أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - دفاعا عن التنوير ح 6 ، الوعي بالتنوير ب ، من سلسلة الوعي المجتمعي الكتاب الثاني،














المزيد.....

دفاعا عن التنوير ح 6 ، الوعي بالتنوير ب ، من سلسلة الوعي المجتمعي الكتاب الثاني،


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن بحاجة ولاسيما في هذا الزمن الذي يعتمد النقل من قبل خطباء ورجالات دين والنقل المتماشي مع الخرافة والاسطورة بعيدا عن العقل فهنالك نقلا عقلانيا ولكن جل ما ينقل الينا عبر المنابر الفضائية هو النقل المخالف للعقل لذلك نحن بحاجة الى الايمان القائم على العقل لا النقل .
وهنالك من الفلاسفة في عصر التنوير من رفعوا هكذا شعارات . ومنهم غوتهولد افرايم ليسنغ( 1729-1781)م وهو اول ناقد ادبي الماني واول مؤسس للنقد المسرحي ، ولكن اهميته لا تقتصر على ذلك يقول عنه هاشم صالح: وضع قلمه في خدمة فلسفة التنوير وخلال 300 سنة انخرط بكل شغف في دراسة تاريخ الاديان ودخل في معارك حامية مع بعض اللاهوتيين المسيحيين واذا كان قد رفض مهنة الكاهن المسيحي التي اشتهرت بها عائلته ابا عن جد فذلك لانه فقد مبكرا ايمانه باليقين التقليدي أي بالارثذوكسية المسيحية كما لدينا اليوم ارثذوكسية شيعية او سنية والتي يعرفها هاشم صالح الارثذوكسية :هي مجموعة من العقائد والطقوس التي ينبغي لك ان تعتنقها وتمارسها والا اعتبرت خارجا عن الدين .
وهذا ما نراه اليوم متحققا في مجتمعنا فلكونك لا تمارس الطقوس الدينية فانت خارج الدين :كافر وفاسق وكاذب ودجال وغيرها من الصفات غير المهذبة التي يلصقها بك البعض وكان الطقوس الشعائرية هذه هي التي تجعل منك انسانا حقيقيا ، وبالعودة الى ليسنغ فلقد كان في حالة بحث عن ايمان جديد قائم على العقل لا النقل وكان يطالب بحقه في تطبيق المنهج التاريخي النقدي على النصوص المسيحية المقدسة ومن كتاباته الاولى : مسيحية العقل ، أي : المسيحية القائمة على العقل وهي تختلف بالطبع عن المسيحية المسيطر عليها رجالات الدين والقائمة على النقل والتقليد، يقول هاشم صالح عن هذا الكتاب بالذات "تتجلى فكرتان اساسيتان من افكار ليسنغ في هذا الكتاب ، الاولى : تقول بان الله خارج كل الانظمة اللاهوتية ايا تكن، فلا يمكن سجن الله داخل نظام عقائدي لاهوتي اكان مسيحيا ام غير مسيحي فالله اكبر من اية عقيدة خصوصية والفكرة الثانية تقول: بان اعمال الانسان هي: الاساسية وليست معتقداته او صلواته وعباداته فاذا كان يفعل الخير ويحب الاخرين وينفع المصلحة العامة فانه مؤمن جيد وحتى لو لم يصل ركعة واحدة في حياته واذا كان انانيا وغشاشا راكضا لاهثا وراء المنافع الشخصية والمصالح الضيقة ومن كانت هذه صفاته فلن ينفعه ايمانه لو صلى باليوم 1000 ركعة وفعل ما فعل من طقوس كثيرة فالسلفيون ايا كانت انتماءاتهم المذهبية يدعون ان منهجهم متاح وان طرحهم المعلن اصبح خاليا من مفردات التضليل والتكفير وهم يحرصون على نبذ العنف والتشنيع على التطرف والارهاب ولكن كل هذا الكلام هو شعارات يرفعها هؤلاء فهم مليئين بالتبديع والتضليل والتكفير والسؤال هل يجرؤ رموز السلفية وقادة الاصولية المعاصرة على التبرؤ صراحة وبوضوح من كل ما ورد من تراث سلفي ولو كان القائل به من الرموز الكبار والمرجعيات العظام والجواب واضح : كلا لانهم لو فعلوا ذلك فقد فقد هؤلاء قاعدة مالية وسياسية واجتماعية تعتاش عليها السلفية ، ان فلسفة ليسنغ نجدها مدينة لسبينوزا كما يتجلى ذلك في كتابه (حول حقائق الاشياء خارج الله) وهذا الموقف المتحرر جدا من اللاهوت القديم دفعه الى الدخول في معارك فكرية مع العديد من رجال الدين وبالاخص القس( غويز) وعقيدته ملخصة في كتابه الذي اصدره قبل موته ( تربية الجنس البشري) وملخص اطروحته ( ان البشرية خلال تاريخها الطويل تمشي من وحي الى وحي ، وبمعنى اخر فانها انتقلت من مرحلة الشرك وتعددية الالهة الى مرحلة الوحي الموسوي، والى مرحلة الوحي المسيحي فالمسيح دشن المرحلة الاخلاقية الثانية من تاريخ البشرية وغدا قد يظهر عصر ثالث للبشرية ن حيث يصبح البشر واعين تماما بقدراتهم ويفعلون الخير من اجل الخير لا رغبة في الثواب الاخروي ولا خوفا من العقاب الالهي والواقع ان ليسنغ كما يشير هاشم صالح تنبأ بالعصر المقبل قبل ان يحصل فالبشرية الاوربية المستنيرة اصبحت تتبع المبادئ الاخلاقية في المعاملة حتى بعد خروجها من اللاهوت ، وربما لانها خرجت منه بهذا المعنى فان ليسنغ كان استاذا للاجيال القادمة .
كما علينا الانتباه الى ان التربية كانت هي الشغل الشاغل لفلاسفة التنوير في القرن الثامن عشر ، ومنهم جان جاك روسو وكتابه (اميل ، او في التربية) حيث كان هؤلاء الفلاسفة يهدفون الى تخليص الاوربيين من ظلمات الجهل عبر ايجاد وعي معرفي حقيقي من خلال التنوير للمتعلمين.
ملحوظتان:
1- علينا الحذر من الارثذوكسية في كل الاديان ونعني بها السلفية المقيتة اينما تواجدت نعمل على تفكيك بنيتها لانها بنية خطيرة ومؤذية للمجتمع تعتمد التصرفات السلبية التي تؤذي وتعمل على ايجاد بدائل خراب فيها تحت مسمى المؤسسة الدينية السلبية .
2- ليسنغ او جان جاك روسو او فولتير او غيرهم من فلاسفة التنوير هم امثلة معرفية نسوقهم في كتاباتنا والا فغيرهم كثير ممن اغنوا الساحة المعرفية العلمية والادبية واعطوا دروسا في نهضة انسانية كبرى.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن التنوير ... ح 5 الوعي بالتنوير : من سلسلة الوعي الم ...
- دفاعا عن التنوير -ح4، الوعي بالعلوم الانسانية ب من سلسلة الو ...
- الوعي بالعلوم الانسانية أ - ح3 من دفاعا عن التنوير ،الكتاب ا ...
- هوبزبوم والتاريخ ج4
- دفاعا عن التنوير - ح 2 - الخطاب والنص وتأثيراته داخل المجتمع ...
- دفاعا عن التنوير من سلسلة الوعي المجتمعي - الكتاب الثاني ، ح ...
- شارع الفراهيدي قيمةعلائقية وخطاب معرفي متجدد
- هوبزبوم والتاريخ ج3
- انسنة الاشياء في رباعيات شيئية ... للشاعر محمد صالح عبد الرض ...
- حوار مع الدكتور رفعت السنجري احد الاسماء العلمية البارزة في ...
- الثقافة العربية ..تعدد الاشكاليات وندرة المساءليات ........
- بعض من سمات الدولة المدنية
- العلاقة المحورية بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية ح2
- العلاقة المحورية بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية ح1
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر نوري ...
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدك ...
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدك ...
- هوبزباوم والتاريخ ج 2
- هوبزبوم والتاريخ ... جدل ومعرفة - الجزء الاول.
- ثقوب في الشاشة رواية المكان والانسان


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - دفاعا عن التنوير ح 6 ، الوعي بالتنوير ب ، من سلسلة الوعي المجتمعي الكتاب الثاني،