل الدائم


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1685 - 2006 / 9 / 26 - 09:55
المحور: حقوق الانسان
    


صديقي علي الشهابي ، هذا المسكون بقضايا الشأن العام ، وطني من طراز رفيع ، إبن الحارة وصديق المخيم. من بواكير العمل الوطني ، منخرط حتى النخاع في قضايا شعبه. إبان العمل المقاوم و الثورة الفلسطينية وأحداث البرنامج المرحلي في السبعينات كان يمتلك حسا نقديا لكل البرامج السائدة . كنا نؤبن الشهداء ، ندفنهم ، ونستعيد دمائهم من أجل أن تبقى القضية ، التي كان يراها علي ، بأنها عربية ذات خصوصية فلسطينية ، لهذا عليها أن تندمج ، وأن تتميز بنفس الوقت. تندمج لخلق واقع عربي ناضج حديث ، عادل ، وعلماني بنفس الوقت ، منفتح على الآخر . مجتمع يلغي الدور الوظيفي للثكنة الصهيونية ، فإذا كان دور هذا الكيان ، هو تصدير الثورة المضادة بمعنى التخلف والتجزئة والفتن الطائفية والأقلوية ، فأن الرد هو التحديث والنهوض بالمجتمع من خلال الحرية والديمقراطية وتهيئة مناخ التعددية السياسية في حاضنة وطنية ترتقي بالمجتمع وتستطيع مخاطبة الآخر بعدالة قضايانا.
من اجل هذه المفاهيم ، ولنيل هذه القيم ، كان صديقي ضيفاً دائماً على المعتقلات السورية . من عام 1974 ولغاية الآن وعلي الشهابي ، يعتقل وتحتجز حريته ويتعرض للتعذيب ، تارة لشهور ، وتارة لأيام . إلا أنه وفي عام 1980 اعتقل لفترة عشرة أعوام بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي ، رغم أنه وقتها كان خارج صفوف الحزب . قضى علي فترة اعتقاله وكان نموذجاً للمناضل المبدئي ، الذي لايتخلى عن قيمه ومبادئه . خرج من معتقله لياخذ فسحة للتأمل والتفكير و سرعان ما عاد و انخرط من جديد بقضايا الهم العام مصوباً عينيه نحو مهمة انهاض المجتمع من خلال الديمقراطية وشفافية العمل السياسي العلني ، وقد اعتبرها حالة استنهاض تحدث تفاعل في بنى المجتمع التحتية ، وتعمل على تغييره بطريقة سلمية هادئة . واعتبر بأننا من خلال انجاز هذه المهمة نستطيع ان نواجه التحديات الخارجية وضغوطها وأن نصوغ خطاباً قائماً على تبادل المصالح ضمن مفاهيم السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي .
كان علي يرى التناقض القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ، ويرى قيام الاتحاد الأوروبي حالة من تمركز القوة في مواجهة المركز الجديد الذي ظهر بعد انهيار المنظومة الاشتركية ، لذا على العرب وخاصة سوريا الاستفادة من التناقضات القائمة وتهيئة مناخ داخلي تستطيع من خلاله الدخول في شراكة أوروبية تمكنها من تنشيط السوق والاقتصاد ، مما يمكن الاقتصاد السوري من الانفتاح والتفاعل ، الذي سيعمل بدوره على الاستفادة من مجمل التقنيات والمبتكرات العلمية الضرورية لتحصين الاقتصاد . إلا أن علي كان يرى أنه لايمكن تحقيق هذا إلا بشرط وجود مجتمع ديمقراطي علماني ، وكان يرى أن الدولة هي الأداة القادرة على حماية المدنية والعلمانية ، لذا لابد من تحصين أطر الديمقراطية والعلمانية من خلال التفاف العلمانيين والديمقراطين حول برنامج علماني منفتح وقادر على استيعاب الآخر وقادر هلى انجاز وتحقيق مناخ المواطنة ، في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة وتفشي الأصولية والسلفية ، التي لايمكن لها أن تكون حاضنة للواقع بكل تعقيداته وإشكالاته التي بدأت تطفو على السطح .
السلطة السورية تعتقل علي الشهابي الذي نشر كل افكاره في الصحف وفي الهواء الطلق ، حيث كان يؤمن بالحوار الديمقراطي ويسعى إليه وقد قال بوضوح انه ضد الأحزاب الدينية السياسية وناقش على صفحات كلنا شركاء مقولاته ، بمواجهة الدكتور الغضبان ، حيث طالب علي يقراءة التحولات التركية وكيف استطاعت الأحزاب الدينية ان ترتدي ثياب العدالة والرفاه والتنمية وركز على ضرورة دراسة التجربة والتمعن فيها ولاحظ الفارق الكبير فيما يطرح في ساحاتنا.
ماذا تريد السلطة باعتقال علي الشهابي ، سؤال لا أجابة عليه ، والسلطة الى الآن لا تجيب على أي شئ . نحن أمام سلطة لاتريد من المواطن إلا الصمت والخضوع . كثير ما يمكن أن نقوله عن هذا العسف وتوصيف الأجهزة ، إلا إن كل شئ يقول أن هذه الأوضاع غير مقبولة وغير قادرة على حماية سوريا وتحصينها. اليوم كل الشرفاء مطالبون بموقف ، نحن نستطيع أن نستوعب كثرة الوفود التي تتدفق لتقديم المساندة والدعم لسوريا ، لكنا ندهش من صمتهم على ذبحنا ، واعتقالنا ، والفساد الذي يحيط بنا ، ماذا يمكن أن نقول لعزمي بشارة المناضل الذي نحب والشخصيات الأخرى والأحزاب القومية ، وهم يرقصون ويتغنون بالنظام ونحن نئن ونتجرع الذل والمرارة ، سؤال ممهور بعذابات الشعب السوري ، عسى أن نسمع صرخة او مبادرة من أجل الافراج عن المعتقلين السياسين في الأقبية والزنازين.

برلين 25/09/2006



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات البابا ، دوائر مغلقة
- مناضلان إشكالية ، وإشكالية المناضلان
- ما بعد الحرب على لبنان قلق أسئلة لآفاق قادمة
- الذكرى الخامسة للحادي عشر من سبتمبر
- لاصدر إلاك
- عندما يبكي لبنان
- مشروع ايراني ..أين المشروع العربي؟
- السيف أصدق أنباء
- غزة والطلقة الأخيرة
- على ضفاف المدن الغريبة - إلى صديقي فاتح جاموس والمستقبل الذي ...
- الوطن العمارة
- الأمن اختصاص وطني غبر قابل للتصدير
- الشعر والانتصار على الحياة
- رحلة مع نزار قباني
- الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب
- أي سياق تسلك المعارضة في خطابها


المزيد.....




- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد زكريا السقال - علي الشهابي ..المعتقل الدائم