معاناة محامي (4)

أحمد فاضل المعموري
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7333 - 2022 / 8 / 7 - 21:15
المحور: حقوق الانسان
    

الجزء الرابع...
المكان : محكمة تحقيق في بغداد
اليوم: الأربعاء تاريخ 3 /أب/2022
الوقت: الساعة الثامنة والنصف صباحاً
المحامي : مجيد
المحامي : منتظر
القاضي : طارق
المحققة القضائية : أسيا
الضابط: المسؤول عن احضار المتهم : نقيب سيف
المتهم : صقر
ملاحظة : كل الأسماء والأماكن هي أسماء رمزية .
في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحاً
على ضوء أتصال هاتفي من شقيق المتهم صقر أستاذ أن صقر موجود في محكمة التحقيق. المحامي مجيد : يدخل محكمة التحقيق .. ويذهب الى غرفة المحققة القضائية : السلام عليكم أستاذة ما هو سبب حضور المتهم صقر اليوم في المحكمة .. المحققة أسيا تخاطب المحامي مجيد ..أستاذ المتهم صعد شاهد على أحد الضباط ..المحامي يتساءل من المحققة : وهل هذا قرار قاضي التحقيق ..المحققة نعم أستاذ .. المحامي وهنا يستذكر مع نفسه .. كيف كانت ردة فعل القاضي عندما طالب المحامي بالاطلاع على قرار القاضي وامتنع القاضي من تقديم القرار للمحامي وكذلك المحققة عندما امتنعت عن تزويد المحامي بالقرار وأخباره بقرار القاضي بتدوين شهادة المتهم بصفة شاهد .. المحامي مع نفسه .. الأن الصورة أصبحت واضحة كل تصرفات القاضي هي خلاف القانون لان الشهادة يجب أن تكون خيار الشاهد من غير إرغام أو تحت الضغط والإكراه .. المحامي: ينظر إلى المتهم صقر.. وهو جالس على الأرض قرب باب القاضي بالبدلة الحمراء.. وكأنه يقول للمحامي مجيد أن شهادتي هذه أخذت بالقوة و الإكراه والضغط النفسي .. ويحيطون بالمتهم مجموعة من حماية القاضي وأحد الضباط المسؤول عن إحضاره ويدعى نقيب سيف .. المحامي : يقترب من حماية القاضي ويخاطبه .. أريد الدخول على السيد القاضي .. الحماية يدخل ويخرج من الغرفة .. أستاذ القاضي مشغول .. المحامي طيب أخبره أريد التحدث مع موكلي المتهم الموجود في المحكمة .. الحماية مرة أخرى يدخل ويخرج من غرفة القاضي .. أستاذ القاضي يرفض أن تتحدث مع المتهم صقر.. المحامي يستغرب أفعال القاضي وتصرفه المخالف للقانون .. المحامي : يحاور نفسه : سبحان الله ..المتهم صقر هنا بصفة شاهد وليس بصفة متهم ويتم منعي من التحدث اليه داخل المحكمة .. المحامي يدخل على المحققة القضائية .. أستاذة : عند دخول الشاهد أمام القاضي .. أريد الدخول معه عند سماع شهادة الشاهد صقر .. لانها شهادة تترتب عليها أثار قانونية مهمة في القضية الأصلية .. التي فيها صقر متهم .. المحققة القضائية .. أستاذ مجيد هي شهادة عادية يعني ما يستوجب حضورك .. بعد أصرار المحامي مجيد : المحققة : مع ذلك خبر الحماية عندما يتم سماع شهادته أمام القاضي .. المحامي يكلم الحماية الشخصية .. أحد الضباط المرافقين للشاهد نقيب سيف وبدون سابق إنذار وهو يعتقد أن المحامي يريد أن يتكلم مع الشاهد صقر .. أستاذ ممنوع .. المحامي مستغرب من ردة فعل الضابط سيف ؟؟ ما هو الممنوع .. النقيب سيف .. أستاذ ممنوع تتكلم مع المتهم .. المحامي أخي أنا أريد أخبر الحماية الشخصية للقاضي حول حقي بالدخول مع موكلي فقط .. النقيب سيف يسكت ولا يتكلم .. الحماية أتفضل أستاذ .. المحامي مجيد : عند دخول الشاهد أريد تناديني لانِ أريد الدخول مع موكلي الشاهد وبلغ القاضي ذلك وأنا سوف أنتظر في غرفة المحامين بالطابق الثاني .. الحماية نعم أستاذ ..المحامي يدخل غرفة انتداب المحامين.. يسلم على الزملاء ويجلس المحامي مجيد .. وينتظر وقبل أن يغادر الغرفة .. ينهض .. أحد المحامين الرواد أستاذ مجيد اشرب شاي .. المحامي مجيد .. شكراً جزيلا أستاذ منتظر .. المحامي الزميل .. أستاذ استريح اشرب الشاي ..المحامي مجيد بعد أن اصر المحامي الزميل منتظر على شرب الشاي .. يجلس وينتظر قدوم الشاي .. يدور حديث سريع عن المهنة ومعاناة المحامي في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد من سوء الإدارة والخدمات والفساد المستشري .. المحامي يهم بالمغادرة .. بعد أن أنتهى من شرب الشاي .. يستأذن من المحامي وبقية الزملاء .. ويخرج من الغرفة .. ويذهب مباشرتاً الى غرفة القاضي .. ويسأل حماية القاضي .. أين الشاهد صقر ..الحماية أستاذ رجع الى الموقف.. المحامي.. أنا أردت الدخول مع الشاهد ..حماية القاضي ..أستاذ الشاهد لم يدخل على القاضي .. المحامي ..وهو يحاور نفسه ، وكيف لم يدخل على القاضي وهذه الشهادة مهمة وهي جزء من قضية هو فيها متهم .. وكل الإجراءات كانت مخالفة لقانون الأصول الجزائية والدستور العراقي .. المحامي يصبر على هذا الوضع عسى أن يتم الاستجابة لطلب سوف يقدمه المحامي مجيد .. قبل انتهاء موقوفية المتهم وتعليل ذلك أن الأيام القادمة .. فيها تعطيل للدوام الرسمي ومرض المتهم كلها قد تكون أسباب مقنعة للقاضي لأطلاق سراح المتهم صقر بكفالة شخصية .. بخروج المحامي من محكمة التحقيق .. والدوام قارب على الانتهاء . وانتهى يوم أخر من الانتظار.
وللمعاناة بقية ..

#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات