أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر عطا الله - لماذا نسميها عمامة النبي ؟ ...














المزيد.....


لماذا نسميها عمامة النبي ؟ ...


حيدر عطا الله

الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 20:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقدس الأوساط الإسلامية قطعة القماش التي يعتمرها الرجل الذي يشتغل بالدين ، وفق تبرير يقولون فيه انها عمامة النبي وهكذا نقد من يرتديها يكون بحكم المحرم ، فهذا الرجل حتما ودون نقاش طاهر لا يمسه سوء .
هل هذه حقيقة ؟ ولماذا نجد أناسا ارتدوها واساءوا ؟ وهل العمامة تعصم مرتديها ؟ .

بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع الطرح الديني بكليته فنحن هنا لا نناقش دينا ، ولسنا مع أو ضد ، إنما نناقش ظاهرة نلمسها بشكل يومي وفي كل نقاش ...
من أين أتت هذه الظاهرة وكيف نمت ؟ .. ان التقديس رافق الإنسان منذ البدايات الأولى لتكوينه ، لقد قدس كل شيء تقريبا بشرا وحجرا وبقر ، كل يقدس بحسب دينه !
لقد نمت ظاهرة العمامة بفعل الرجال المشتغلين في الدين ، لكي يمنحوا انفسهم قيمة وهيبة وحضور ، فهي مصدر الرزق العظيم وفخامة الحضور الإجتماعي . فإذا ما جردنا أحدهم منها لا يعد شيئا يذكر .

لقد صارت قطعة القماش كل شيء ، فهل هي فعلا تشير إلى النبي ، وإذا كانت كل عمامة هي للنبي ، فماذا نقول في عمامة ابي لهب ورافضي نبوة النبي من اهل قريش بل وحتى عمامات الهنود الملونة وغيرها ؟ .

ان النبي أتى وفقا لإحدى آيات القرآن ليتمم مكارم الأخلاق وليس ليصمم زيا مقدسا .

ماذا لو لم يبشر النبي بنبوته ويدعو لها وقتذاك ، وأتى اليوم مبشرا ، فهل سيرتدي عمامة ؟ ام سيرتدي زيا معاصرا كالبدلة او العقال .
الجواب انه سيرتدي زي المدينة التي نشأ بها ، ايا كانت هذه المدينة عراقية ام هندية ام سعودية ، وما العمامة الا زي عربي قديم ، فلكل أمة لباسها مع شيء من التحديث - الذي أصاب الزي الان - والخلط بحكم العولمة .
اذن أين العمامة من ذلك ؟ اذا ارتدى النبي جينز فهل سيقدس الناس الجينز ؟! ...

ان يسرق المشتغلين في الدين عقول الناس ويسطحون وعيهم أمر خطير ، تاريخيا قد حدث ذلك وقتل الناس بعضهم ونفذوا فتاوى ما انزل الله بها من سلطان ، كل ذلك فقط لأن الناس سلموا أمرهم لغيرهم وتركوا نعمة العقل تذهب سدى ...

حتما ان الله لا يرتضي لك الحماقة والتفاهة والطاعة العمياء ، ما ادراك قد تكون مستغلا كغيرك ، فالذي فجر سوق او نفذ حكم قتل لم ينطلق من وعي وقراءة وتدبير ، إنما تم سوقه كما يساق اي جاهل .
ان الكثير من أفعال المسلمين تخالف دينهم في مواضع عدة ، فالنص القرآني يشير بوضوح إلى تكريم بني آدم ، وبالامس نجد ابن آدم يتبرك ببصاق رجل دين !

لقد غادر الكثير من الناس ثقافة القراءة والبحث وإثارة السؤال ، وبذلك يكون العقل قد غادر أيضا ، لدرجة صار الانسان يتبرك بكل شيء ، ويقدس أي شيء ، دون أن يطلب مسوغا لذلك او دليلا واعيا .

فلو قرأ الإنسان لإعتد بنفسه ، وحلل الافعال والاقوال قبل ان يؤمن بها ، فما بالك بقطعة القماش .



#حيدر_عطا_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسراءعراقيل
- عطش دجلة خطيئة اقترفها الجميع (شعب و ساسة) - ماء دجلة شربه ا ...
- العلمانية تنصر القضية الحسينية وتحفظ وجه الإسلام . .
- الأداء الرمزي للممثل المسرحي
- الجسد النسوي ومرجعياته السوسيولوجية


المزيد.....




- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيدر عطا الله - لماذا نسميها عمامة النبي ؟ ...