|
تنويعات .. محمد رمضان ونجيب محفوظ
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 23:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تنويعات ..... محمد رمضان ونجيب محفوظ ------------------------------------
1 - مستنقعات المزايدات -------------------------------
من سمات التخلف الحضارى والانحطاط الفكرى والانحدار الأخلاقى ، هو الكيل بمكيالين أو ازدواجية المعايير والمقاييس . سمات تميز المنافقين الكذابين الفاسدين المهزومين ، الذين يستخدمون أفواههم لمضغ الأكل بأسنانهم ولحس الحقيقة بلسانهم ، و التفوه بالهراء المقزز ، لتعويض انهزامهم وضآلتهم وتفاهتهم وعدم انجازهم لأى شئ له قيمة نبيلة ملموسة ، والتغطية على اختلالات عقولهم واضطراب نفسيتهم . من هذه المنظمة تنتج " المزايدة " على الفضيلة وعلى الوطنية وعلى الفن وعلى الدين والتدين . مشهد متكرر مألوف فى بلادنا . منذ يومين بالصدفة وجدت ناس على اليوتيوب بتوع قنوات على قد حالهم وتفكيرهم ومعدل ذكائهم ، المنطبق عليهم الأوصاف السابقة ، يشتمون فى واحد ممثل اسمه محمد رمضان ، أنا طبعا معرفش مين هو محمد رمضان ، بيقولوا ممثل ومغنى وبتاع استعراضات ومسلسلات وأفلام بتجيب أعلى الايرادات . طبعا مش ممكن أعرفه لأن ثقافتى السينمائية والغنائية متوقفة عند أواخر الستينات من القرن الماضى . وبعت التليفزيون من عشرين سنة . أنا امرأة " دقة قديمة " فيما يتعلق بالفن والسينما والأغانى والموسيقى . المهم لقيت برامج على اليوتيوب بتسب وتلعن وتخون محمد رمضان . يقولون : " راح اليونان يشرب خمور ويسكر مع فتاة اسرائيلية مجندة فى الجيش الصهيونى المحتل فلسطين ، وعمال يحضنها ويبوسها ، ولا همه ربنا ، ولا دينه ، ولا وطنه ، ولا فلسطين .. ده كده هو بيطبع علنا مع اسرائيل ، وبيعمل تشويه لصورة الفنانين من مصر اللى رافضين التطبيع .. مش كفاية أفلامه اللى علمت الشباب المصرى المتدين بطبعه البلطجة ومسك السلاح والعنف والتحرش وقلة الأدب ، ده عنده عربيات بالهبل وطيارات خاصة ومليارات ، بيعمل كده علنا مش خايف من غضب المصريين ، مش خايف مراته تشوفه ، مش خايف من تهمة الخيانة الوطنية ". لا أدرى كيف يتحول الجميع الى جلاّدين وأوصياء ووكلاء نيابة وحراس ما يسمونه فضيلة ؟؟. كل واحدة وكل واحد عامل قناة على اليوتيوب ، عبارة عن دقائق معدودة فى محتوى تافه متخلف ذكورى مزايد ، وبقية البرنامج وعظ أخلاقى ووعظ دينى ووعظ وطنى دون أن يرتدوا العمامة . أبسط سؤال : " وانت مالك .. هو انت اللى بتشرب الخمور وترقص مع فتيات من جيش اسرائيل ؟؟. انت مالك انت ولى أمره ووصى عليه والمتحدث الرسمى بالنيابة عنه عند ربنا الذى تعبده وتؤمن به ؟؟. مش انت مبتشربش خمور وبتطيع أوامر دينك ومش عامل تطبيع مع اسرائيل خلاص انت مالك ؟؟. هذا أولا . ثانيا ، الشتيمة نازلة ترف على محمد رمضان ، عشان هم مع القضية الفلسطينية ، وضد التطبيع ، وهذه خيانة لا تغتفر . هل أحد منهم اتهم نجيب محفوظ بالخيانة الوطنية لما أيد كامب ديفيد التى أسست رسميا تطبيع الدولة المصرية مع اسرائيل ؟؟. هل أحد قال ازاى كاتب روائى مصرى ، يؤيد التطبيع ؟؟. طبعا محدش يتجرأ ويقول كده . لكن مع محمد رمضان ، كل شئ مباح . وبالمناسبة نجيب محفوظ أخذ جائزة نوبل لهذا الموقف المؤيد لكامب ديفيد . وهذا شئ معروف عن جائزة نوبل الحكومية ، الخاضعة لأمريكا واسرائيل . طوال تاريخ نوبل ، لم يعطوها لأى شخص امرأة أو رجلا ، يقف ضد اسرائيل . ثالثا، قضية فلسطين ، أصبحت من المقدسات العربية من المحيط الى الخليج . وهكذا يزداد عدد المقدسات فى بلادنا ، غير الموجودة فعلا ورافعة علينا كرباج التكفير والسب واللعنة والشتائم وقضايا الازدراء والحسبة . رابعا ، هؤلاء المزايدين على قضية فلسطين من المصريين أو العرب ، والذين يؤمنون حتى اليوم أن بنى اسرائيل من نسل القردة والخنازير الأنجاس ، اذا طلبت منهم 100 دولار للتبرع فى صندوق تحرير فلسطين ، لن يفعل . واذا فعل فانه يكون متضررا متأففا غاضبا مستاءا ، يشعر أنه مسروق . واذا قيل له تبرع بالدم وليس بالفلوس لانقاذ أطفال من فلسطين شنت عليهم غارة ، ويحتاجون الى نقل دم عاجل ، لن يفعل وسوف يتهرب ، خوفا من عدوى التلوث من نقل الدم ، واكتفى بالدعاء الى الله . خامسا ، هؤلاء اللاعنين اسرائيل كل يوم ، المزايدين على حب فلسطين ، يهيمون عشقا بأمريكا التى لولاها ما وقفت اسرائيل على قدميها فى أى مجال . على رأى المثل : " ساب الحمار واتشطر على البردعة ". جهل وتناقض وتضليل وأوهام ، يطلقونها فى وجوهنا ليل نهار . المزايدات عل الوطنية والفضيلة وعلى التدين وعلى حب فلسطين ، أصبحت تفوح برائحة الكذب العفنة ، واكليشيهات المغلوبين المهزومين المقلدين ، الذين لا يملكون شيئا حقيقيا يثير حميتهم من المحيط الى الخليج ، الا غشاء البكارة والفحولة المتفسخة المزيفة و ذراع المرأة المكشوف وشعرها المنسدل ومحاربة نقد الدين. توقفوا عن الكذب والنفاق . ان لم تفعلوا شيئا نافعا لبلادكم وللبشرية ، فاصمتوا . ----------------------------------------------------------------------------------------
2 - لا يجب علينا اضاعة الوقت فى الشرح والتفهيم والتصحيح والتوضيح والتبرير لما نقوله ونفعله... لماذا ؟؟ . ---------------------------------------- أولا ، لأن الحياة مهما طالت قصيرة جدا . طبعا الحياة تقاس بمدى جودتها ونبلها وتفردها وسباحتها ضد التيار والاصرار على الحرية والحقيقة ، وليس بعدد السنوات المعاشة ما بين الحياة والموت . ولكن هذا ليس معناه أن نهدر الوقت فى أشياء لا جدوى من ورائها . ثانيا ، مهما نحاول أن نشرح ونفهم ونوضح ، فى النهاية الناس لا تفهم الا ما تريد أن تفهمه . وفى أغلب الأمر ، ما يريدون أن يفهموه هو الذى يريحهم نفسيا ، وما يريحهم نفسيا هو غالبا ما يتفق مع عقائدهم وأفكارهم وتربيتهم وطباعهم ونمط حياتهم . ثالثا ، الناس الذين يحبوننى بصدق ، سوف يجعلهم الحب قادرون وقادرات على تقبل كل أقوالى وتصرفاتى ، الغريبة المتطرفة من قبل الآخرين . بل ويحبون غرابتى واختلافى وتطرفى ويدافعون عنى فى وجودى وفى غيابى. رابعا ، الناس الذين يطلبون الشرح والتوضيح والتبرير ، غالبا بل فى كل الأحيان يطلبون هذا من قبل الاستعلاء والاحساس بالتفوق والشعور أنهم أعلى فى الفهم . خامسا ، الناس الذين يطلبون الشرح والتوضيح والتبرير ، لأشياء أقولها وأفعلها ، لم يطلبوا الشرح والتوضيح والتبرير من أوامر وتعاليم الآلهة والأديان وكلام الرسل والأنبياء الذين يؤمنون بهم ويقدسونهم ويعبدونهم . ومهما تفوه رجال الدين بأى شئ ، يوافقون ويطيعون ويمتدحون ويدافعون بالروح والدم عن ما يقولونه ويفعلونه . اشمعنى بقى ؟؟؟. هو فهمهم توقف فقط عند الأديان ورجال الدين ؟؟. وفيما عدا ذلك يحتاجون الشرح والتفهيم والتوضيح والتبرير ؟؟؟. سادسا ، اذا حققت النجاح فالناس سيحقدون على حياتى . واذا فشلت سوف يكرهوننى . سابعا ، الحل اذن هو كونى نفسك ولا تشرحى أو توضحى أو تبررى .. وكن نفسك ولا تقدم شرحا أو توضيحا أو تبريرا . الحياة أثمن من أن نهدرها فى مثل هذا العبث . اللى يفهم يفهم ، واللى ميفهمش ليست مشكلتنا ولا قضيتنا ولا غايتنا -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
3 - الشرف غير الشريف -------------------------
ليل نهار صباحا ومساء فى الأغانى والأفلام والمسلسلات ، غرقانين فى الكلام عن الحب . لكن الحقيقة انه مافيش حب . يوجد فقط الزواج على سنن الآلهة والرسل ، والا يكون الرجل فاسقا منحلا ، والمرأة فاجرة عاهرة تحرض على الاباحية . نحن فى الحقيقة لا نعترف بالحب . وحتى الجواز دون خلفة ، البعض يعتبره زنا ، لأنه رفقة جنسية فقط
مجتمعات منقوعة فى الكذب والنفاق والاختلال النفسى والتناقضات فى أساسيات الحياة ، تتفنن فى المرواغة والتضليل ولا تفهم من الشرف الا ما يفعله البشر بأجسادهم داخل الجواز وخارج الجواز وقبل الجواز وبعد الجواز وأثناء الجواز وبعد الطلاق . حتى فى الموت يقولون لازم ندفن جسدك ، يعنى ايه واحدة عاوزة تحرق جسدها بدلا من الدفن ؟؟؟. معتقلات من الوصايا ، المحكمة المقززة تخلق لنا أجيال مشوهة ، وتسبب للبشر التعاسة وتعلمهم الكذب والنفاق . ومع تقديس الزواج ، نجد أن أغلب النكات المضحكة هى عن الجواز . العالم مليان جوازات لا ينطبق عليها معنى الشرف الحقيقى . وهناك علاقات حب أكثر شرفا من علاقات هذه المؤسسة الدينية اسمها الزواج . هناك نساء يتكسبن من بيع أجسادهن ، أكثر شرفا من نساء متزوجات قابعات فى البيوت . بالمناسبة كل من صاحب الطلب وصاحب العرض فى البغاء ، أسميه بالعهر ، وليس المرأة فقط كما يحدث فى بلادنا . لن نتقدم حضاريا الا بأنسنة مفهوم الشرف ، والغاء الوصايا على حياة الناس ، والحكم عليها بقلة الشرف والفجر والانحلال حسب مفهوم غير شريف للشرف .
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متلازمة ستوكهولم ومسئولية الاعلام
-
تنويعات ... الخرفان هى التى تصنع الذئاب
-
تنويعات ... الديمقراطية ليست هى الحل
-
خواطر .... غشاء البكارة وخدعة أن السينما والفن رسالة
-
سبع قصائد .. مثل الأشجار أموت واقفة
-
السفر الممتع مع ثمار الفلسفة والفكر والأدب
-
مشاهد تأملية : 103 مليون اله على أرض مصر
-
عدالة المقاييس الأخلاقية شرط استقامة الأخلاق
-
من حُسن حظى أننى أنام وحيدة
-
تجليات فقه - القفة - فى ذبح نساء الأمة
-
الجلوس على عرش العقول أكثر خطورة
-
مشاهد مختلفة من تأملات امرأة مصرية
-
بالشرع اقتلوها .. أهكذا تعبدون الهكم ؟ .... قصيدتان
-
هزيمة لجنود الدولة الدينية وخلايا الوصاية الدينية
-
توأم القمر ... قصيدة
-
كيف لا تتغير التقاليد ومنْ صنعها يتغير ؟؟؟
-
ولم تمشى فى جنازتى ..... قصيدتان
-
ماذا يبقى ؟؟ ..... ثلاث قصائد
-
- الايكوفيمينزم - : الطبيعة أنثى مستباحة للتحرش والاغتصاب وا
...
-
- جريجورى بك - قمة الرقى الفنى والانسانى
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|