أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - مآخذ الحسين على يزيد














المزيد.....

مآخذ الحسين على يزيد


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فشل مروان ابن الحكم، والي الخليفة معاوية بين أبي سفيان على المدينة المنورة، في تحقيق ما أراد منه الخليفة، من حمل وجوه المدينة من المهاجرين والأنصار، على تقديم البيعة لأبنه يزيد خليفة من بعده، فعزله، وعين بدلا منه سعيد أبن العاص، الذي فشل هو الآخر في تحقيق إرادة الخليفة.

فأضطرّ معاوية للسفر بنفسه الى المدينة، لأخذ البيعة ليزيد، فاستدعى أولاً رؤوس المعارضين الأربعة، وهم الحسين بن علي أبن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، والأربعة ثلاثة منهم أبناء خلفاء سابقين، والرابع أبن للزبيرأبن العوام، أحد العشرة المبشرين بالحنة، وطلب منهم مبايعة أبنه يزيد، فرفضوا المبايعة في الخفاء، وكان الحسين أقساهم ردا على معاوية، الذي كان قد بدأ حديثه بتبيان فضائل النبي محمد، ثم بيّن (( فضائل )) يزيد وأهليته لمنصب خلافة النبي، فتحدث الحسين في ذلك الجمع الخاص، ومما قاله: (( وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لاُمّة محمد، تريد أن توهم الناس في يزيد، كأنّك تصف محجوباً أو تنعت غائباً أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويته بعلمٍ خاص، وقد دلَّ يزيد بنفسه على موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحاوش، والحمام السبق لأترابهن، والقيان ذوات المعازف، وضرب الملاهي، تجده باصراً، ودع عنك ما تحاول .. الخ )).

ثم عقد معاوية بعد ثلاثة أيام اجتماعا عاما في مسجد المدينة، وخطب قائلاً: (( لو وجدتُ مَن هو أهلاً للخلافة أكثر من يزيد لفعلت)). فرد الحسين: (( والله لقد تركت من هو خير منه أباً واُمّاً ونفساً ))». فقال معاوية: (( كأنّك تريد نفسك؟)) فرد الحسين: (( نعم أصلحك الله )). فأقر معاوية بأنّ فاطمة الزهراء أم الحسين أفضل من اُمّ يزيد، لكنه لم يسلم بأن عليا أبا الحسين أفصل منه. فكانت إجابه الحسين (( حسبك جهلك، آثرت العاجل على الآجل)). فأجابه معاوية: (( إنّ يزيد أفضل لاُمّة محمد منك)). فاستنكر الحسين ما قاله معاوية بالقول (( هذا هو الإفك والزور، يزيد شارب الخمر ومشتري اللهو خير منّي؟! )).

بعد ذلك توجه معاوية الى مكة وأعلم أهلها أنّه قد أخذ البيعة من المعارضين الأربعة، فسلم المكيون بالبيعة ليزيد، لكنهم، لاحقا، سألوا المعارضين عن سبب رضاهم بيزيد بعد إنكارهم له، فرد الحسين بالقول: (( لا والله ما بايعنا، ولكنّ معاوية خدعنا وكادنا ببعض ما كادكم به، ثم صعد المنبر وتكلّم بكلام، وخشينا إن رددنا مقالته عليه أن تعود الفتنة جذعاً، ولا ندري إلى ماذا يؤول أمرنا، فهذه قصّتنا معه )).

هذا ما تذكره المصادر الشيعية بشأن أسباب رفض الحسين لخلافة يزيد، وطلبه الخلافة لنفسه، واللافت فيها أن كل المآخذ التي سيقت فيها على لسان الحسين بحق يزيد، مآخذ أخلاقية، تجد إستنكارا لها في الدين، ولكن ليس بينها مأخذا سياسيا واحدا، كالظلم وأنتهاك العدل، أو الأستبداد أو ما شابه. وأن الحسين في تبيانه لمزاياه، يركز كثيرا على أنه أبن لبنت النبي فاطمة الزهراء، وأبن عمه علي ابن أبي طالب.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد
- لسويد على أبواب الناتو .. هل سيتدعم أمنها أم سيضعف؟
- بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
- تحولات دراماتيكية في توجهات المجتمع السويدي
- صبيانية (( تنويريين ))
- مخاطر تهدد مستقبل المجتمعات العربية
- ثانية، عن خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- أوكرانيا .. حرب رأسماليات متنافسة
- حرب أوكرانيا بددت أوهاما وخلقت أخرى
- فنلندا محقة في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية وقطعنة الرأي العام


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - مآخذ الحسين على يزيد