نبيل حاجي نائف
الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
معروف أن أي فكرة مهما كانت لا بد أن يكون مر عليها بعض العقول , يمكن أن يطورها أو يعدلها . وأن كل فكرة تخطر ببالنا لا بد من وجود ما يشابهها , أو أصول لها في عقول من سبقونا أو من هم معنا .
لذلك بحثت على النيت لأعرف من استعمل مفهوم الكائنات الفكرية , فوجدت عدد قليل وأهمهم هو الدكتور المنصف المرزوقي فهو يقول :
إن الإيديولوجيا كائن حي بأتم معنى الكلمة . فالحياة ليست خصائص الكائنات البيولوجية فحسب , وإنما هي من خصائص الكائنات الفكرية أي
والكائنات لا تموت بسهولة , وإنما تقضي جزءا هائلا من الحياة في محاولة يائسة للبقاء الدائم إذا أمكن .
لذلك سنرى أن كل إيديولوجيا تسخر كل ما يمكن تسخيره من ناس وفكر وعنف للسيطرة والديمومة , لكن قانون الكون الأول لا يسمح لأي حي بالخلود لأن قانونه هو التغير الدائم .
لذلك أقول أن على المرء أن لا يتعجل الطبخة وأن لا يحاول التصدي لها , فقوانين الكون الجبارة سارية المفعول على أجسامنا ومعتقداتنا مهما تشبثت بالحياة .
ومن ثمة , فإنني أجزم أن الصراع بين الأصالة والتفتح , الإيمان / والإلحاد , والعقل / النقل , والمعقول / واللامعقول وسائر ما يطلق من التسميات لوصف بعض المضاعفات الفكرية والسياسية هنا وهناك الناتجة عن التطاحن التكنوإيديولوجي لحضارتين مختلفتين سيتواصل زمنا لا يمكن تحديده بالضبط وأن نفس العملية ستجدد على مر العصور كلما تغيرت المعطيات التكنولوجية , وأن قوى التحرر والاستبداد ستستمد دوما أسلحتها من هذا الصراع وتشارك فيه بهذه الأسلحة .
هل يعني هذا أننا مسيرون لا مخيرون لا من قبل قوة غيبية قاهرة ولكن من طرف قوة تكنولوجية , إيديولوجية . وأن علينا أن نكتفي بمحاولة الطفو على سطح هذا المحيط المضطرب الذي تتحرك في أعماقه طبقات جيولوجية جبارة لا قبل لنا بالتعرض لها , والقول أننا دورنا على تواضعه في دفع المشروع التحرري إلى الأمام يقتضي منا دوما أن نحاول إضافته إلى ما يغلى في قدر التاريخ دون أن نجزم بشيء .
يصبح السؤال عندئذ ما الذي يمكن أن نضيفه من تصورات وأفكار تكون في خدمة التحرر بعد أن اقتنعنا بالنصف الآخر للمعادلة أي ضرورة هضم البديل التكنولوجي والعمل دوما على تطويره ؟ لنركز من جديد على أن الثورة التكنولوجية تولد الثورة الإيديولوجية وتتولد عنها في إطار العلاقة الدائرية والترابط الوثيق الذي يجب أن لا نغفل عنه لحظة واحدة .
#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟