أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - تحيا الدولة الكردية















المزيد.....

تحيا الدولة الكردية


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 499 - 2003 / 5 / 26 - 03:41
المحور: القضية الكردية
    


 / ألمانيا
قد يجدني المرء وأنا أضع هذه الجملة عنوانا لمقالي هذا مصاباً بخلل عقلي أو مغامراً سياسياً في عصر الزوبعة التي تهب الآن على منطقة الشرق الأوسط أو أنني رأيت حلماً على شكل عنقاء كبيرة تخفق أجنحتها العملاقة عبر صفحات الانترنت، ولكن في الحقيقة إستغرق التفكير مني في وضع هذا العنوان أياماً وليالي عديدة، قبل أن أجلس لكتابة هذا المقال في الساعة الرابعة والنصف صباحاً ، أي قبل أداء صلاة الفجر التي أؤديها قبل الذهاب إلى فراش النوم، بعد ليلة مرهقة تجولت فيها بين قارات الأرض وتصفحت عديداً من صفحات الأخبار العربية والكردية والألمانية والانجليزية دون أن أفارق زاوية غرفتي الهادئة هذه.
                                                 
 طبعا هناك سبب ، بل أسباب لاختياري هذا العنوان دون غيره، على الرغم من معظم أجنحة الحركة الوطنية الكردية في سائر أنحاء كوردستان تتفادى الحديث عن "الدولة الكردية" وتعتبر النضال من أجلها في هذه المرحلة ضربا من الخيال ورحلة سندبادية في بحار متلاطمة الأمواج لايدري أحد إلى أين سترمي الرياح بالسفينة حتى ولو غامر ربانها بحياته من أجل الوصول إلى ذلك الهدف.. وحقيقة دفعني إلى هذا المأزق الذي وضعت فيه نفسي ما أقرأه حول مخاوف تركيا وسوريا وايران والعراق ومن يعمل لها من صحافيين ومثقفين وفنانين ومن على شاكلتهم ممن يصفون أنفسهم بالمعادين للحرب على العراق أو لنقل بدقة على النظام العراقي الحالي.

 وآخر ما قرأته منذ يومين كان في جريدة "ترجمان" التركية لكاتب تركي كبير، يتساءل كيف يحق للأكراد بناء دولة في العراق ولا يحق ذلك للتركمان الذي لايقل عددهم ، حسب روايته ، عن عدد الأكراد إلا ببضعة عشر ألفا من البشر، وبشكل غير موضوعي يرى أن التركمان في كركوك وأطرافها يكاد يتساوون عددا مع الكرد المنتشرين على مدن عديدة وأرياف واسعة، مستهترا بكل الحقائق التاريخية والجغرافية والديموغرافية المتواجدة على أرض الواقع. وبالطبع هذا وغيره من فطاحل المثقفين الترك يدعون بصراحة إلى تقسيم جديد للعراق كما فعلت حكومته في السبعينات مع قبرص ، وأعلن القبارصة الأتراك دولتهم دون أن تعترف بها حتى الآن دولة سوى تركيا التي طرحت المشروع ونفذته باحتلال عسكري .. وقد يطالب أمثال هؤلاء بتقسيم سوريا أيضا لوجود جالية تركمانية صغيرة فيها أيضا. إلا أن دويلة التركمان في العراق مهمة نظرا لوجود بترول كثير سيجلب لتركيا الثراء بعد أن ازدادت ديونها بشكل لم يعد لأحد يتمكن من سدادها وفقدت الشريحة السياسية الحاكمة سابقا نفوذها في الشارع التركي ، وفي البرلمان أيضا نظرا لفشلها الاقتصادي الرهيب...
                                                        

هذا في الوقت الذي لا يرى هؤلاء وأمثالهم ملايين الكرد في تركيا وايران وسوريا ودول الاتحاد السوفييتي المنحل والمهاجر ، وأمثال هذا الفيلسوف التركي العنصري كثيرون ، ومنهم عرب وفرس وأبناء طوائف وأقليات في المنطقة لا يرون للكرد وجودا في المنطقة في حين يدعون أنهم يملكون دجلة والفرات وما بينهما ، إضافة إلى بابل ونينوى ونصيبين وهكاري بوتان وبهدينان ومراش وماردين وفارقين وكل ما خلق الله في هذه المنطقة منذ بدايات الخليقة ، رغم أنهم أقل من الكرد بعشرات الملايين، ومتناسين أن الكرد قادمون وبقوة ليشاركوا في تحديد مصير المنطقة وتكوين أطر جديدة للحياة المشتركة لشعوبها تتسم باحترام حقوق الجميع ، ومنها حقوق الكرد أنفسهم، حسب الوقائع المتواجدة على سطح الأرض وليس حسب الألواح المنتشرة في المتاحف أو الخرائط العثمانية التي أكل عليها الدهر وشرب، أو لمجرد أن الكرد غير متوحدين ويجدر سلبهم ما تبقى لهم من بلاد وخيرات ، واللعب بمصيرهم قبل أن يتوحدوا ويصبحوا قوة عظيمة تحطم كل المؤامرات التي تحاك ضدهم.                                                                                       

ومثل هؤلاء المغرضين الذين يريدون انتهاز الفرص والاحتيال على الشعب الكردي ثمة من يعادي الحرب لمجرد أن أي حرب قادمة في المنطقة ستغير خريطة الاستعمار القديم ، وتقسيمات سايكس – بيكو ، والاتفاقية البريطانية – التركية، والفرنسية – السورية، بخريطة استعمار جديد، وبالتالي ستتكون دولة كردية، وهذا يعني في رأيهم خراب الدنيا وقيام الساعة، ومنهم من لايخاف من دكتاتورية صدام حسين وحاملات الطائرات الأمريكية التي تجول وتصول في المنطقة ولكنه يخاف ما أقامه الكرد من ديموقراطية تتسع لجميع الفئات والقوميات والأقليات في الجزء المحرر من سيطرة النظام الحاكم في بغداد. ومن هذه النخبة التي تخاف ديموقراطية الكرد أكثر من الايدز وانتشار الفحشاء والمنكر عبر أقنية التلفزيونات وغازات الخردل والأعصاب وما إلى هنالك من أخطار تهدد الأمة سعوديون وفلسطينيون وسوريون وايرانيون وأردنيون ولبنانيون، ومع الأسف أكراد أيضا ، عاهدوا أنفسهم على محاربة هذه الديموقراطية الكردية وهم مستعدون حتى لحمل سلاح الدولة التركية وعناق الكوي قوروجي " حماة القرى " و "جحوش" صدام حسين لمنع قيام دولة كردية. 
                                                                                                وفي الحقيقة إن ما أقامه الكرد في جنوب كوردستان ( لاتؤاخذوني: بعضهم يقول كوردستان العراق أو شماله أو الجيب العميل!!) يعتبر مفخرة يعتز بها الوطنيون الكرد رغم ما فيه من نواقص وعلل وقد يستغرق وقتا طويلا ليأخذ مجراه الطبيعي كنظام ديموقراطي تعددي حقيقي في المنطقة التي لم تشهد من قبل سوى الحرب والدمار والاقتتال الأخوي الدموي الرهيب.  وهناك العديد من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان أو للدفاع عن الأقليات والأديان أو منظمات للبناء والاعمار ، وبخاصة منظمات رعاية الطفل والمرأة ، وكذلك رجال الصحافة والسياسة من مختلف الأمصار والأقطار، قد أبدوا إعجابهم بما ينجزه الكرد رغم الحصار المزدوج المفروض عليهم والمضايقات التي يتعرضون لها من الدول المحيطة بهم، ورغم شحة مواردهم المالية والظروف المعروفة التي يمر بها العراق كله منذ سنين طويلة ومرهقة. ولقد حيا كثيرون من زائري اقليم كوردستان العراق قياداته السياسية لما قامت به من مشاريع انمائية وثقافية وتربوية وصحية خلال فترة قصيرة من الزمن، وكانت من قبل قيادات تحمل البندقية وتجوب الجبال وتسكن الكهوف ...  
                                                                                                لم ألتق بعراقي واحد ، سواء أكان مسلماً أو مسيحياً، يزيدياً أو شيعياً، أبدى خوفه من الحياة في الاقليم الكردي أو قال بأن دولة كردية قادمة ستسلبه حقوقه كمواطن وستعامله كما تعامل الأنظمة التركية والفارسية والعربية المواطن الكردي حتى الآن. الذين يخافون الدولة الكردية هم أولئك الذين يخافون الديموقراطية قبل خوفهم من الأكراد ويعلمون أن زوال الدكتاتورية سيؤدي إلى كشف المصادرالتي يتلقون منها إلى الآن أموالهم التي في أيديهم وتلقوها من سيدهم  بدلا من أن يتلقاها الشعب العراقي.                                   
 
وطالما ليس لأحد أن يخاف دولة تضمن لمواطنيها حقوقه بغض النظر عن انتمائه العرقي أو الديني أو المذهبي أو الجنسي فلماذ لا أحييها ، وطبيعي أن للكرد حق اقامة دولتهم على أرض وطنهم ، حسب كل المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الشعوب والأمم وحسب ميثاق الأمم المتحدة، وعلى الرغم من أن الحركة السياسية الكردية في عمومها وفي سائر مكان ، كما ذكرت من قبل ، لاتعمل الآن من أجل اقامة دولة كردية ، فإنني من منطلق (حرية الرأي والتعبير) التي أقرتها دساتير البلاد ووافق على ممارستها "القادة التاريخيون" ويطالب بها المثقفون من شرق العالم إلى غربه ، إلا من سحرهم سحرة الدكتاتوريين، أقول: تحيا كل دولة لا يخاف فيها المواطن على حياته وأملاكه وأولاده وعرضه وحريته الشخصية وإنسانيته، بغض النظر عن كونها عربية أو تركية أو فارسية ...أو كردية .. ولذا فلا تؤاخذوني إذا قلت : تحيا الدولة الكردية!  
                                                           
وهنا لابد من التذكير أن بعض الدول " التقدمية " في المنطقة لا تزال ترفض الاعتراف بوجود أكراد في بلادها فكيف بدولة كردية ...!!!                                        



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الخوف من دولة كردية
- لعبد الباري عطوان
- الكرد قرون الحديد أولو البأس الشديد؟
- لمن تقرع الأجراس ياعرب؟!
- الكرد وحرب الخليج الثالثة
- ….. ونقول: -إنما المؤمنون إخوة
- هذه الحرب، إلى أين ؟
- الكرد السوريون بين المهانة والخيانة
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - تحيا الدولة الكردية