أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - فداك أبي وأمي يا رسول الله ؟! عن سلمان رشدي














المزيد.....


فداك أبي وأمي يا رسول الله ؟! عن سلمان رشدي


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمّة شعار خطير وشائع في الخطاب السياسي والشعبي الاسلامي ( فِداك أبي وأمي يا رسول الله!) وضِمنا فداك نفسي يا رسول الله! ويرد هذا الشعار كذلك بصيغ مختلفة منها ( فداك نفسي وأهلي ومالي وعرضي يا رسول الله- إلا رســــــول اللــه، فداك روحي يا سيدي يا رسول الله فداك روحي وأهلي ومالي يا حبيب الله) ونجدة مُتضمّنا في أشعار المدائح النبوية والأغاني الدينية ، ونجده مُتصدرا بروفايل صفحات الكثيرين في الفيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي، وكذلك في شعارات المتظاهرين الغاضبين عندما يتعلق الأمر بالتعرض النقدي أو السلبي لشخصية النبي محمد من قبل كتاب وسياسيين لا يُشاطرونهم قدسيّة النبي محمد. وتعقيبا على ذلك أعرض للنقاط التالية:

أولا- النبي محمد قد مات منذ 1400 سنة ، وبالتالي كيف يفدي شخصٌ ( ما زال على قيد الحياة) شخصاً ميتا!
ثانيا- ليس من حق الإنسان أن يتكلم نيابة عن أبيه وأمه في هكذا قضية، ويضحّي بهما بغض النظر عن السبب.
ثالثا- كم هو قليل أصل وعاقّ لوالديه الذي يقبل بقتل أبيه وأمه، أو يستسهل قتلهما في سبيل أي قضية أو هدف هو يؤمن بها ( فهذا شأن يخصّه)
رابعا- الموت ليس خيارا للانسان بل هو اضطرار، فالأصل هو الحياة. الأصل هو التضحية لهدف تحسين شروط حياة الكائن وضمنا المجتمع والانسانية. مقدار التضحية يجب أن يتناسب مع الضرورة وخطورة الموقف المباشر، فعامة الناس عبر العصور والمجتمعات يقبلون أو يعرّضون أنفسهم لخطر الموت في سياق الدفاع المباشر عن النفس، أو في سياق دفع الأمهات لضرر مُحدق يحدث لأولادها مثلا، وعدا ذلك ليس ثمة مغزى حيوي من استسهال الموت والترويج له!

خامسا- ترد هذه العبارة في كتب التراث من الأحاديث والسيرة ولم ترد في القرآن الكريم ، وترد منسوبة لأبي بكر الصديق ( وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا) وترد منسوبة للنبي نفسه مخاطبا سعد بن أبي وقاص ( نَثَلَ لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِنَانَتَهُ يَومَ أُحُدٍ، فَقالَ: ارْمِ، فِدَاكَ أبِي وأُمِّي) ويبدو أن هذه الجملة كانت شائعة الاستخدام في خطاب العرب آنذاك إبان زمن البعثة النبوية، وهي تعبّر عن ثقافة مجتمع قبلي منغلق يعتبر الانسان جزءا من قبيلة وسلسلة النسب وليس كائنا مستقلا واجب الاعتبار! وهذا أحد الأمثلة على إغفال البعد الزمني- التاريخي في نقل المرويات وأعاده تصنيع الإيديولوجيا الاسلاموية بما ينتهك منطق العصر الذي نعيش فيه، وضرورة احترام حقوق الانسان ( وضمنا الانسان المسلم)

سادسا-أفترض أنّ النبي محمدا جاء برسالة الاسلام لتعزيز أولويات الحياة والعدل ومصالح الأحياء وليس خلاف ذلك، ولكن منطوق هذا الشعار الذي يستخدمه الكثير من مُحبي النبي يناقض ذلك!
سابعا- بمناسبة الاعتداء بمحاولة قتل الكاتب سليمان رشدي من قبل شاب مسلم في نيويورك مؤخرا استجابة لفتوى الخميني وكثير من خطباء ومتصدري المشهد السني والشيعي، أقول هكذا فعل إجرامي يدعم وجهة النظر القائلة بأن الاسلام ( دين إرهابي ) وبحيث يصعب تسويق شعار ( نبي الرحمة)! المسؤولية في تصحيح ذلك تقع على عاتقنا نحن المسلمون والمنتمين إلى الفضاء الثقافي العربي الاسلامي في ضرورة تقديم خطاب اسلامي يوافق العصر واحترام قيم التسامح واحترام حقوق الانسان ( وضمنا الانسان المسلم)

ثامنا- ما هو تأثير هكذا أعمال ارهابية على سمعة الاسلام، وحال مجتمعات المسلمين في الغرب وسمعة دولهم ؟! ومن المُستفيد من ذلك؟!
تاسعا - لا أثق ولا أطمئن لشخص يناهض الحاكم المستبد العربي ويردد شعار( فداك أبي وأمي يا رسول الله)! فهكذا شعارات وهكذا فكر يُفسّر جانبا كبيرا من بؤس ثقافة المجتمعات العربية الاسلامية، وضمنا السلطات السياسية الحاكمة فيها والتي تستفيد من توظيف هؤلاء الأغبياء في مشاريعها الخبيثة ومشارع الغزاة الطامعين بنا على اختلاف مشاربهم.

ودامت إرادة الحياة في مواجهة القصور



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلم الخيمة 56 وأسئلة الثقافة الزائفة!
- عن مجزرة حي التضامن ولعنة الطائفية
- موفق زريق تعقيبا (على اسلام بلا معجزات) هل يمكن دراسة الدين ...
- أحمد الرمح تعقيبا على ( نحو إسلام بلا معجزات)
- المَظلوميّات ! حوار أعرج على تخوم الطائفية
- عن الاسلاموفوبيا وجريمة دهس لندن/ أنتاريو
- ليس انتصارا وليس هزيمة!
- فلسطين والنضال اللا-عنفي.. والصديق خضر قاسم.
- عن السيارات والاسلام وحوار -غير ودّي - مع فواز تللو
- حول الإله الشخصي ورسالة من السيدة الفاضلة
- تسع ملاحظات عن الاسلام و جريمة قتل الأستاذ الفرنسي
- عن حرق القرآن الكريم والقداسة والاحتجاجات
- عن العلويين وأحمد كامل وقلع العيون!
- مقالة في العيد، مناسبات للفرح ولكن!
- عن كورونا والاعجاز العلمي عند كونفوشيوس!
- من الطاعون إلى وباء كورونا.. مفاصل في تاريخ البشرية
- هل كورونا جند من جنود الله ؟
- سبعة ملاحظات حول الديكتاتوريات ووباء كورونا
- تسعة ملاحظات حول وباء كورونا المُستجد
- عن الحشيشة وبرهان الحدوث وأحزاب الله!


المزيد.....




- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - فداك أبي وأمي يا رسول الله ؟! عن سلمان رشدي