لأصدقائي كورد سوريا

مروان حمود

الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 07:49
المحور: القضية الكردية
    

يُكثر الكورد السوريين من ذكر أنهم كعدد ونسبة يأتون بالمرتبة الثانية بعد العرب، وعلى هذا الأساس يعتبرون وجودهم قوميا كثاني أكبر قومية بسورية، وعليه فلهم الحق بكذا وكذا وكذا، إلا أنني أرى أنهم بهذه الرؤية يعيدون أنفسهم إلى المرتبة الخامسة أو السادسة!!، فالعرب ليسوا القومية الأولى إنما هم كعدد ونسبة حقيقية يأتون بعد السريان والآراميين والآشوريين والفينيقيين إلخ.
لغويا هذا يصح لأن اللغة العربية أصبحت هي لغة التكلم الأولى منذ قرون على إثر الغزو الإسلامي العربي لها ولاحقا لكون "الدستور" أقر بأنها اللغة الأساسية، وعلى هذا الأساس جُعِلت لغة المؤسسات الرسمية والتعليم وغيره لتصبح فعليا هي لغة الدولة. فالعروبو إسلامويين هم الذين يديرون الدستور الراهن ويحتكرون السلطة وكل التعديلات الدستورية. وبغض النظر عن إنقلاباتهم و"ثوراتهم" وإطاحة بعضهم بالبعض الآخر، فهم جميعا من ذات المنهل، أما خلافاتهم فكانت ولاتزال سلطوية سطحية. والسبب الآخر تمثل بضمها لجامعة الدول العربية، لحسابات ومصالح محلية وإقليمية.
وللعلم فاللغة الرسمية للولايات المتحدة هي الإنكليزية وكذلك لأوستراليا وغيرها، لكنها ليست إنكليزية، ولا البرازيل برتغالية ولا المكسيك إسبانية إلخ.
ماوودت قوله ببوستي هذا أن على كل الشعوب السورية تجاوز الروابط القومية والدينية والقبلية التي قسُمت السوريين إلى مراتب ودرجات مختلفة بسوريتها، والعبور بها إلى الرابط الأرقى والأمضى، وهو ماتحتمه وتنميه دولة المواطنة التي تزيح بها أهمية الولاء لها والمساهمة بتنميتها وتطويرها، أهمية ووزن النسبة العددية والحيُِز الجغرافي لهذا الشعب أو ذاك. أي أهمية التشارك بكيفية تحسين جودة الحياة بها، وببعدها أو قربها من الحياة الإنسانية والراقية، الدولة الواحدة جغرافيا والمتعددة/الثرية ثقافيا (لغويا/دينيا/طائفيا إلخ) والتي أمن وأمان وسعادة الإنسان جوهر أهداف كل مواطنيها وسلطاتها ومؤسساتها وديناميتها. هذا ماأجد وجوب جعله على رأس قائمة إهتمامات الكورد وليس إضاعة الوقت والجهد لتحقيق حلم الدولة الكوردية الموحدة الشبيه بحلم الوحدة العربية عند العروبيين أو دولة الخلافة الإسلامية عند المسلمين أو أو أو، إستيقظوا ياأصدقائي لنحتفل بالنوروز وأكيتو والميلاد والفطر ورأس السنة العالمية والأرمنية والشبات شالوم إلخ معا ودوما و Roj baş.
*أبو فارس النمسوري *

#مروان_حمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات