|
الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (2) والأخيرة
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 7342 - 2022 / 8 / 16 - 02:25
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
1 أشرنا في المقال السابق الي بعض مصادر تاريخ الحزب الشيوعي السوداني التي اوضحت أن تاريخ الحزب حافل بالنضال والتفاني في خدمة الوطن والعمل من أجل تقدمة وازدهاره ،وضحى أعضاؤه من مختلف الأجيال ا بوقتهم وطاقتهم وتعرضوا للقمع والتشريد والنفي والإستشهاد، من أجل الديمقراطية والسيادة الوطنية والتنمية المستقلة التي تحسن حياة الناس المعيشية وتعزز إقتصادنا الوطني، وبناء دولة المواطنة التي تسع الجميع ، غض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق. صمد الحزب في وجه الحملات الإعلامية الشرسة ضده، و ضد وجود ه المستقل، وضد والقمع الذي تعرض له الشيوعيون من قبل الأنظمة الاستعمارية والديكتاتورية، وأعداء التقدم والاستنارة ، الا أن الحزب الشيوعي صمد، وفشلت كل المحاولات لتصفيته وقسم صفوفه ، وذهب الزبد جفاءا، وبقي الحزب الشيوعي نافعا للناس ومرتبطا بهمومهم ، و شامخا شموخ جبال مرة والتاكا. 2 • كما هو معلوم تأسس الحزب الشيوعي في 16 أغسطس 1946م، وكانت السمة البارزة في نشأته التي شكلت سر قوته ومنعته وإستمراره بفعالية حتي اليوم ، أنه نِشأ امتدادا لتاريخ الحركة الوطنية الحديثة ، و في خضم النهوض الجماهيري الذي شهده السودان بعد الحرب العالمية الثانية ضد الإستعمار ومن أجل تحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للشعب السوداني يومئذ، من خلال اندلاع مظاهرات الطلاب عام 1946 نشأت فروع الحزب في كلية غردون والمدارس الثانوية، من خلال نهوض عمال السكة عام 1946 من أجل المطالبه بحقهم في التنظيم النقابي" هيئة شؤون العمال"، وتحسين اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والثقافية نشأت فروع الحزب في عطبرة،والخرطوم بحري. الخ من خلال نهوض حركة المزارعين في الحزيرة والنيل الأبيض والأزرق والشمالية وفي القاش وطوكر وجبال النوبا وغرب السودان، نشأت فروع الحزب هناك، ساهم الشيوعيون بفعالية في: قيام نقابات العمال والموظفين والمعلمين، واتحادات الطلاب والمزارعين والشباب وحركة أنصار السلام وقيام الاتحاد النسائي السوداني، والتنظيمات الديمقراطية وسط الطلاب والعمال والموظفين والمهنيين والمزارعين والأحياء. طرح الحزب شعار الجلاء وتقرير المصير للشعب السوداني والكفاح المشترك بين الشعبين المصري والسوداني ضد الإستعمار، بديلا لشعار السودان للسودانيين تحت التاج البريطاني، وشعار وحدة وادي النيل تحت التاج المصري. وكان ذلك هو الشعار الذي التفت حوله الحركة الوطنية حتي خروج الإستعمار عام 1956م. ولم يكتف الحزب باعلان الاستقلال السياسي ، بل طالب باستكماله بالاستقلال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، اي انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية التي تخرج البلاد من التخلف والتبعية، وتنجز التنمية المستقلة والمتوازنة التي تفضي لبناء المجتمع الزراعي الصناعي المتقدم ، وتوفير احتياجات المواطنين الأساسية في مجانية التعليم والصحة ، وانجاز الاصلاح الزراعي الذي يجدد حياة الريف السوداني ، ويوفر الغذاء ، باعتبار أن من "لايملك قوته لايملك قراره"، وتحقيق الثورة الثقافية التي تستند علي ثراثنا المتعدد والمتنوع ، اضافة لتحقيق السيادة الوطنية وحماية ثروات البلاد من التهب والاستنزاف ، وقيام علاقاتخارجية متوازنة بعيدا عن المحاور الخارجية. 3 طالب الحزب مبكرا عام 1954م بالحل الديمقراطي السلمي لمشكلة الجنوب وتحقيق الحكم الذاتي والتنمية المتوازنة ووقف الحرب والاعتراف بالفوارق الثقافية بين الشمال والجنوب ، والحل الديمقراطي للمسألة القومية في السودان، والمساواة غض النظر عن العرق أ والدين اواللغة، والتنمية المتوازنة، والحل الشامل والعادل.. دافع الحزب عن المساواة الفعلية بين المرأة والرجل وضد التقاليد البالية التي كانت تحول دون تعليم المرأة وحقها في العمل ،والاجر المتساوي للعمل المتساوي، وجقها في التصويت والترشح للبرلمان، وفازت السيدة فاطمة أحمد إبراهيم في أول برلمان سوداني بعد ثورة اكتوبر 1964م، وكانت الراحلة د. خالدة زاهر اول إمراة تنتظم في صفوف الحزب ، وساهم الحزب في قيام الاتحاد النسائي الذي لعب دورا كبيرا في كل المكاسب الراهنة التي نالتها المرأة السودانية. ساهم الحزب في دعم وتطوير حركة الفن والابداع " شعر ، موسيقي، مسرح، فن، كتابة...". كما هو واضح من البصمات التي تركها الشيوعيون في هذا الجانب. كما دافع الحزب عن الحقوق والحريات والديمقراطية والتي كانت بندا ثابتا في نضاله اليومي ضد الانظمة الديكتاتوية العسكرية والمدنية التي صادرت تلك الحقوق. ساهم الحزب في قيام اوسع التحالفات والجبهات ضد الاستعمارحتي خروجه ، وضد ديكتاتوريتي " عبود والنميري" حتي سقوطهما في ثورة اكتوبر 1964 وانتفاضة مارس- ابريل 1985م.، وثورة ديسمبر 2018 ، وتوصل بعد كل تلك التجارب أنه لا يكفي قيام التحالف الواسعة والتوقيع علي المواثيق ، بل يجب العمل علي تنفيذ تلك المواثيق أو التغيير الجذري الذي يخرج البلاد من الحلقة الجهنمية ( ديمقراطية – انقلاب- ديمقراطية -) ووضع الحد للانقلابات العسكرية باستدامة الديمقراطية والدولة المدنية الديمقراطية . 4 كان الحزب أول من طرح شعار الإضراب السياسي العام والعصيان المدني في أغسطس 1961م لاسقاط نظام عبود ، ونجح الشعار في ثورة اكتوبر 1964 ، كما طرحه في يناير 1974 لاسقاط ديكتاتورية النميري حتى تمت الاطاحة به في انتفاضة ابريل 1985 ، وطرحه ايضا في أغسطس 2015 لاسقاط ديكتاتورية الانقاذ ، حتى نجح مع جماهير شعبنا في اسقاط رأس النظام البشير في ثورة ديسمبر 2018 ، ويواصل مع قوى التغيير الجذري حاليا في تصعيد النضال الجماهيري بمختلف الاشكال حتى الانتفاضة الشعبية والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط انقلاب 25 أكتوبر وانتزاع الحكم المدني الديقراطي.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
-
الذكرى الخامسة لرحيل المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم
-
إعلان دستوري لشراكة دم جديدة!!
-
اليقظة لمواجهة المبادرات الهادفة لتصفية الثورة
-
الانقلاب والتفريط في السيادة الوطنية
-
وُلد الانقلاب ميتا وفاشلا
-
سيول بشرية هادرة صوب اسقاط الانقلاب
-
ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي (٢)..والاخيرة
-
ما الهدف من الهجوم علي الحزب الشيوعي؟
-
الإعلان الختامي لورشة قوي الحرية والتغيير
-
زيادة اسعار المحروقات مزيد من الافقار
-
خطاب حميدتي واتفاق جوبا
-
التغيير الجذري لمفارقة غياهب التخلف
-
حتى لا يكون التقييم تبريرا للأخطاء
-
حول طبيعة ما حدث في 19 يوليو 1971م
-
دورة لجنة مركزية في عاصفة لإرهاب
-
اوسع مقاومة للعنصرية والانفلات الأمني
-
حول مفهوم الرأسمالية الوطنية ودورها في التنمية
-
شروط الصندوق وثورتا سيرلانكا والصين
-
تجربة فشل الفترات الانتقالية.. ثورة اكتوبر نموذجا
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|