كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 13:39
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
تعرضت ألمانيا كلها لأزمات إقتصادية مفاجأة، تمثلت الأولى بانهيار قيمة اليورو مقابل الدولار، وتمثلت الثانية باندلاع الحرب الأوكرانية، ثم جاءت الثالثة (وهي القاصمة) بانخفاض مناسيب المياه في نهر الراين، وجنوح حوالي 20 سفينة، علقت بالطين، وتوقفت عن الحركة، وتسببت بإغلاق الممر المائي المخصص لمرور الصنادل والمواعين. .
بدأت الأزمة بسفينة نهرية حمولتها 1660 طناً، اضطرت إلى إلقاء مرساتها بسبب عطل في محركاتها، في منطقة ضحلة بين سانكت غوار (Sankt Goar) وأوبرفيسيل (Oberwesel). فتجمعت حولها القطع النهرية القادمة والمغادرة. .
لقد تسببت ارتفاعات درجات الحرارة، وقلة هطول الأمطار باستنزاف مستويات المياه في النهر، الذي يعد الشريان التجاري لكل المدن الألمانية، فتوقفت حركة الصنادل المحملة بالمواد، وتأخرت خطوط الشحن النهري، وارتفعت تكاليفها، فاضطربت معدلات النمو الاقتصادي. وظل مصير ألمانيا كلها معلقا على أمل إرتفاع منسوب المياه حتى ولو بمقدار (50) سنتمترا فقط. لكي تستعيد الملاحة النهرية الحد الادنى من نشاطاتها. في حين بلغت مستويات المياه في مواقع أخرى 34 سم (13.3 بوصة) يوم الأربعاء الموافق 17 / 8 / 2022. وتراوحت في بعض المناطق بين 30-35 سم فتسببت بخسائر كبيرة وغير مسبوقة. .
تواجه ألمانيا الآن أزمات خانقة وثقيلة بسبب تعطل حركة النقل النهري في الراين، ذلك النهر الذي تعتمد عليه المعامل والمصانع والشركات، ويمثل لها الشريان الرئيس. .
كانوا يسمون القارة الاوروبية (القارة العجوز)، لكن هذه العجوز أصابها الخرف ، وتكاثرت عليها الأزمات، وفقدت قدرتها على الصمود، وربما أقحمتها أمريكا في مواقف لا تحس عليها. وهي منشغلة بأوردتها وشرايينها النهرية التي تيبست وأصابها الجفاف ولا أمل بشفائها. .
وللحديث بقية . . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟