عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 17:35
المحور:
حقوق الانسان
أنتَ في إحدى البلدان الإسكندنافيةِ الآن.. تنظرُ في"آبِ اللهّابِ"إلى كثيرٍ من الضبابِ، وثلجٍ قليلٍ من النافذة.
وذاكَ يُبحلق بكثبان الرملِ على ضفاف الخليج.. بعيونٍ مسمولةٍ بالرملِ.. وروحٍ مخنوقةٍ بالرطوبةِ.. وقلبٍ وحيد.
وهذا يرى"كنغراً"غريب الأطوار، يقفُ بفضولٍ عند مدخلِ البيت، ويُشاكِسُ العائلة.
ومن كان يلعبُ الدُعبُلَ" في أزّقةِ الكرخِ العتيقةِ.. يتسكّعُ الآن في جنوبِ الغابات المطيرةِ، ويأكلُ"المانجو" و"البابايا"، بدل"الجِرِّي"المقليِّ، والتمر"الخِستاويّ".
وهاربٌ من "مضايف" العشائر في الوطن الجنوبيّ.. يعملُ في قطعِ الأشجارِ لمصنعٍ للخشب.. يستجيرُ الآن َ بشيخ "عموم"مشايخ "الزولو"، ليُنقِذهُ من مخالبِ نمرٍ أليف، يُطاردهُ دون سكّان جنوب أفريقيا كُلّهم.. ولا يدري لماذا.
وعمال ُ"المساطرِ"السابقون، والعاطِلونَ الحاليّونَ، وكُلُّ من تقطَّعَت بهم سُبُلُ العيشِ والأمل، يتشبّثونَ الآنَ بقواربَ تائهةٍ بين أزمير ومرمرة.. وبين ليبيا ومالطة.. وبين أندونوسيا واستراليا.. وبين البيلاروس والبولاند.. وكثيرٌ منهم إبتلعتهم البحار والمحيطات والغابات وأسماكِ القرش.
وآخرُ أخبرني قبل قليل، أنّهُ، و في صبيحةِ هذه"الجمعةِ المُباركةِ"، أقامَ "مجلس عزاءٍ" لأُمّه، في قريّةٍ نائيةٍ على سفوح جبال الألب الإسبانيةِ-الفرنسيّة، لم يكن فيهِ أحدٌ سواه.. وأنّهُ كان هناك، يبكي لوحده.
هل هذا وطنٌ.. أم طاعون؟
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟