حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 11:00
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من المعروف للجميع ، بأن العراق من البلدان القليلة التي تتميز بالتعدد القومي والديني والمذهبي والسياسي والحزبي وحتى تعدد المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية بعد إنهيار الدكتاتورية ، وهذا شئ يستحق الإعتزاز والإهتمام بتعددية وألوان العراق الجميلة .
ولكن ظهرت على السطح هذه الأيام ، تعددية الجيوش والفيالق والسرايا والكتائب المسلحة ، وبأسماء وشعارات طائفية وعنصرية مختلفة ، غريبة عن تراث وتاريخ وحضارة وتعايش وتآخي شعب بلاد الرافدين .
حيث نجد الآن ، بأن هناك الكثير من الأحزاب والمنظمات والكيانات السياسية العراقية والمتمثلة في الحكومة ومجلس النواب العراقي ، لها جيوشا وفيالقا طائفية مسلحة منتشرة في مناطق واسعة من العراق ، وتفرض نفسها بقوة السلاح والتهديدعلى العراقيات والعراقيين .
ومن الغريب في الأمر ، أن هذه الميليشيات المسلحة أصبحت تتقاتل فيما بينها ، حيث ذكرت لنا الأخبار بأن هناك إشتباكات مسلحة قد حصلت بين عناصر تابعة لميليشيا جيش ( المهدي ) الشيعية مع مسلحين من جيش ( عمر ) وهو فصيل مسلح موالي ومؤيد لجبهة التوافق السنية ، وقد حصلت هذه المعارك في مدينة الحرية في العاصمة العراقية بغداد .
وبعد كل هذا ، من حقنا أن نسأل ، قادة هذه الأحزاب والمنظمات والكيانات السياسية التي ترعى مثل هذه الميليشيات المسلحة التي ترتكب أبشع الجرائم بحق أبناء العراق ، إلى متى تتمسكون بميليشياتكم المسلحة التي تتجاوز على المواطنة العراقية والقانون والعدالة وحتى السيادة الوطنية ؟ .
وهل أن هناك بلدا في العالم ، تتعدد به الجيوش والفيالق والميليشيات ، وهي التي أصبحت بديلا عن الجيش الوطني والشرطة وأجهزة الأمن الإخرى ؟ .
وهل تعرفون بأن جيوشكم وفيالقكم الطائفية والمناطقية هذه ، هي أحد أسباب عدم الإستقرار والهدوء وسيادة الفوضى والفلتان الأمني في العراق ، إضافة الى الإرهاب والتدخلات الأجنبية والإقليمية منها ؟ .
فعليكم أن تختاروا يا قادة الكيانات السياسية والميليشيات ، ما بين وجودكم وإستمراركم في الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي بشكل قانوني ودستوري ، أو قيادتكم لمثل هذه الميليشيات اللا شرعية التي تتعارض مع تمثيلكم البرلماني والحكومي ، لأنه لا يمكن الجمع أبدا ما بين قيادة دولة ومجتمع وقيادة ميليشيات مسلحة في نفس الوقت ! .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟