أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ؟الشقاء في إنتاج الشقاء














المزيد.....


؟الشقاء في إنتاج الشقاء


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



"إن من أشقاه ربي , كيف أنتم تسعدوه ؟."
يتهرب كثير من أشباه المفكرين , من استخدام المفردات البسيطة , ومن البناء عليها , ولو مؤقتا , بقصد التنوير , فالشقاء الذي يعتبره البعض هلاميا , لا يمتلك أي رصيد تعريفي له ليس حجة كافية لتجاهل بلاغته وقدرته على بيان طبيعة النفوس الشقية , لأنها لسبب أولي أدارت ظهرها للعقل الذي هو مطية سهلة للعابرين نحو السعادة .
بالمقدور عرض الكثير من الحكم التي تقرر بأن الخير الكثير مصدره جنة العقل , وأن العاقل صنو لحياة الهناءة ..
ولأنني مطالب بوضع حد تعريفي ومهما كان بسيطا على طريقة , مفاهيم الفيزياء والرياضيات والميكانيك , وهو أمر غير معجز البتة .
تحميل الإنسان مالا طاقة له به , أن تتحمل للحظات مالا تطيقه , أمر ممكن , ولكن أن تبقيه على هذا الحال لمدة طويلة ومفتوحة , يعني وضعه في بيئة تنتج الشقاء , ومن هنا نجد سعة المفهوم فهو يشمل كل كائن حي , يتم تحميله ظروفا قاسية في العيش , وبما يفوق طاقته على التحمل ومن هنا أستذكر الدعاء الذي يقول :" اللهم ولا تحملنا مالا طاقة لنا به" .
الله الذي ندعوه , كان قد حملنا جميعا ككائنات حية , مالا طاقة لنا به , ولكنه كان أيضا قد خفف علينا بعض العبء , نفعله بإرادتنا , ومنها أن خلق الأرض واسعة مترامية الأطراف , بل ومتنوعة الأوضاع , بحيث يمكن لأي متهرب من الشقاء أن يفعل ذلك بحثا عن البيئة التي تلائم طاقاته , مع العلم بأن وحدة الشقاء هي :" وما الناس إلا هالك وابن هالك ...
مما لاشك فيه أن للإنسان عقل وإرادة , وهو سلاحه في تخفيف العبء , وإنقاص درجة شقاوة حياته , فالحياة ليست جحيما دائما , وليست هي جنة الخلود ..
إن طريقة الفرد أو المجتمع في مواجهة الظروف القاهرة , هي التي تجعل من اسم مدينة القاهرة , مجرد اسم مزيف لمدينة مقهورة , حيث لا نسبة ولاتنا سب بين الاسم والمسمى ...
إنني ممن يستغربون , أن يقوم الفقراء لله وللعلم والمعرفة , باللجوء الى نفخ عضلاتهم الواهنة , وتسميم نفوسهم , عبر المكابرة وروح الصلف الواهنة , بادعاء القدرة على التحدي , بصورة أقل ما يقال عنها عملية خداع للذات والمجتمع !!..
في التراث أو الموروث السلبي قيل " للبيت رب يحميه ", فما يحميه الرب بقوة واقتدار , وحيث لايمكن للضعفاء الى رحمة الله الدفاع عنه ؟.
ما الفرق بين السلام والاستسلام ؟, حين يكون باعث الضعفاء اللذين لاحول لهم ولا قوة , في تجنب ليس الشقاء , بل والتهلكة , " ولا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة .." , وكأن الهلاك هو غاية الغايات لطلاب الشقاء ؟...
الحيوان ينتحر من حياة الشقاء , لذا من الطبيعي أن ينتحر الإنسان خلاصا من جحيم الشقاء ,هذا إذا اعتبرنا الإنسان مجرد حيوان ؟!.. ولكن الإنسان ليس حيوانا غريزيا , لأن له عقل كما يزعم , وله أرجل تصلح للهروب من قدر لله الى قدر آخر من أقدار الله , وتلك فسحة للتخفيف من قضاء الله وقدره .
المهم في هذه المقالة المتواضعة , تبيان قدرة مفهوم مغيب , مثل مفهوم الشقاء , على خلق فضاء واسع في البحث , عن محاور كبرى من مثل , المجتمعات الشقية , ولماذا هي تستمرئ الشقاء , بل وتستعذب آلامه , بطريقة مدهشة ؟!.
يكفي وجود منتج الشقاء في الأسرة لتكتسب تلك الأسرة خصائص حياة الشقاء .
ربما كان الأب أو الأم , أو أي فرد من أفرادها , يمتلك موهبة الأشقاء , ليبثها حول العائلة ويقلب حياتها الى حياة العذاب ..
مجتمعات تراكم بكل سذاجة تاريخا من الهزائم المنتصرة , ببقايا وجودها الشكلاني , وتعبر عن نفسها بشكل دائم على شكل معاناة دائمة , باللطم والندب والبكائيات ..
هل الشقاء إيديولوجية ؟!.
هل الشقاء قضاء وقدر للأشقياء ؟!.
كما ينتج عن ذلك مفهوم اقتصاد الشقاء , بدراسة عناصره المكونة من مثل الطريقة الكلاسيكية , في مناقشة ( الأرض والعمل ورأس المال ...) , بأسلوب يبين طبيعة الشقاء , ويحضرني هنا ترديد البعض من مجتمعات الشقاء تساؤلهم : النفط نعمة أم نقمة ؟!.
يمكن أن نزيد عليها الماء والهواء , ولكن اللاعب الأساسي في ديمومة الشقاء , هو الجهل العفوي والتجهيل المتعمد , ضمن بيئة كل إرادتها تتلخص في تأبيد الشقاء !!!!.
هل يعقل أن نكون وفي آن واحد معا , نحن طلاب الشقاء , وأنجح الأمم الصالحة في البناء الاعمار و البقاء ؟!!!.
وللبقية كتاب مفتوح على الشقاء ..



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعاد لومي وانتفاضة اللبوة العراقية ؟
- تعليق على جريمة (11) سبتمبر ؟
- (طفولة ( واثق بالله
- الأستاذ ميثم الجنابي يتطاول على الأستاذ كاظم حبيب !؟.
- القيادة السورية ومأزق الخيار الصفري ؟
- الشيوعية الشرقية والشيوعية الغربية ؟
- تعال يا وال ؟
- المرآة الحقيقية والمرآة الكاذبة ؟
- هل حق دفن الميت من حقوق الإنسان ؟
- المفرق بين الواقع والمنطق ؟
- لا صحو للعقل بعد اليوم ؟
- نحو ثقافة علمانية معاصرة ؟
- الناقص في العقل والدين والقديس أوغسطين ؟
- عمالة (عربية ) أم مما سح( الزفر) ؟
- التجديد البحريني , وا لنيويورك تايمز ؟!.
- برتراند رسل والخط الثالث ؟
- موت الطفولة والديمقراطية ؟
- الصلاة خير من النوم ؟
- الله : موجود وغير موجود ؟
- الكراهية الإسلاموية بدون حدود ؟


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ؟الشقاء في إنتاج الشقاء