أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7347 - 2022 / 8 / 21 - 22:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إقامة مفكرنا بالقاهرة سمحت له بفهم الأزمة العميقة التي كان العالم العربي يمر بها في الستينيات، وبتطوير تفكيره حول التيمة التي شكلت الأطروحة المركزية لكتابه؛ ألا وهي التخلف التاريخي للعالم العربي وتمثله للذات والآخر.
بلور كتابه "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" تفكيرا عميقا وأصيلا. إنه تشريح جثة لوضعية تعودد جذورها إلى الماضي البعيد.
استبدت بعبد الله العروي موهبته كباحث، لكنها لم تمنعه من شغل الوظائف التي سيستخدمها في بحوثه. عند عودته من باريس عام 1958، التحق بوزارة الشؤون الخارجية. في 1960، أصبح ملحقا ثقافيا في باريس ثم في القاهرة. ثم جرى تعيينه ممثلا عن المغرب في اليونسكو.
انطلاقا من عام 1962، غادر الوزارة ليتفرغ للبحث والكتابة والتعليم. وهكذا عمل سنة 1963 في معهد للدراسات الإسلامية بباريس. تم تعيينه أستاذا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سنة 1964. بين عامي 1967 و1970، كان أستاذا زائرا في لوس أنجلوس بجامعة كاليفورنيا، تم فصله من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ليلتحق بمعهد التعريب.
تزامن ذلك القرار مع نشره باللغة العربية لكتاب "الإيديولوجيا العربية المعاصرة". كانت السلطة تخشى من أن يكون لهذا الكتاب تأثير على الحركة الطلابية التي شهدت غليانا غير مسبوق.
بعد هذه الفترة المضطربة، عاد عبدالله العروي لمنصبه كأستاذ بالكلية واستمر فيه حتى حصل على تقاعده سنة 2000. في سنة 1977، انخرط العروي في تجربة سياسية من خلال الترشح للانتخابات باسم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الدار البيضاء بدائرة حي العنق.
دون قيامه بأي مهمة دبلوماسية سابقة، تم تكليفه من قبل الملك الحسن الثاني بعدة ملفات من بينها قضية الصحراء المغربية، وتسوية الخلاف الطارئ عام 1990 بين المغرب وفرنسا. استطاع أن يتدخل لدى أصدقائه من اليسار الفرنسي والتقى بموروا وجوسبان وفابيوس.
منذ عام 1985، أصبح عضوا في أكاديمية المملكة المغربية. وكان أيضا عضوا في مجلس السلام العالمي. في عام 2002, صار عضوا في مجلس حقوق الإنسان بالمغرب.
حصل عبد الله العروي على العديد من الجوائز الفخرية والعديد من الجوائز في المغرب وأماكن أخرى. نذكر، من بين أمور أخرى، جائزة الحكومة الكاتالونية لعام 2000، وجائزة رجل السنة في الإمارات العربية المتحدة.
ليس من السهل تصنيف العروي. لكنه هو نفسه يؤكد على أنه مؤرخ بالضرورة. لكن أي نوع من المؤرخين هو؟ يرفض التاريخ كمخزون للوقائع والأحداث، ولكن لا يقتصر عنده دور المؤرخ في إبراز آثار الماضي. بالنسبة له، من يكتفي في أبحاثه بهذا المخزون ليس مؤرخا ولكنه أراخ، مدون تاريخ.
ابتكر العروي كلمة خاصة باللغة العربية بالنسبة لأولئك الذين يختصرون التاريخ في عملية تخزين الوقائع: هذه الكلمة هي(أرخ). الكلمة العربية تؤكد شدة الفعل الذي يسعى للحصول على أقصى قدر من الوقائع. هي تعني أيضا أن الأساسي يتركز في إرادة تقديم أكبر عدد ممكن من الأحداث التاريخية. الأراخ يعطي أكبر قدر ممكن من الوقائع لمحاربة النسيان.
بالنسبة للعروي، من يكتفي بهذا العمل لا رؤية واعية له. إنه بكل بساطة وسيط. إنه خبير بدون خبرة لفترة زمنية يكتب تاريخها دون أن يكون قادرا على اكتشاف الأساسي فيه ومنطق الأحداث التي استطاع تخزينها.
التاريخ بالنسبة للعروي عملية معقدة، يتم إنجازها عبر عدة مراحل يشكل عمل الأراخ انطلاقتها الأولى. يجب ألا يكتفي المؤرخ بتجميع الأحداث. لكن من المفترض أن يكون له تصور ورؤية بحيث لا ينفصل التاريخ عن الحرية. الوعي التاريخي ضروري للمؤرخ، والتاريخ تصتعه الوقائع.
بناء الواقعة التاريخية يتأسس ويتغذى على الوثائق. كل من اكتسب الوعي التاريخي، كما يقول، تكون لديه القدرة على إدراك الفرق بين المؤرخ والإيديولوجي. الأول يبحث عن منطق الأحداث، بينما يحاول الثاني العثور على الأحداث التي يمكن لها تبرير مواقفه.
هذا الوعي التاريخي لا يمكن أن يتوفر فقط لدى المؤرخ وحده ولكن يجب أن يكون موجودا أيضا في المجتمع ككل. في هذا الشأن، كتب العروي يقول إن المسألة لا تكمن في التاريخ كوقائع، لأن الوقائع التاريخية تحدث بدون توقف، ولكن المشكلة تكمن بالضبط في وجود أو عدم وجود وعي تاريخي. هذا يهم عقلية المجتمع بأسره وليس فقط المؤرخين المحترفين.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق
- ما بعد تشريعيات 2022 بفرنسا: إيمانويل ماكرون يواصل مشاوراته ...
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.. تقييم العلاقة التي أقامها أ ...
- الفلسفة والسينما أو عندما تعثر أسئلة فلسفية في السينما على أ ...
- الرباط: كيف يمكن الانتقال بالمغرب إلى مجتمع المعرفة؟
- الجنس، المظهر، الحيض … لدى الفتيات، عندما يصبح الأكثر حميمية ...
- ابن باجة.. أول فلاسفة الأندلس والمغرب
- ابن طفيل.. نبذة عن حياته وإسهاماته في مجال الحكمة
- من هم جنود كتيبة آزوف المتهمين بـكونهم -النازيين الجدد- في ا ...


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)