أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - حول ردود الفعل على كلمة بابا روما














المزيد.....


حول ردود الفعل على كلمة بابا روما


وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 1684 - 2006 / 9 / 25 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



التاريخ البشري يحمل في طياته سلبيات وإيجابيات . والتاريخ الإسلامي لا يخرج عن هذه القاعدة . فالكل في العالم الإسلامي يعلم بل ويعلم تاريخ بداية انتشار الإسلام في حياة محمد ثم بعد مماته . العالم الإسلامي يحتفل بالغزوات التي قام بها محمد نفسه عدة مرات سنوياً ويسرد بالتفصيل الانتصارات أو الهزائم التي حدثت له ولجيشه ولا أحد يستنكر ذلك وكتب التاريخ التي تدرس في مدارس العالم الإسلامي خير شاهد على ذلك التاريخ وأنا شخصياً واحد من هؤلاء الملايين الذين درسوا ذلك التاريخ في مدارس مصر .
ومازالت بعض الدول الإسلامية كالسعودية تضع على علمها الشهادة الإسلامية بين سيفين ولا يخفى على أحد مخزي ذلك وهو انتشار ونشر هذه الشهادة بالسيف وإلا ما الداعي لوضع السيفين على العلم ؟ جماعة الإخوان المسلمين شعارها مكون من القرآن والسيف ولا يمكن أن يتجاهل أحد دعوتهم على نشر الإسلام من خلال الجهاد المسلح وهذا واضح من كل خطاباتهم وكتبهم التي تحتوي على استراتيجيتهم في غزو العالم بالقوة والجهاد المسلح الذي يعتبرونه فرضاً على كل مسلم حتى يصير العالم كله مسلماً .
فمن المفروض أن يتعامل العالم الإسلامي ومؤسساته مع هذه القضية بعقلانية وواقعية خلاف ما نراه اليوم في الشارع الإسلامي حيث يدفع بعض الخبثاء بالبسطاء من المسلمين للتظاهر وطلب الانتقام أو الاعتذار ويقوم آخرين بالاعتداء على الكنائس التي لا تنتمي أصلاً للكنيسة الكاثوليكية بالقنابل كما حدث في الضفة الغربية .
يجب أن يعترف العالم الإسلامي بهذه الحقبة التاريخية ولا ينكرها ، لأنه في إنكارها أو محاولة طمسها دليل على أنها من الأفعال المخجلة والمشينة في جبين الإسلام ؟ ألم يقم محمد ورجاله بغزوات في مكة والمدينة وباقي المدن العربية ؟ ألم يقم الخلفاء بتسيير الجيوش خارج صحراء الجزيرة العربية لغزو البلاد الأخرى ؟
من المخجل حقاً أن نقرأ في بيان شيخ الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية أن الجهاد في الإسلام هو فرض للدفاع ضد المعتدي ؟ هل البلاد التي قاموا بغزوها المسلمين الأوائل كان أهلها شنوا اعتداء على المسلمين في بلادهم ؟ هل قام الجيش البيزنطي الموجود في مصر بالهجوم على المسلمين في الصحراء العربية أم جاء عمرو بن العاص بجيشه ليغزو مصر ويفرض عليها الإسلام ؟ هل قام الأسبان بالهجوم على المسلمين في بلادهم حتى قام طارق بن زياد بغزو الأندلس ؟
بأي عقيدة قام الأتراك بإبادة أكثر من مليون أرمني مسيحي في بداية القرن الماضي ؟
لقد كتبت من قبل كما كتب الكثيرين أن الإسلام أمام مشكلة كبرى في العصر الحديث وهي اتخاذ موقف واضح وصريح من الآيات القرآنية التي تحتوي على عداء صريح للمسيحيين وعقائدهم ؟
هل سيعتذر المسلمين وقادتهم عن المجازر التي ارتكبت في البلاد التي غزوها ضد سكانها المسيحيين أو غير المسيحيين استناداً لهذه الآيات ؟ هل ستقوم السعودية بتنقية المناهج الدراسية التي تحض على كراهية المسيحية والمسيحيين والغرب والتي كانت سبباً في تربية وتنشئة أجيال من الإرهابيين ؟ هل ستعتذر السعودية وتعوض ضحايا الإرهاب التي قامت بتدريب وتنظيم أعضائه وتخطيط تنفيذه في الدول الغربية ؟
قبل أن يطالب العالم الإسلامي البابا بالاعتذار لابد لهم أن يقوموا بالنقد الذاتي Mea Culpa والصريح وهي كأي عملية جراحية ستكون صعبة ومريرة ، وذلك لأنهم أما أن يعترفوا بهذه الحقائق التاريخية التي ذكرها البابا والتي يعرفها الجميع أو ينكروها وبالتالي يتنكروا لما ذكر في القرآن دون أن يعلنوا أن هذه الآيات أصبحت caduque أي ملغاة . فهذه الخطوة أي Mea Culpa أي الاعتراف بأخطاء الماضي أصبحت ضرورة ملحة ولكن لابد منها حتى يستطيع العرب والمسلمين من اللحاق بقطار الحضارة الحديثة .
كلمة أخيرة وهي أن سبب كارثة الشعوب العربية والإسلامية تكمن في حكامه ورجال الدين الذين حولوا الله إلي سلعة يسترزقون منها ، مستعبدين عامة وبسطاء المسلمين لخدمة مصالحهم الخاصة .
أن قداسة الحبر الأعظم قام بسرد حادثة تاريخية لحوار دار في القرن ال 41 كما كانت تدور حوارات كثيرة مثلها من حيث المحتوى في العصر العباسي بحضور الخلفاء ورؤساء الطوائف دون أن تحدث مثل ردود الأفعال اليوم . أن ما قصده البابا أن مثل هذه الحوارات التي نراها اليوم أو غيرها أو النظرة المسيطرة على غالبية العالم الإسلامي بالنسبة لغير المسلمين لا يمكن أن تساعد أو تساهم في حوار بناء بين الشعوب المختلفة دينياً (هذا تفسيري الشخصي لما ذكره) ، وكذلك أن محاولة نشر دين بالسيف أي بالعنف كما يخطط الجماعات الإسلامية المتطرفة باسم الدين الإسلامي لا يمكن أن يقبله عقل لأنه بالتأكيد لا يتفق مع مشيئة الله الذي يدعو البشر بالإيمان به عن حب وحرية مطلقة .
لابد للعالم الإسلامي أن ينظف بيته أولاً ، ثم يعتذر عن ما ارتكبوه في حق الآخرين ثانياً ، وبعد ذلك يطلب من الآخرين الاعتذار .
أن بعض علماء المسلمين وعقلاءهم يفهمون جيداً أن البابا لم يسئ للإسلام ، ولكنهم مجبرون على مجاراة الغوغاء والرعاع والتيارات المتطرفة التي تصطاد في الماء العكر ، بالإضافة لاستغلال الحكومات العربية والإسلامية لهذا التصريح بصرف بسطاء المسلمين الذين يعيشون في الضنك والفقر المدقع من الضغط عليهم .
بكل أسف يوجد في العالم الإسلامي جماعات على مثال القاعدة والإخوان المسلمين كثيرة مازالت تحلم وتعيش على إمكانية نشر الإسلام كما حدث في القرن السابع الميلادي بخيول وسيوف ويتصورن أن ذلك من السهل تحقيقه ولذلك ينتهزون أي فرصة لتأجيج الصراع الديني . في الواقع أن العالم الإسلامي هو الذي يبحث عن الصراع الديني وذلك بتخطيط من حكوماته التي تربي أجيال على الحقد والكراهية الدينية في مناهج التعليم ومن خلال وسائل الإعلام .



#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيجوز حذف نصوص أو كلمات تاريخية وجغرافية من الكتاب المقدس؟
- مفهوم الولاء الكنسي عند الأقباط
- مستقبل قضية حقوق الأقباط
- مرشد الإخوان يهدد الحكام العرب والمسلمين بالقتل
- الأقباط والإصلاحات الدستورية القادمة
- أحقاً قتلنا الله وصارت دور العبادة مقابر له ؟
- الوزير الهلفوت صبي العالمة -العدلي- يتحكم في حياة المصريين
- الأقباط ... في مواجهة ساعة الصفر في مؤتمر واشنطن
- انحطاط الصحافة والاحزاب المصرية
- مِمَّنْ يسخر الأمير سلطان ولي العهد السعودي
- الرئيس -المنتخب- لا يتمتع بالشرعية؟
- هل سيكذب شعب مصر المثل القائل -القط يحب خناقه-
- رؤية قبطي في مهزلة الانتخابات المصرية
- من يحتاج لحزب سياسي في مصر الإخوان المسلمين أم الأقباط؟
- نداء عاجل إلي ملك السعودية للإفراج عن المسجونين المسيحيين
- شرم الشيخ وتفجير قضية الإرهاب
- الأخطاء القاتلة للقادة الغربيين
- هجوم رعاع القاعدة
- ر د على مقالة الدكتور محمود زقزوق ورفض مبدأ التكتلات الدينية ...
- بداية انهيار أعمدة الصحافة الحكومية المصرية الكاذبة


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - حول ردود الفعل على كلمة بابا روما