أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عطا درغام - حكاية ركوع لويس التاسع علي أبواب المنصورة














المزيد.....


حكاية ركوع لويس التاسع علي أبواب المنصورة


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 13:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


المنصورة"عروس الدلتا" جزيرة الألف عام،مدينة مصرية حتي النخاع وعاصمة وطنية لمحافظة الدقهلية ، تقع في شمال مصر، تظل علي الضفة الشرقية لنهر النيل فرع دمياط ، تبلغ مساحتها 20 كم 2 تقع علي مسافة 120 كم شمال القاهرة ُيقابلها علي الضفة الغربية مدينة طلخا.
كان يُطلق عليها اسم"جزيرة الورد" لأنها كانت مُحاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورود في مصر.
قال المقريزي:"إن الملك الكامل أسماها المدينة المنصورة؛ تيمنًا بانتصاره العظيم سنة 1221 م ، فسُميت بعد النصر الذي حققه الشعب المصري في معركته علي الحملة السابعة ب"المنصورة"..وهو اسم ارتبط بالانتصارات التي حققها الشعب المصري علي جيوش المسلمين التي حاولت مرارًا اكتساح العالم العربي.
إحدي مدن الشرق القليلة التي لم تنحن قط للجبروت الآتي من الغرب، بل إنها لقنت هذا الغرب دروسًا لن ينساها.نقل ابن دقماق من كتاب"الانتصار عن كتاب تقويم البلدان" للمؤيد للمؤيد عماد الدين بأن المنصورة بناها الملك الكامل ابن الملك العادل عند مفترق النيل علي دمياط وأشموم، وبينهما جزيرة البشمور..بناها في وجه العدو لما حاصرها دمياط".
تُعد بتاريخها المشرف مقبرة لكل من تسول له نفسه العبث بها أو ترويع أهلها.كانت- أرض الرجال الذي لم يعرف عدوها ومن يريد إرهابها أو الاستيلاء عليها طمعًا للانتصار فيها وهذا يتضح من تاريخها العظيم.
هذه المدينة الباسلة التي وصفها المؤرخ الفرنسي جروسيه " بأنها مقبرة الجيش الصليبي.. وضرب شعبها أروع قصص البطولة والفداء في أقوي معاركه التاريخية ضد القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ..الذي صور لنفسه سفهًا أن يستولي علي ربوعها في أيام معدودات، لكنه أخطأ التقدير ، فلم يضع في حساباته صلابة هذا الشعب وقدراته الفائقة علي بذل التضحيات.حفاظًا علي كل حفنة تراب من أرض هذا الوطن العالي علي كل أبنائه.
وقد كشفت معركة المنصورة الخالدة عن شجاعة وبراعة المصريين في فن الحروب وتلاحم الجيش مع الشعب من أجل النصر في أروع صورة.
وذلك في الفترة من 8 إلي 11 فبراير سنة 1250 ، حيث وقعت أحداث المعركة بين القوات الصليبية( الفرنج) بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، الذي عُرف بالقديس لويس فيما بعد، أو الملك الحزين.
وشع بالمنصورة والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ ،وفارس الدين أقطاي الجمدار وركن الجين بيبرس البندقداري.
فخاض الشعب والجيش ، بعد أن انصهروا في بوتقة الفداء،معركة ضاربة ضد العدوان الغاشم، وسجل التاريخ أروع صفحات المجدد لكل ابن من أبناء هذا البلد الخالد.. الرجال والنساء والأطفال والشيوخ..الذين انقضوا جميعًا علي الغزاة،من كل مكان في الشوارع وبين الأزقة ومن فوق أسطح المنازل، في شجاعة لا مثيل لها ،أقبلوا علي الموت بصمود راسخ رسوخ عقيدة الجهاد من أجل حرية وطن كل أماني أبنائه أن يعيشوا في سلام.
وأراد الله أن يتحقق النصر الحاسم لهذا الشعب العريق وجيشه الباسل عند ما سقط لويس أسيرًا في أيدي الأبطال في قرية منية أبي عبد الله"ميت الخولي" حاليًا..واقتيد إلي دار فخر الدين ابن لقمان بن أحمد بن محمد الشيباني الأسعردي(دار ابن لقمان) كاتم سر السلطان..هذه الدار لا تزال باقية حتي الآن بجوار مسجد الشيخ الموافي.وفيها أبقوه في حراسة أمرت أن تعامله بما يليق بمقامه من الاحترام لمدة 22 يومًا.
وبعد مفاوضات مريرة من أجل الإبقاء علي حياته افتدته زوجته بمبلغ أربعمائة ألف قطعة ذهبية..علي أن يكمل الباقي بعد وصوله إلي عكا.
وخان العهد والقسم الذي أقسمه بأنه إذا أخلف وعده معهم صار بريئًا عن الديانة المسيحية والمعمودية..مُنكرًا للمسيح والصليب والعذراء والحواريين ، والقديسين والقديسات..ورغم ذلك لم يدفع باقي الفدية.
أسفرت المعركة عن هزيمة الصليبيين هزيمة منكرة، منعتهم من التفكير من التفكير في إرسال حملة صليبية جديدة إلي مصر ،فكانت المنصورة هي حائط الصد بشعبها وجيشها.
وأُطلق سراح لويس التاسع بعد أن قدم نصف الفدية ،وكان أول عمل قام به بعد تحريره من الأسر أن ابتاع مئات المخطوطات الثمينة والنادرة وحملها إلي سفينته علي 14 بغلًا.
وبعد وصوله سالمًا توجه إلي أتباعه بالوصية التالية، التي اعتبرت وثيقة مهمة حفظت في دار الوثائق القومية في باريس، ويقول فيها:(إنه لا يمكن الانتصار علي المسلمين من خلال حرب،وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلي:
أولًا: إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ،وإذا حدثت فليعمل علي توسيع شقتها ما أمكن حتي يكون هذا الخلاف عاملًا في إضعاف المسلمين.
ثانيًا: عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
ثالثًا: إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء ،حتي تنفصل القاعدة عن القمة
رابعًا: الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه.
خامسًا: العمل علي الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.
سادسًا: العمل علي قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد حتي تصل إلي الغرب
وفي هذا الصدد يأتي كتاب الأستاذ محمد شلبي أمين بعنوان "حكاية ركوع لويس التاسع علي أبواب المنصورة"، الذي يتناول بطولات الشعب المصري في المصورة ، وكيف تغلب علي جحافل الصليبيين ،ولقنوهم درسً في فنون القتال، وتلاحم الجيش مع الشعب من أجل النصر في أروع صورة.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ السودان الحديث
- السخرية في أدب المازني
- الأصول الفكرية للحملة الفرنسية علي مصر: الاستشراق المتأسلم ف ...
- الإسلام والاتجاهات العلمية المعاصرة
- الأدب الروسي قبل الثورة البلشفية وبعدها
- إسكندرية من تاني
- أثر المقامة في نشأة القصة المصرية الحديثة
- حرية الفكر في الإسلام
- جذور الأصولية الإسلامية في مصرالمعاصرة: رشيد رضا ومجلة المنا ...
- الشعر العراقي الحديث
- مع الباحثة والمؤرخة الأرمنية السورية ..دكتورة هوري عزازيان
- نظرية البنائية في النقد الأدبي
- وحدة تاريخ مصر
- الارتجال للمسرح
- الشعر المسرحي في الأدب المصري المعاصر
- الأزهر في ألف عام
- جماليات فن الإخراج
- قضايا الفلاح في البرلمان المصري-1924-1936
- الجامعة الأهلية بين النشأة والتطور
- فن الدراما عند رشاد رشدي


المزيد.....




- جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال ...
- السيسي يعقد اجتماعا بشأن عبور قناة السويس والوصول إلى سيناء ...
- ربما كان لشمسنا توأم ذات يوم، ماذا حدث له؟
- أسعار شوكولاتة عيد الميلاد ترتفع بسبب أزمة الكاكاو
- 38 قتيلا جراء قصف إسرائيلي على قطاع غزة
- مسرح الشباب الروسي يقدم عرضا في نيابوليس
- بوتين: ملتزمون بإنهاء الصراع في أوكرانيا
- شاهد عيان يروي فظائع ارتكبتها قوات كييف في مدينة سيليدوفو بج ...
- المدعية العامة الإسرائيلية تأمر الشرطة بالتحقيق مع زوجة نتني ...
- لافروف: الغرب يضغط على الشرع ضد موسكو


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عطا درغام - حكاية ركوع لويس التاسع علي أبواب المنصورة