أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح3














المزيد.....

اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7336 - 2022 / 8 / 10 - 04:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعود إذا إلى فهم الزمن من خلال علاقته بالمكان أو ما يطلق عليه الآن بالزمكان الذي أشار إليه علماء الفيزياء عندما دمجوا المكان بأبعاده الثلاث مع الزمن ليتحول المفهوم الموضوعي للمادة إلى فضاء بأبعاد اربعة، هم الأبعاد المكانية الثلاثة التي نعرفها، الطول والعرض والارتفاع مضاف إليها الزمن كبعد رابع، هذه الفضاء الرباعي تشكل النسيج أو الشبكة التي تحمل كل شيء في هذا الكون، كل جسم "مادة" مهما كان حجمه وكل حدث يخضع لها، فلا وجود للأشياء ولا للأحداث خارج نطاقي الزمان والمكان، وبناء على هذا التصور يمكن للفيزياء أن تفسر مثلا التأثيرات النسبية المرافقة لحركة الوجود، مثل السبب وراء التباين الذي يراه مراقبون مختلفون في زمن ومكان وقوع حدث ما.
قد يكون مفهوم الزمكان وسيلة إدراكية تفسر للخارج ظاهرية الحدث أستنادا إلى مسلمات يعدها الذهن البشري بديهيات، مثلا الأبعاد الثلاثة الطول العرض والأرتفاع والتي تحدد ظاهرية المكان بالنسبة لنقطة محددة، بدون هذه النقطة لا يمكن أن نتصور وجود الأبعاد أصلا، فالمكان في تفسير الفيزياء الظاهراتية يختلف عن الفيزياء المادية، حيث تدرس الأولى المكان بأعتباره ما يشغل حيزا في الوجود له ماهية قياسية محددة سلفا، فالمكان فيها هو المادة "كتلة-الكون"، وهذا المفهوم يتجاوز المكان كمادة أساسية مجردة بلا معيار خارجي، أي أن المادة في الفيزياء المادية ترى في أصغر وحدة تحمل صفات وماهية الوجود كاملا هي المكان الذي يكون في جوهره الزمن بعيدا عن الكتلة ولا السرعة ولا أبعاد الأخرى، لأنها أساسا بعد واحد في ذاته لذاته.
قال الفيزيائي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ماكس تيغمارك "يمكننا تصوير واقعنا إما على أنه مكان ثلاثي الأبعاد تحدث فيه الأشياء بمرور الوقت، أو مكان رباعي الأبعاد لا يحدث فيه شيء "كتلة الكون"، وإذا كانت هذه هي الصورة الثانية فعلا، فالتغيير هو في الحقيقة مجرد وهم، ولشرح هذه الفكرة التي ترتكز على التفريق بين أحتمال أن الزمن يمر عبر المكان ليقطعه بموجب معيار خارجي وهو السرعة، فالزمن إذا خارج المكان ولا ينتمي له فنكون قد فرقنا بين المادة وحركتها التي تقاس بالزمن أو تعبر عنه خارجا بالزمن، أما لو كان الزمن في عمق المادة أي في جوهر المكان فيكون وجود المادة هو وجود كامل مطلق لا ينفصل، وبالتالي فأي تغيير هو في الحقيقية حركة وجودية داخل المادة طبيعي بمعنى أنه ليس حادثا ولا جديدا، وإن شعورنا به ما هو إلا وهم ذهني لأننا أدركنا جزء من الحقيقية، فهي لدينا حقيقة مضافة وليست جزء من حقيقية قديمة.
نعود لأصل بحثنا عن اليوم الأخر أو يوم الحساب بناء على حقائق الزمن والمكان، اليوتوبيا الدينية هنا تخبرنا أن لازمن سيكون في زمن ما في لا مكان يتخذ منه الحدق مكان، ليعيد حركة الوجود للخلف أي كسر حركة الوجود بالأتجاه المعاكس لجعل المستقبل هو الماضي إنطلاقا من نقطة (Now) غير محددة، وبالتالي يكون الفضاء المقترح هنا أولا بلا أبعاد ولا معيار لتحديد الإحداثية في مسار الزمن، بمعنى أن الحركة الوجودية تتوقف خارج مكان اللا مكان لتشير إلى حدث مخالف لقوانين الوجود الأساسية، أي أن إعادة كل الوجود وكل حدق لمنطقته الزمانية والمكانية وحسب ما حدث فعلا يستلزم أستحضار كل سلسلة (Nows) في نقطة واحدة تمثل (Now) الحدث فقط، وأيضا جمع كل حركة المادة في تاريخها في نقطة مكانية واحدة، أشبه بما يعرف أدبيا بالتكثيف السردي كتشبيه مقارب.
إذا اليوتوبيا الدينية تريد تجميع كل الزمن في نقطة واحدة في لا زمن لتقوم بجمع كل المكان "المادة" في مكان واحد لتخرج الزمن التاريخي والمكاني التاريخي وتجردهم من الأبعاد الخاصة بهم، لتخاصر الوجود في زمن ومكان لحظي آني له طبيعة مخالفة تماما لطبيعة (المكان _ الزمن) أي لطبيعة المادة الأصلية التي سيجري عليها حدث الحساب، هنا الإشكالية المنطقية إذا كانت المادة بأعتبارها (المكان _ الزمن) مختلفة ولا تنتمي للماضي فكيف يكون الحساب على عالم وجودي مختلف، وإن كان الأستحضار الذي سيكون في اليوم الأخر هو على نفس (المكان _ الزمن) القديم فقوانين المادة والوجود تتعارض مع الفرض اليوتوبيا لأن ما سيحدث يعني أنفجارا للوجود يسبب حالة عظمى تحرر الطاقة بما يشبه حالة أكثر تأثيرا مما عرف بالأنفحار الكوني.
البعض وأيضا تحت تأثير الإيمان الديني سيقول أن الله الذي بيده مقاليد كل شيء سيتدخل بما لا يجعل الفرض المتقدم ممكنا، لا أتدخل في موضوع القدرة لا نفيا ولا تأكيدا ولكن ما أود الإشارة له الآن هو أن الله الديني أيضا لا يعمل بما يخالف القواعد التي وضعها لحركة الوجود، فهو لا يسمح بزوال الوجود وخرق نواميس المادة لمجرد أنه يريد محاسبتي على فعل بقول الدين أنه خاطئ، هل من المنطقي أن هذا الوجود الذي لا حدود له ولا حتى إمكانية للتنبؤ بما يحتوي يتبدد ويتحول إلى حريق مطلق للوجود بسبب تافه وصغير قياسا لعظمة الوجود، اليوتوبيا الدينية عندما تشطح تجعل من نفسها غابة الوجود وسر الأسرار دون أن تملك هي بذاتها أن تغير حركة بسيطة في علاقة نائية من أطراف الوجود الحرة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح2
- اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار
- تعطيل أعمال مجلس النواب وحله من خلال أستقالة رئيس مجلس النوا ...
- المهدي الموعود فاضل مؤجل
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار ح2
- على سبيل الفرض والافتراض ح7
- الدين والمدينة الفاضلة واوهام المنقذ الجبار
- على سبيل الفرض والافتراض ح6
- على سبيل الفرض والافتراض ح5
- الموقف السياسي العرافي اليوم
- رسالة إلى حامل الأختام المقدسة
- غي خضم الوضع العراقي الراهن مواقف واراء
- على سبيل الفرض والافتراض ح4
- على سبيل الفرض والافتراض ح3
- على سبيل الفرض والافتراض ح2
- على سبيل الفرض والأفتراض
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 21
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 20
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 19
- مذكرات ما قبل الرحيل ج 18


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - اللا زمن في الزمن ... ووهم الجنة والنار ح3