أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علاء الدين حميدي - التدريس في معاهد المكفوفين.. تجربة جديدة














المزيد.....

التدريس في معاهد المكفوفين.. تجربة جديدة


علاء الدين حميدي
كاتب .

(Hmidi Alaeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 14:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


دوما ما يتساءلون ليل ونهار، صباحا ومساءا، قبل الصباح وبعد المساء. "أستاذ في اختصاص علمي بمعاهد المكفوفين" كيف كان الأمر؟ هل وجدت عوائق؟ أبدا لم يكن الأمر سهلا… كيف يتم التدريس هناك؟ الكثير من التطويع للبرنامج والقليل من التبسيط كان كافيا. فتلامذة المعهد كانوا أفضل من درست. أتعبني الأمر في بادئ الأمر غير أني تعلمت واعتدتُ مع الوقت. فلكل شيء بداية صعبة، أو كما يقول الناس من حولي: "كل شيء له مرة أولى ومرارة أولي". اليوم الأول في العمل هناك، سيبقي واحدا من الأيام الخالدة في ذاكرتي، فهذا اليوم يعتبر أهم مراحل العمل باعتباره يختزل التحول من المرحلة النظرية التطبيقية ومن التمرين إلى الممارسة الفعلية.



عادة ما ينظرُ إلى المدارس والمعاهد الخاصة بالكفيف في تونس على أنها محاضن اجتماعية تؤدي دورا اجتماعيا تضامنيا لفائدة فاقدي البصر والحال أن الأمر مجانب للحقيقة. فهذه المدارس والمعاهد المتواجدة في ثلاث محافظات تخضع إلى إشراف وزارة التربية وإلى إداراتها الجهوية الراجعة بالنظر. تعتمد معاهد ومدارس المكفوفين على طريقة "البراي" في تدريس نفس البرامج الدراسية والتعليمية المعمول بها بكل من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في المعاهد العادية التابعة لوزارة التربية التونسية. ويعود تخرج أول دفعة من الناجحين في امتحان ختم التعليم الثانوي إلى سنة 1969 من معهد الكفيف بسوسة حيث يُعتبر هذا الأخير منارة تربوية لفاقدي وضعفاء البصر، فكل المتحصلين على شهادة "الباكالوريا" من المكفوفين إلى حدود سنة 2014 كانوا قد مروا من هذه المؤسسة.

(نُشر سابقا بشبكة الجزيرة)

عملية التدريس في هذه المؤسسات تقتضي القيام بعملية تطويع للبرامج والكتب المدرسية وحتى الامتحانات. ويُقصد بالتطويع تحويل الكتب المدرسية أو الامتحانات من صيغتها العادية إلى طريقة "البراي" وذلك من خلال إلغاء عديد الكلمات من قبيل "أنظر"، "شاهد" وتحويل الجداول والصور إلى فقرات فيما يتم طباعة الخرائط على أوراق بلاستيكية محرّفة باعتماد وسائل تواكب التطورات الحاصلة والتكنولوجيات الحديثة في طريقة براي.


في تونس، كان ولا يزال شرفا أن تكون مدرسا في المدارس والمعاهد الثانوية والجامعية. وكان لي الشرف في تجربة رائدة جمعت بين التدريس في أحد معاهد الكفيف واخر عادي في نفس السنة. والتدريس مهنة سامية أخلاقياً، وحلم للعديد من العائلات هنا في تونس. بالنسبة لي لا تعتبر معاهد الكفيف غريبة وربما أُعد واحدا من الذي لهم معرفة كبيرة بخفاياها وأسرارها قبل مباشرتي العمل بها باِعتبار أن والدي كان مكفوفا وقد سبق له العمل بها كأستاذ للغة العربية إلى حين إحالته علي شرف المهنة.


لعل الدفع الأساسي وراء تعييني للتدريس بها. عادة ما لا يرغب الأساتذة في الاختصاصات العلمية التدريس هناك لعديد الأسباب لعل أهمها عدم الاعتماد على "السبورة الطباشيرية" حيث يضطر المدرس إلى اِبلاغ المعلومة صوتيا والاعتماد على الإملاء وسبلة لإيصال الدرس إضافة جهل بعضهم لطريقة "البراي" وقلة خبرتهم في كيفية التعامل مع التلاميذ الذين يدرسون هناك، فالتدريس في معاهد المكفوفين يختلف عن المعاهد العادية من حيث كيفية التعامل مع فئات ونماذج كثيرة ومتنوعة من التلاميذ من مختلف الأجيال والبيئات. إضافة إلى كيفية معالجة المشاكل وطريقة عرض الدرس. لذلك يقتضي التدريس في هذه المدارس والمعاهد طريقة تعامل خاصة بناءً على تجارب تراكمية استمرت سنوات طويلة.

على الرغم من خبرتي في التدريس بالمعاهد الغير العمومية، فقد بدت لي تجربة التدريس في عامه الأول بمعهد الكفيف عبارة على دخول عالم جديد كلياً وان كان لي دراية بهذا العالم سابقا، حيث يشعر بأن المدرسة وأفرادها يمثلون عائلة واحدة، يتعاونون في سبيل أن تسير هذه الأسرة إلى الأمام. للتجربة المتلاحقة وللاستمرارية في التدريس هناك دور هام في صقل شخصية المدرس عاماً بعد عام، فيصبح التعامل والتدريس من الناحية الأدائية هناك أكثر سهولة.

مدارس ومعاهد الكفيف كانت تخضع لإشراف الاتحاد الوطني للمكفوفين بتونس إلى حين إلحاقها بوزارة التربية في أواخر الثمانينات. و معهد الكفيف بسوسة يعتبر الأقدم في تونس من بين معاهد الكفيف الثلاث، وقد أمن لأكثر من خمسين سنة التعليم لرواده القادمين من المدارس العادية ومن مدرسة النور بالعاصمة تونس في المرحلة الإعدادية والثانوية. حيث يشتمل على شعبة الأدب في انتظار دراسة إمكانية تعميم بقية الشعب به.



#علاء_الدين_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Alaeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في توظيف التكنولوجيا الإدارية والتعليمية بالمدارس والم ...
- قراءة في توظيف التكنولوجيا الإدارية والتعليمية بالمدارس والم ...
- ماذا بعد قرار البنك المركزي التونسي الرفع في نسبة الفائدة ال ...
- توريث النجاح بتونس
- الاِصلاح التربوي في تونس .. من مهب ورشات الأحزاب
- خمسون عاما علي غراسة أراضي القيروان.. الجفنة جنة الله علي ال ...
- أيام الجامعة .. ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها.
- بين فشل الادارة التربوية و أزمة البيداغوجيا، المنظومة التربو ...
- البحث عن الحقيقة .. بين المصادر الشفوية و المكتوبة !..
- في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التون ...
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا.
- الذكري 170 لإلغاء العبودية في تونس.
- إشكالية التزكيات المزورة في ظل ثغرات القانون الانتخابي.
- تسقط المناسبتية وتحيا المرأة أبديا.
- البحث العلمي في تونس بين الواقع و المنشود ( الجزء الأول )
- كانت يومها المرّة الأولي.
- ثماني و ستون سنة علي الاعلان العالمي لحقوق الانسان ،مالذي تغ ...
- الكيان الصهيوني ، اعتداءات متكررة علي السيادة الوطنية التونس ...
- الذكري 170 لالغاء العبودية في تونس .
- الفكر الاصلاحي في تونس ..هل من سبيل لاحيائه ؟


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - علاء الدين حميدي - التدريس في معاهد المكفوفين.. تجربة جديدة